في الكوفة والجزيرة .
وممّا يُثنى عليه شجاعته الَّتي أبداها قبال هجوم النّعمان بن بشير على عين التمر ؛ فإنّه واجه جيش النّعمان الَّذي قوامه ألفي فارس بسريّة قوامها مئة مقاتل فقط ، حتى وصل الإسناد العسكري إليه ، واضطرّ النّعمان إلى الفرار ۱ .
كما استدعي لمواجهة جيش مسلم بن عقبة المري في دومة الجندل ، فكان موفّقاً في هذه المهمّة أيضاً .
وممّا يدلّ على حسن معرفته ؛ إظهار استعداده لإعانة محمّد بن أبي بكر في الوقت الَّذي لم يلبِّ دعوة الإمام أحد .
۶۶۹۲.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كِتابِهِ إلى مالِكِ بنِ كَعبٍ الأَرحَبِيِّ ـ: إنّي وَلَّيتُكَ مَعونَةَ البِهقُباذاتِ ، فَآثِر طاعَةَ اللّهِ ، وَاعلَم أنَّ الدُّنيا فانِيَةٌ، وَالآخِرَةَ آتِيَةٌ ، وَاعمَل صالِحا تُجزَ خَيرا ، فَإِنَّ عَمَلَ ابنَ آدَمَ مَحفوظٌ عَلَيهِ وإنَّهُ مَجزِيٌّ بِهِ ، فَعَلَ اللّهُ بِنا وبِكَ خَيرا ، وَالسَّلامُ ۲ .
۶۶۹۳.الإمام عليّ عليه السلامـ في كِتابِهِ إلى كَعبِ بنِ مالِكٍ ۳ ـ: أمّا بَعدُ ، فَاستَخلِف عَلى عَمَلِكَ ، وَاخرُج في طائِفَةٍ مِن أصحابِكَ حَتّى تَمُرَّ بِأَرضِ كورَةِ السَّوادِ ۴ ، فَتَسأَلَ عَن عُمّالي وتَنظُرَ في سيرَتِهِم فيما بَينَ دِجلَةَ وَالعُذَيبِ ۵ ، ثُمَّ ارجِع إلَى البِهقُباذاتِ فَتَوَلَّ مَعونَتَها ،
1.الغارات : ج۲ ص۴۵۶ .
2.أنساب الأشراف : ج۲ ص۳۹۳ .
3.الظاهر أنّ الصحيح هو «مالك بن كعب»؛ لعدم وجود عامل للإمام عليه السلام باسم «كعب بن مالك»، بل إنّ كعب بن مالك ممّن لم يبايع الإمام، وأمّا مالك بن كعب فهو من عمّاله وممّن يعتمد عليه .
4.السَّواد : أراضي وقرى العراق وضياعها الَّتي افتتحها المسلمون على عهد عمر بن الخطّاب ؛ سُمّي بذلك لسواده بالزروع والنّخيل والأشجار (راجع معجم البلدان : ج۳ ص۲۷۲) .
5.العُذَيْب : تصغير العذب ؛ وهو الماء الطيّب ، وهو ماء بين القادسيّة والمغيثة ، بينه وبين القادسيّة أربعة أميال ، وإلى المغيثة اثنان وثلاثون ميلاً (معجم البلدان : ج۴ ص۹۲) .