وَاعمَل بِطاعَةِ اللّهِ فيما وَلّاك مِنها .
وَاعلَم أنَّ كُلَّ عَمَلِ ابنِ آدَمَ مَحفوظٌ عَلَيهِ مَجزِيٌّ بِهِ ، فَاصنَع خَيرا صَنَعَ اللّهُ بِنا وبِكَ خَيرا، وأعلِمنِي الصِّدقَ فيما صَنَعتَ . وَالسَّلامُ ۱ .
۶۶۹۴.الإمام عليّ عليه السلامـ في كِتابِهِ إلى كعبِ بنِ مالِكٍ ـ: أمّا بَعدُ ، فَاستَخلِف عَلى عَمَلِكَ ، وَاخرُج في طائِفَةٍ مِن أصحابِكَ حَتّى تَمُرَّ بِأَرضِ السَّوادِ كورَةً كورَةً ، فَتَسأَلَهُم عَن عُمّالِهِم ، وتَنظُرَ في سيرَتِهِم ، حَتّى تَمُرَّ بِمَن كانَ مِنهُم فيما بَينَ دِجلَةَ وَالفُراتِ ، ثُمَّ ارجِع إلَى البِهقُباذاتِ فَتَوَلَّ مَعونَتَها ، وَاعمَل بِطاعَةِ اللّهِ فيما وَلّاكَ مِنها .
وَاعلَم أنَّ الدُّنيا فانِيَةٌ وأنَّ الآخِرَةَ آتِيَةٌ ، وأنَّ عَمَلَ ابنَ آدَمَ مَحفوظٌ عَلَيهِ ، وأنَّكَ مَجزِيٌّ بِما أسلَفتَ ، وقادِمٌ عَلى ما قَدَّمتَ مِن خَيرٍ ، فَاصنَع خَيرا تَجِد خَيرا ۲ .
۶۶۹۵.الغارات عن عبد اللّه بن حوزة الأزدي :كُنتُ مَعَ مالِكِ بنِ كَعبٍ حينَ نَزَلَ بِنَا النُّعمانُ بنُ بَشيرٍ وهُوَ في ألفَينِ ، وما نَحنُ إلّا مِئَةٌ ، فَقالَ لَنا : قاتِلوهُم فِي القَريَةِ وَاجعَلُوا الجُدُرَ في ظُهورِكُم ، ولا تُلقوا بِأَيديكُم إلَى التَّهلُكَةِ ، وَاعلَموا أنَّ اللّهَ تَعالى يَنصُرُ العَشَرَةَ عَلَى المِئَةِ ، وَالمِئَةَ عَلَى الأَلفِ ، وَالقَليلَ عَلَى الكَثيرِ مِمّا يَفعَلُ اللّهُ ذلِكَ .
ثُمَّ قالَ : إنَّ أقرَبَ مَن هاهُنا إلَينا مِن شيعَةِ عَلِيٍّ عليه السلام وأنصارِهِ وعُمّالِهِ قَرَظَةُ بنُ كَعبٍ ومِخنَفُ بنُ سُلَيمٍ ، فَاركُض إلَيهِما وأعلِمهُما حالَنا ، وقُل لَهُما فَليَنصُرانا بِمَا استَطاعا .
فَأَقبَلتُ أركُضُ وقَد تَرَكتُهُ وأصحابَهُ ، وإنَّهُم لَيَتَرامَونَ بِالنَّبلِ ، فَمَرَرتُ بِقَرَظَةَ بنِ كَعبٍ فَاستَغَثتُهُ ، فَقالَ : إنَّما أنَا صاحِبُ خَراجٍ وما مَعي أحَدٌ اُغيثُهُ بِهِ ، فَمَضَيتُ حَتّى أتَيتُ مِخنَفَ بنَ سُلَيمٍ فَأَخبَرتُهُ الخَبَرَ ، فَسَرَّحَ مَعي عَبدَ الرَّحمنِ بنِ مِخنَفٍ في