481
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّابع

خَمسينَ رَجُلاً ، وقاتَلَهُم مالِكُ بنُ كَعبٍ وأصحابُهُ إلَى العَصرٍ ، فَأَتَيناهُ وقَد كَسَرَ هُوَ وأصحابَهُ جُفونَ ۱ سُيوفِهِم وَاستَسلَموا لِلمَوتِ ، فَلَو أبطَأنا عَنهُم هَلَكوا ، فَما هُوَ إلّا أن رَآنا أهلُ الشّامِ قَد أقبَلنا عَلَيهِم أخَذوا يَنكُصونَ عَنهُم ويَرتَفِعونَ ، ورَآنا مالِكٌ وأصحابُهُ فَشَدّوا عَلَيهِم حَتّى دَفَعوهُم عَنِ القَريَةِ وَاستَعرَضناهُم ، فَصَرَعنا مِنهُم رِجالاً ثَلاثَةً وَارتَفَعَ القَومُ عَنّا ، وظَنّوا أنَّ وَراءَنا مَدَدا ، ولَو ظَنّوا أنَّهُ لَيسَ غَيرُنا لَأَقبَلوا عَلَينا وأهلَكونا ، وحالَ بَينَنا وبَينَهُمُ اللَّيلُ فَانصَرَفوا إلى أرضِهِم .
وكَتَبَ مالِكُ بنُ كَعبٍ إلى عَلِيٍّ عليه السلام : أمّا بَعدُ ، فَقَد نَزَلَ بِنَا النُّعمانُ بنُ بَشيرٍ في جَمعٍ مِن أهلِ الشّامِ كَالظّاهِرِ عَلَينا ، وكانَ عُظمُ أصحابي مُتَفَرِّقينَ ، وكُنّا لِلَّذي كانَ مِنهُم آمِنينَ ، فَخَرَجنا إلَيهِم رِجالاً مُصلِتينَ ۲ فَقاتَلناهُم حَتَّى المَساءِ ، وَاستَصرَخنا مِخنَفَ بنَ سُلَيمٍ ، فَبَعَثَ إلَينا رِجالاً مِن شيعَةِ أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيٍّ عليه السلام ووَلَدَهُ عِندَ المَساءِ ، فَنِعمَ الفَتى ونِعمَ الأَنصارُ كانوا ، فَحَمَلنا عَلى عَدُوِّنا وشَدَدنا عَلَيهِم ، فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَينا نَصرَهُ وهَزَمَ عَدُوَّهُ وأعَزَّ جُندَهُ ، وَالحَمدُِللّهِ رَبِّ العالَمينَ ، وَالسَّلامُ عَلَيكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ .
قالَ : لَمّا وَرَدَ الكِتابُ عَلى عَلِيٍّ عليه السلام قَرَأَهُ عَلى أهلِ الكوفَةِ فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ نَظَرَ إلى جُلَسائِهِ فَقالَ : الحَمدُِللّهِ ، ونَدِمَ أكثَرُهُم ۳ .

۶۶۹۶.أنساب الأشراف :بَعَثَ مُعاوِيَةُ [مُسلِمَ] بنَ عُقبَةَ المَرِّيَّ إلى أهلِ دَومَةِ الجَندَلِ ۴ ـ وكانوا قَد تَوَقَّفوا عَنِ البَيعَةِ لِعَلِيٍّ ومُعاوِيَةَ جَميعا ـ فَدَعاهُم إلى طاعَةِ مُعاوِيَةَ وبَيعَتِهِ ،

1.جفون السُّيُوف : أغمادُها ، واحِدُها جفن (النهاية : ج۱ ص۲۸۰) .

2.أصلَتَ السَّيفَ : إذا جَرَّدَه من غِمده (النهاية : ج۳ ص۴۵) .

3.الغارات : ج۲ ص۴۵۶ وراجع تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۳۳ .

4.دَوْمَة الجَنْدل : موضع على سبع مراحل من دمشق ، بينها وبين مدينة الرسول صلى الله عليه و آله ، ويطلق عليها اليوم «الجوف» ، وقد جرت فيها قضيّة التحكيم (راجع معجم البلدان : ج۲ ص۴۸۷) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّابع
480

وَاعمَل بِطاعَةِ اللّهِ فيما وَلّاك مِنها .
وَاعلَم أنَّ كُلَّ عَمَلِ ابنِ آدَمَ مَحفوظٌ عَلَيهِ مَجزِيٌّ بِهِ ، فَاصنَع خَيرا صَنَعَ اللّهُ بِنا وبِكَ خَيرا، وأعلِمنِي الصِّدقَ فيما صَنَعتَ . وَالسَّلامُ ۱ .

۶۶۹۴.الإمام عليّ عليه السلامـ في كِتابِهِ إلى كعبِ بنِ مالِكٍ ـ: أمّا بَعدُ ، فَاستَخلِف عَلى عَمَلِكَ ، وَاخرُج في طائِفَةٍ مِن أصحابِكَ حَتّى تَمُرَّ بِأَرضِ السَّوادِ كورَةً كورَةً ، فَتَسأَلَهُم عَن عُمّالِهِم ، وتَنظُرَ في سيرَتِهِم ، حَتّى تَمُرَّ بِمَن كانَ مِنهُم فيما بَينَ دِجلَةَ وَالفُراتِ ، ثُمَّ ارجِع إلَى البِهقُباذاتِ فَتَوَلَّ مَعونَتَها ، وَاعمَل بِطاعَةِ اللّهِ فيما وَلّاكَ مِنها .
وَاعلَم أنَّ الدُّنيا فانِيَةٌ وأنَّ الآخِرَةَ آتِيَةٌ ، وأنَّ عَمَلَ ابنَ آدَمَ مَحفوظٌ عَلَيهِ ، وأنَّكَ مَجزِيٌّ بِما أسلَفتَ ، وقادِمٌ عَلى ما قَدَّمتَ مِن خَيرٍ ، فَاصنَع خَيرا تَجِد خَيرا ۲ .

۶۶۹۵.الغارات عن عبد اللّه بن حوزة الأزدي :كُنتُ مَعَ مالِكِ بنِ كَعبٍ حينَ نَزَلَ بِنَا النُّعمانُ بنُ بَشيرٍ وهُوَ في ألفَينِ ، وما نَحنُ إلّا مِئَةٌ ، فَقالَ لَنا : قاتِلوهُم فِي القَريَةِ وَاجعَلُوا الجُدُرَ في ظُهورِكُم ، ولا تُلقوا بِأَيديكُم إلَى التَّهلُكَةِ ، وَاعلَموا أنَّ اللّهَ تَعالى يَنصُرُ العَشَرَةَ عَلَى المِئَةِ ، وَالمِئَةَ عَلَى الأَلفِ ، وَالقَليلَ عَلَى الكَثيرِ مِمّا يَفعَلُ اللّهُ ذلِكَ .
ثُمَّ قالَ : إنَّ أقرَبَ مَن هاهُنا إلَينا مِن شيعَةِ عَلِيٍّ عليه السلام وأنصارِهِ وعُمّالِهِ قَرَظَةُ بنُ كَعبٍ ومِخنَفُ بنُ سُلَيمٍ ، فَاركُض إلَيهِما وأعلِمهُما حالَنا ، وقُل لَهُما فَليَنصُرانا بِمَا استَطاعا .
فَأَقبَلتُ أركُضُ وقَد تَرَكتُهُ وأصحابَهُ ، وإنَّهُم لَيَتَرامَونَ بِالنَّبلِ ، فَمَرَرتُ بِقَرَظَةَ بنِ كَعبٍ فَاستَغَثتُهُ ، فَقالَ : إنَّما أنَا صاحِبُ خَراجٍ وما مَعي أحَدٌ اُغيثُهُ بِهِ ، فَمَضَيتُ حَتّى أتَيتُ مِخنَفَ بنَ سُلَيمٍ فَأَخبَرتُهُ الخَبَرَ ، فَسَرَّحَ مَعي عَبدَ الرَّحمنِ بنِ مِخنَفٍ في

1.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۲۰۴ .

2.الخراج لأبي يوسف : ص۱۱۸ ، نهج السعادة : ج۴ ص۱۳۷ وفيه «باقية» بدل «آتية» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27771
صفحه از 532
پرینت  ارسال به