على التضحية والفداء والاستشهاد ۱ .
وشهد معه الجمل ، وصفّين ۲ . وكان معدوداً في أنصاره الأوفياء المخلصين . وهو الَّذي روى عهده إلى مالك الأشتر ۳ ؛ ذلك العهد العظيم الخالد !
وكان من القلائل الذين اُذن لهم بالحضور عند الإمام عليه السلام بعد ضربته ۴ . وعُدّ الأصبغ في أصحاب الإمام الحسن عليه السلام أيضاً ۵ .
۶۴۳۲.وقعة صفّين عن عمر بن سعد الأسديـ في ذِكرِ وَقعَةِ صِفّينَ ـ: حَرَّضَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ أصحابَهُ ، فَقامَ إلَيهِ الأَصبَغُ بنُ نُباتَةَ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ! قَدِّمني فِي البَقِيَّةِ مِنَ النّاسِ ؛ فَإِنَّكَ لا تَفقِدُ لِيَ اليَومَ صَبرا ولا نَصرا . أمّا أهلُ الشّامِ فَقَد أصبَنا مِنهُم ، وأمّا نَحنُ فَفينا بَعضُ البَقِيَّةِ ، اِيذَن لي فَأَتَقَدَّمَ ؟ فَقالَ عَلِيٌّ : تَقَدَّم بِاسمِ اللّهِ وَالبَرَكَةِ ، فَتَقَدَّمَ وأخَذَ رايَتَهُ ، فَمَضى وهُوَ يَقولُ :
حَتّى مَتى تَرجُو البَقا يا أصبَغُ
إنَّ الرَّجاءَ بِالقُنوطِ يُدمَغُ
أما تَرى أحداثَ دَهرٍ تَنبَغُ
فَادبُغْ هَواكَ ، والأَديمُ يُدبَغُ
وَالرُّفقُ فيما قَد تُريدُ أبلَغُ
اَليومَ شُغلٌ وغَدا لا تَفرَغُ
فَرَجَعَ الأَصبَغُ وقَد خَضَبَ سَيفَهُ دَما ورُمحَهُ ، وكانَ شَيخا ناسِكا عابِدا ، وكانَ إذا لَقِيَ القَومُ بَعضُهُم بَعضا يَغمِدُ سَيفَهُ ، وكانَ مِن ذَخائِرِ عَلِيٍّ مِمَّن قَد بايَعَهُ عَلَى المَوتِ ، وكانَ مِن فُرسانِ أهلِ العِراقِ ، وكانَ عَلِيٌّ عليه السلام يَضِنُّ بِهِ عَلَى الحَربِ وَالقِتالِ ۶ .
1.وقعة صفّين : ص۴۰۶ .
2.رجال الكشّي : ج۱ ص۳۲۱ الرقم ۱۶۵ .
3.رجال النّجاشي : ج۱ ص۷۰ الرقم ۴ ، الفهرست للطوسي : ص۸۵ الرقم ۱۱۹ .
4.الأمالي للطوسي : ص۱۲۳ ح۱۹۱ .
5.رجال الطوسي : ص۹۳ الرقم ۹۱۹ وراجع تهذيب المقال : ج۱ ص۱۹۸ ـ ۲۰۴ الرقم ۵ .
6.وقعة صفّين : ص۴۴۲ .