فَقالَ لَهُ كُمَيلٌ : لا تَصرِف ۱ عَلَيَّ أنيابَكَ ، ولا تَهَدَّم ۲ عَلَيَّ ، فَوَاللّهِ ما بَقِيَ مِن عُمري إلّا مِثلُ كَواسِلِ ۳ الغُبارِ ، فَاقضِ ما أنتَ قاضٍ ، فَإِنَّ المَوعِدَ اللّهُ ، وبَعدَ القَتلِ الحِسابُ ، ولَقَد خَبَّرني أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام أنَّك قاتِلي .
فَقالَ لَهُ الحَجّاجُ : الحُجَّةُ عَلَيكَ إذاً !
فَقالَ كُمَيلٌ : ذاكَ إن كانَ القَضاءُ إلَيكَ !
قالَ : بَلى ، قَد كُنتَ فيمَن قَتَلَ عُثمانَ بنَ عَفّانَ ! اِضرِبوا عُنُقَهُ . فَضُرِبَت عُنُقُهُ ۴ .
۸۳
مالِكٌ الأَشتَرُ
هو مالك بن الحارث بن عبد يغوث النّخعي الكوفي ، المعروف بالأشتر ؛ الوجه المشرق ، والبطل الَّذي لا يُقهَر ، واللّيث الباسل في الحروب ، وأصلب صحابة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وأثبتهم .
وكان الإمام عليه السلام يثق به ويعتمد عليه ، وطالما كان يُثني على وعيه ، وخبرته ، وبطولته ، وبصيرته ، وعظمته ، ويفتخر بذلك .
وليس بأيدينا معلومات تُذكر حول بدايات وعيه . وكان أوّل حضوره الجادّ في فتح دمشق وحرب اليرموك ۵ ، وفيها اُصيبت عينه ۶ فاشتهر بالأشْتَر ۷ .
1.الصَّرِيْف: صَوت الأنياب. وصَرَف نابَه وبِنابِه: حَرَقه [: حَكَّه] فسمعت له صوتاً (لسان العرب: ج۹ ص۱۹۱).
2.من المجاز : تَهَدَّم عليه غَضَباً ؛ إذا تَوَعَّدَهُ . وفي الصحاح : اشتدَّ غَضَبُه (تاج العروس : ج۱۷ ص۷۴۴) .
3.كأنّها بقايا الغبار الَّتي كسلت عن أوائله .
4.الإرشاد : ج۱ ص۳۲۷ ؛ الإصابة : ج۵ ص۴۸۶ الرقم ۷۵۱۶ نحوه وراجع تاريخ الطبري : ج۴ ص۴۰۴ وتاريخ دمشق : ج۵۰ ص۲۵۶ .
5.تاريخ دمشق : ج۵۶ ص۳۷۹ .
6.تهذيب الكمال : ج۲۷ ص۱۲۷ الرقم ۵۷۳۱ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۳ ص۵۹۳ ، المعارف لابن قتيبة : ص۵۸۶ ، سير أعلام النّبلاء : ج۴ ص۳۴ الرقم ۶ ، تاريخ دمشق : ج۵۶ ص۳۸۰ .
7.الشَّتَر : انقلاب جَفْن العين إلى أسفل . والرجُل أشْتَر (اُنظر النهاية : ج۲ ص۴۴۳) .