۸۹
مُسلِمٌ المُجاشِعِيُّ
كان يعيش في المدائن أيّام واليها حُذيفة بن اليمان ، وبعد قتل عثمان وبقاء حذيفة واليا عليها بأمر الإمام عليّ عليه السلام ، قرأ حذيفة على النّاس رسالة الإمام عليه السلام ، ودعاهم إلى بيعته متحدّثا عن عظمته . ولمّا بايع النّاس ، طلب مسلم من حذيفة أن يحدّثه بحقيقة ما كان قد جرى ، ففعل فأصبح مسلم من الموالين للإمام عليه السلام ۱ . ورسخ حبّ الإمام في قلبه حتى قال عليه السلام فيه يوم الجمل : «إنَّ الفَتى مِمَّن حَشَى اللّهُ قَلبَهُ نورا وإيمانا ، وهُوَ مَقتولُ . . .» ۲ .
وكان أوّل من استُشهد يومئذٍ بعد قَطع يدَيه ۳ .
۶۷۰۸.المناقب للخوارزمي عن مجزأة السدوسيـ في ذِكرِ أحداثِ حَربِ الجَمَلِ ـ: لَمّا تَقابَلَ العَسكَرانِ : عَسكَرُ أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيٌّ عليه السلام وعَسكَرُ أصحابِ الجَمَلِ ، جَعَلَ أهلُ البَصرَةِ يَرمونَ أصحابَ عَلِيٍّ بِالنَّبلِ حَتّى عَقَروا مِنهُم جَماعَةً ، فَقالَ النّاسُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنَّهُ قَد عَقَرَنا نَبلُهُم، فَمَا انتِظارُكَ بِالقَومِ ؟ !
فَقالَ عَلِيٌّ : اللَّهُمَّ إنّي اُشهِدُك أنّي قَد أعذَرتُ وأنذَرتُ ، فَكُن لي عَلَيهِم مِنَ الشّاهِدينَ .
ثُمَّ دَعا عَلِيٌّ بِالدِّرعِ فَأَفرَغَها عَلَيهِ ، وَتَقلَّدَ بِسَيفِهِ وَاعتَجَرَ ۴ بِعِمامَتِهِ وَاستَوى عَلى بَغلَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ دَعا بِالمُصحَفِ فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ ، وقالَ : يا أيُّهَا النّاسُ ، مَن يَأخُذُ هذَا
1.إرشاد القلوب : ص۳۲۱ ـ ۳۴۳ .
2.إرشاد القلوب : ص۳۴۲ .
3.شرح نهج البلاغة : ج۹ ص۱۱۲ ، الفتوح : ج۲ ص۴۷۳ ، المناقب للخوارزمي : ص۱۸۶ .
4.الاعتِجارُ بالعَمامة : هو أن يَلُفَّها على رَأسِه ويَرُدّ طَرَفَها على وجْهِه ، ولا يَعْمل منها شيئاً تحت ذَقَنِه (النهاية : ج۳ ص۱۸۵) .