أحدا أعلم ولا أقضى منه بالعدل . . أما واللّه لو أجد عليه أعوانا . . . .
توفّي المقداد سنة ۳۳ ه وهو في السبعين من عمره ۱ .
وكان له نصيب من مال الدنيا منذ البداية فأوصى للحسن والحسين عليهماالسلامبستّة وثلاثين ألف درهم منه ۲ .
وهذه الوصيّة دليل على حبّه لأهل البيت عليهم السلام وتكريمه واحترامه لهم عليهم السلام .
۶۷۱۹.الأمالي للطوسي عن عبد الرحمن بن جندب عن أبيه :لَمّا بويِعَ عُثمانُ سَمِعتُ المِقدادَ بنَ الأَسوَدِ الكِندِيَّ يَقولُ لِعَبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ : وَاللّهِ يا عَبدَ الرَّحمنِ ، ما رَأَيتُ مِثلَ ما اُتِيَ إلى أهلِ هذَا البَيتِ بَعدَ نَبِيِّهِم .
فَقالَ لَهُ عَبدُ الرَّحمنِ : وما أنتَ وذاكَ يا مِقدادُ ؟
قالَ : إنّي وَاللّهِ اُحِبُّهُم لِحُبِّ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، ويَعتريني وَاللّهِ وَجدٌ لا أبُثُّهُ بَثَّةً ، لَتَشَرَّفَ قُرَيشٌ عَلَى النّاسِ بِشَرَفِهِم ، وَاجتِماعِهِم عَلى نَزعِ سُلطانِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله مِن أيديهِم .
فَقالَ لَهُ عَبدُ الرَّحمنِ : وَيحَكَ ! وَاللّهِ لَقَدِ اجتَهَدتُ نَفسي لَكُم .
فَقالَ لَهُ المِقدادُ : وَاللّهِ لَقَد تَركَتَ رَجُلاً مِنَ الَّذينَ يَأمُرونَ بِالحَقِّ وبِهِ يَعدِلونَ ، أمَا وَاللّهِ لَو أنَّ لي عَلى قُرَيشٍ أعواناً لَقاتَلتُهُم قِتالي إيّاهُم يَومَ بَدرٍ واُحُدٍ .
فَقالَ لَهُ عَبدُ الرَّحمنِ : ثَكَلَتكَ اُمُّكَ يا مِقدادُ ! لا يَسمَعَنَّ هذَا الكَلامَ مِنكَ النّاسُ ، أمَا وَاللّهِ إنّي لَخائِفٌ أن تَكونَ صاحِبَ فُرقَةٍ وفِتنَةٍ .
قالَ جُندَبٌ : فَأَتَيتُهُ بَعدَمَا انصَرَفَ مِن مَقامِهِ ، فَقُلتُ لَهُ : يا مِقدادُ، أنَا مِن أعوانِكَ .
فَقالَ : رَحِمَكَ اللّهُ ، إنَّ الَّذي نُريدُ لا يُغني فيهِ الرَّجُلانِ وَالثَّلاثَةُ .