وبَلَغَ ذلِكَ عَلِيّا فَبَعَثَ إلى مالِكِ بنِ كَعبٍ الهَمدانِيِّ أن خَلِّف عَلى عَمَلِكَ مَن تَثِقُ بِهِ وأقبِل إلَيَّ .
فَفَعَلَ وَاستَخلَفَ عَبدَ الرَّحمنِ بنَ عَبدِ اللّهِ الكِندِيَّ ، فَبَعَثَهُ عَلِيٌّ إلى دَومَةِ الجَندَلِ في ألفِ فارِسٍ ، فَلَم يَشعُر مُسلِمٌ إلّا وقَد وافاهُ ، فَاقتَتَلوا يَوما ثُمَّ انصَرَفَ مُسلِمٌ مُنهَزِما ، وأقامَ مالِكٌ أيّاما يَدعو أهلَ دَومَةِ الجَندَلِ إلَى البَيعَةِ لِعَلِيٍّ ، فَلَم يَفعَلوا وقالوا : لا نُبايِعُ حَتّى يَجتَمِعَ النّاسُ عَلى إمامٍ . فَانصَرَفَ ۱ .
۶۶۹۷.تاريخ الطبريـ بَعدَ أن ذَكَرَ خُطبَةَ الإِمامِ عليه السلام يَستَنفِرُ النّاسَ لِاءِغاثَةِ مُحَمَّدِ بنِ أبي بَكرٍ وأصحابِهِ ، وعَدَمَ استِجابَةِ النّاسِ لَهُ عليه السلام ـ: فَقامَ إلَيهِ مالِكُ بنُ كَعبٍ الهَمدانِيُّ ثُمَّ الأَرحَبِيُّ ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، اندُبِ النّاسَ فَإِنَّهُ لا عِطرَ بَعدَ عَروسٍ ۲ ، لِمِثلِ هذَا اليَومِ كُنتُ أدَّخِرُ نَفسي ، وَالأَجرُ لا يَأتي إلّا بِالكَرَّةِ ۳ . اِتَّقوا اللّهَ وأجيبوا إمامَكُم ، وَانصُروا دَعوَتَهَ ، وقاتِلوا عَدُوَّهُ ، أنَا أسيرُ إلَيها يا أميرَ المُؤمِنينَ . قالَ : فَأَمَرَ عَلِيٌّ مُنادِيَهُ سَعدا ، فَنادى فِي النّاسِ : ألَا انتَدِبوا إلى مِصرَ مَعَ مالِكِ بنِ كَعبٍ ۴ .
۸۶
مُحَمَّدُ بنُ أبي بَكرٍ
هو محمّد بن عبد اللّه بن عثمان وهو محمّد بن أبي بكر بن أبي قُحافة ، واُمّه
1.أنساب الأشراف : ج۳ ص۲۲۵ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۲۹ نحوه وراجع الغارات : ج۲ ص۴۵۹ .
2.لا مَخبَأ لِعِطرٍ بَعدَ عَرُوسٍ ، ويُروى : لا عِطرَ بعد عَرُوسٍ : أوّل من قال ذلك امرأةٌ من عُذرَة ، يُقال لها أسماء بنت عبد اللّه ، وكان لها زوجٌ من بني عمِّها يُقال له عروس ، فمات عنها . . . ، فقالت : لا عِطرَ بعد عَرُوس ، فذهبت مثلاً يضرب لمن لا يُدَّخَرُ عنه نَفيسٌ (مجمع الأمثال : ج۳ ص۱۵۱ الرقم ۳۴۹۱) .
3.في الغارات: «بِالكُرهِ»، وكلاهما يصحّ.
4.تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۰۷ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۱۴ نحوه ؛ الغارات : ج۱ ص۲۹۲ .