المدخل
الحبّ عنوان قيّم ومتأ لّق في سماء الثقافة الإسلاميّة . وقد أكّدت التعاليم الدينيّة على المحبّة أيّما تأكيد . وجاءت جملة «هَلِ الدّينُ الَا الحُبُّ ؟» لتبلغ بالحبّ مكانة عليّة . ولكن ما معنى الحبّ ؟ ومن الَّذي ينبغي حبّه ؟هذَا السؤال وما شابهه من الأسئلة الاُخرى أجابت عنها التعاليم الدينيّة على نحو مستفيض ، ولكن لا مجال لذكره في هذَا المدخل ۱ .
بيد أ نّنا نؤكّد هنا على أنّ حبّ الجمال وحبّ الوجوه الطافحة بالصلاح والكرامة والمروءة أمر فطريّ ، ولا يتسنّى القول بأنّ من يبقى على فطرته النقيّة ولا تتدنّس توجّهاته السليمة بلوث الانحراف ؛ لا يميل ـ تلقائيّاً ـ إلى حبّ كلّ ما هو جميل ونبيل وكريم ، ولا تتوق نفسه إلى المعالي والمكارم .
لقد أوصى رسول اللّه صلى الله عليه و آله بحبّ عليّ عليه السلام واعتبر محبّة «آل اللّه » من الإيمان . وهل كلّ هذَا إلّا استلهام للواقع ، وإرشاد إلى الحقّ والحقيقة ، وإلى كلّ ما ينبثق من ذات الإنسان ؟ ! إنّ عليّاً زاخر بكلّ معاني الجمال ، وينبوع دافق يفيض بالفضائل والمكارم وجميع المحامد . وما هذَا الواقع الصادق إلّا تجسيد لتلك الحقيقة السامية الَّتي بعثت السرور في نفوس النّاس كلّهم بشتّى نحلهم ومشاربهم ومذاهبهم ، سواء