إذا غَضِبوا عَلى رَجُلٍ حَبَسوهُ أو ضَرَبوهُ أو حَرَموهُ أو سَيَّروهُ ، وفَيئُنا لَهُم في أنفُسِهِم حَلالٌ ، ونَحنُ لَهُم ـ فيما يَزعُمونَ ـ قَطينٌ ۱ . ۲
۶۶۸۰.تاريخ اليعقوبي :أتاهُ ۳ [مُعاوِيَةَ] قيسُ بنُ سَعدِ بنِ عُبادَةَ فَقالَ : بايِع قَيسٌ !
قالَ : إن كُنتُ لَأَكرَهُ مِثلَ هذَا اليَومِ ، يا مُعاوِيَةُ .
فَقالَ لَهُ : مَه ، رَحِمَكَ اللّهُ ! فَقالَ : لَقَد حَرَصتُ أن اُفَرِّقَ بَينَ روحِكَ وجَسَدِكَ قَبلَ ذلِكَ ، فَأَبَى اللّهُ ـ يَابنَ أبي سُفيانَ ـ إلّا ما أحَبَّ . قالَ : فَلا يُرَدُّ أمرُ اللّهِ .
قالَ : فَأَقبَلَ قَيسٌ عَلَى النّاسِ بِوَجهِهِ ، فَقالَ : يا مَعشَرَ النّاسِ ، لَقَدِ اعتَضتُمُ الشَّرَّ مِنَ الخَيرِ ، وَاستَبدَلتُمُ الذُّلَّ مِنَ العِزِّ ، وَالكُفرَ مِنَ الإيمانِ ، فَأَصبَحتُم بِعدَ وِلايَةِ أميرِ المُؤمِنينَ ، وسَيِّدِ المُسلِمينَ ، وَابنِ عَمِّ رَسولِ رَبِّ العالَمينَ ، وقَد وَلِيَكُمُ الطَّليقُ ابنُ الطَّليقِ يَسومُكُمُ الخَسفَ ، ويَسيرُ فيكُم بِالعَسفِ ، فَكَيفَ تَجهَلُ ذلِكَ أنفُسُكُم ، أم طَبَعَ اللّهُ عَلى قُلوبِكُم ، وأنتُم لا تَعقِلونَ ؟!
فَجَثا مُعاوِيَةُ عَلى رُكبَتَيهِ ، ثُمَّ أخَذَ بِيَدِهِ وقالَ : أقسَمتُ عَلَيكَ ! ثُمَّ صَفَقَ عَلى كَفِّهِ ، ونادَى النّاسُ : بايَعَ قَيسٌ !
فَقالَ : كَذَبتُم ، وَاللّهِ ، ما بايَعتُ ۴ .