القُرَى الَّتي عَلَى الفُراتِ .
فَأَنكَرَ عليه السلام ذلِكَ مِن فِعلِهِ ، وقالَ : إنَّ مِنَ العَجزِ الحاضِرِ أن يُهمِلَ الوالي ما وَلِيَهُ ، ويَتَكَلَّفَ ما لَيسَ مِن تَكليفِهِ ۱ .
۶۶۸۲.الإمام عليّ عليه السلامـ في كِتابِهِ إلى كُمَيلِ بنِ زيادٍ النَّخَعِيِّ ، وهُوَ عامِلُهُ عَلى هيتَ ، يُنكِرُ عَلَيهِ تَركَهُ دفَعَ مَن يَجتازُ بِهِ مِن جَيشِ العَدُوِّ طالِبا الغارَةَ ـ: أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ تَضييعَ المَرءِ ما وُلِّيَ ، وتَكَلُّفَهُ ما كُفِيَ ، لَعَجزٌ حاضِرٌ ، ورَأيٌ مُتَبَّرٌ ۲
! وإنَّ تَعاطِيَكَ الغارَةَ عَلى أهلِ قَرقيسِيا ، وتَعطيلَكَ مَسالِحَكَ ۳ الَّتي وَلَّيناكَ ـ لَيسَ بِها مَن يَمنَعُها ، ولا يَرُدُّ الجَيشَ عَنها ـ لَرَأيٌ شَعاعٌ ۴ ! فَقَد صِرتَ جِسرا لِمَن أرادَ الغارَةَ مِن أعدائِكَ عَلى أولِيائِكَ ، غَيرَ شَديدِ المَنكِبِ ، ولا مَهيبِ الجانِبِ ، ولا سادٍّ ثُغرَةً ، ولا كاسِرٍ لِعَدُوٍّ شَوكَةً ، ولا مُغنٍ عَن أهلِ مِصرِهِ ، ولا مُجزٍ عَن أميرِهِ ! ۵
۶۶۸۳.الإرشاد عن المغيرة :لَمّا وُلِّيَ الحَجّاجُ طَلَبَ كُمَيلَ بنَ زِيادٍ ، فَهَرَبَ مِنهُ ، فَحَرَمَ قَومَهُ عَطاءَهُم ، فَلَمّا رَأى كُمَيلٌ ذلِكَ قالَ : أنَا شَيخٌ كَبيرٌ قَد نَفِدَ عُمري ؛ لا يَنبَغي أن أَحرِمَ قَومي عَطِيّاتِهِم ، فَخَرَجَ فَدَفَعَ بِيَدِهِ إلَى الحَجّاجِ ، فَلَمّا رَآهُ قالَ لَهُ : لَقَد كُنتُ اُحِبُّ أن أجِدَ عَلَيكَ سَبيلاً !
1.شرح نهج البلاغة : ج۱۷ ص۱۴۹ .
2.أي مُهْلَك (لسان العرب : ج۴ ص۸۸) .
3.جمع مَسلَحة ؛ وهي كالثغر ، والمَرْقَب يكون فيه أقوام يَرقُبون العدوَّ لئلّا يَطرُقهم على غَفلة ؛ فإذا رأوه أعلموا أصحابهم ليتأهَّبوا له (النهاية : ج۲ ص۳۸۸) .
4.أي متفرِّق (النهاية : ج۲ ص۴۸۱) .
5.نهج البلاغة : الكتاب ۶۱ وراجع أنساب الأشراف : ج۳ ص۲۳۱ .