455
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّابع

ويَرَوا رَأيَهُم ، فَقَد رَأَيتُ أن أكُفَّ عَنهُم ، وألّا أتَعَجَّلَ حَربَهُم ، وأن أتَأَ لَّفَهُم فيما بَينَ ذلِكَ لَعَلَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ أن يُقبِلَ بِقُلوبِهِم ، ويُفَرِّقَهُم عَن ضَلالَتِهِم ، إن شاءَ اللّهُ .
فَقالَ عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، ما أخوَفَني أن يَكونَ هذا مُمالَأَةً لَهُم مِنهُ ، فَمُرهُ يا أميرَ المُؤمِنينَ بِقِتالِهِم ، فَكَتَبَ إلَيهِ عَلِيٌّ :
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، أمّا بَعدُ ، فَسِر إلَى القَومِ الَّذينَ ذَكَرتَ ، فَإِن دَخَلوا فيما دَخَلَ فيهِ المُسلِمونَ وإلّا فَناجِزهُم ، إن شاءَ اللّهُ .
فَلَمّا أتى قَيسَ بنَ سَعدٍ الكِتابُ فَقَرَأَهُ ، لَم يَتَمالَك أن كَتَبَ إلى أميرِ المُؤمِنينَ :
أمّا بَعدُ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، فَقَد عَجِبتُ لِأَمرِكَ ، أ تَأمُرُني بِقِتالِ قَومٍ كافّينَ عَنكَ ، مُفَرِّغيكَ لِقِتالِ عَدُوِّكَ ؟ ! وإنَّكَ مَتى حارَبتَهُم ساعَدوا عَلَيكَ عَدُوَّكَ ، فَأَطِعني يا أميرَ المُؤمِنينَ ، وَاكفُف عَنهُم ، فَإِنَّ الرَّأيَ تَركَهُم ، وَالسَّلامُ . . .
فَبَعَثَ عَلِيٌّ مُحَمَّدَ بنَ أبي بَكرٍ عَلى مِصرَ وعَزَلَ عَنها قَيسا ۱ .

۶۶۷۳.تاريخ الطبري عن كعب الوالبي :إنَّ عَلِيّا كَتَبَ مَعَهُ [أي مُحَمَّدِ بنِ أبي بَكرٍ ]إلى أهلِ مِصرَ كِتابا ، فَلَمّا قَدِمَ بِهِ عَلى قَيسٍ ، قالَ لَهُ قَيسٌ : ما بالُ أميرِ المُؤمِنينَ ؟ ! ما غَيَّرَهُ ؟ أدَخَلَ أحَدٌ بَيني وبَينَهُ ؟
قالَ لَهُ : لا ، وهذَا السُّلطانُ سُلطانُكَ !
قالَ : لا ، وَاللّهِ لا اُقيمُ مَعَكَ ساعَةً واحِدَةً . وغَضِبَ حينَ عَزَلَهُ ، فَخَرَجَ مِنها مُقبِلاً إلَى المَدينَةِ ، فَقَدِمَها ، فَجاءَهُ حَسّانُ بنُ ثابِتٍ شامِتا بِهِ ـ وكانَ حَسّانُ عُثمانِيّا ـ فَقالَ لَهُ : نَزَعَكَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ، وقَد قَتَلتَ عُثمانَ ، فَبَقِيَ عَلَيكَ الإِثمُ ، ولَم يُحسِن لَكَ الشُّكرَ !

1.تاريخ الطبري : ج۴ ص۵۵۴ ؛ الغارات : ج۱ ص۲۱۸ و ۲۱۹ وراجع أنساب الأشراف : ج۳ ص۱۶۳ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّابع
454

فَادعُوا اللّهَ لَهُ ، وقَرَأَ عَلَيهِم كِتابَهُ الَّذي لانَ لَهُ فيهِ وقارَبَهُ .
قالَ : وَاختَلَقَ مُعاوِيَةُ كِتابا مِن قَيسِ بنِ سَعدٍ ، فَقَرَأَهُ عَلى أهلِ الشّامِ :
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، لِلأَميرِ مُعاوِيَةَ بنِ أبي سُفيانَ مِن قَيسِ بنِ سَعدٍ ، سَلامٌ عَلَيكَ ، فَإِنّي أحمَدُ إلَيكُمُ اللّهَ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ ، أمّا بَعدُ ، فَإِنّي لَمّا نَظَرتُ رَأَيتُ أنَّهُ لا يَسَعُني مُظاهَرَةَ قَومٍ قَتَلوا إمامَهُم مُسلِما مُحَرَّما بَرّا تَقِيّا ، فَنَستَغفِرُ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ لِذُنوبِنا ، ونَسأَلُهُ العِصمَةَ لِدينِنا . ألا وإنّي قَد ألقَيتُ إلَيكُم بِالسِّلمِ ، وإنّي أجَبتُكَ إلى قِتالِ قَتَلَةِ عُثمانَ ، إمامِ الهُدى المَظلومِ ، فَعَوِّل عَلَيَّ فيما أحبَبتَ مِنَ الأَموالِ وِالرِّجالِ اُعَجِّل عَلَيكَ ، وَالسَّلامُ .
فَشاعَ في أهلِ الشّامِ أنَّ قَيسَ بنَ سَعدٍ قَد بايَعَ مُعاوِيَةَ بنَ أبي سُفيانَ ، فَسَرَّحَت عُيونُ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ إلَيهِ بِذلِكَ ، فَلَمّا أتاهُ ذلِكَ أعظَمَهُ وأكبَرَهُ ، وتَعَجَّبَ لَهُ ، ودَعا بَنيهِ ، ودَعا عَبدَ اللّهِ بنَ جَعفَرٍ فَأَعلَمَهُم ذلِكَ ، فَقالَ : ما رَأيُكُم ؟
فَقالَ عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، دَع ما يُريبُكَ إلى ما لا يُريبُكَ ، اِعزِل قَيسا عَن مِصرَ .
قالَ لَهُم عَلِيٌّ : إنّي وَاللّهِ ما اُصَدِّقُ بِهذا عَلى قَيسٍ .
فَقالَ عَبدُ اللّهِ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، اِعزِلهُ ، فَوَاللّهِ لَئِن كانَ هذا حَقّا لا يَعتَزِلُ لَكَ إن عَزَلتَهُ ۱ .

۶۶۷۲.تاريخ الطبري عن أبي مخنف :جاءَ كِتابٌ مِن قَيسِ بنِ سَعدٍ فيهِ : بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، أمّا بَعدُ ، فَإِنّي اُخبِرُ أميرَ المُؤمِنينَ أكرَمَهُ اللّهُ أنَّ قِبَلي رِجالاً مُعتَزِلينَ قَد سَأَلوني أن أكُفَّ عَنهُم ، وأن أدَعَهُم عَلى حالِهِم حَتّى يَستَقيمَ أمرُ النّاسِ ، فَنَرى

1.تاريخ الطبري : ج۴ ص۵۵۳ ؛ الغارات : ج۱ ص۲۱۵ وراجع الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۵۵ وأنساب الأشراف : ج۳ ص۱۶۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27927
صفحه از 532
پرینت  ارسال به