فَقالَ عَلِيٌّ ـ وضَجَّت بَنُو الحِزمِرِ ـ : إنّي أراهُ رَأسَكُم قَبلَ اليَومِ ، ولا أرى قَومَهُ كُلَّهُم إلّا مُسَلِّمينَ لَهُ غَيرَكُم ، فَأَتَّبِعُ في ذلِكَ الكَثرَةَ . فَأَخَذها عَدِيٌّ ۱
.
۶۶۰۱.وقعة صفّين عن المحلّ بن خليفة :لَمّا تَوادَعَ عَلِيٌّ عليه السلام ومُعاوِيَةُ بِصِفّينَ ، اختَلَفَتِ الرُّسُلُ فيما بَينَهُما رَجاءَ الصُّلحِ ، فَأَرسَلَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ إلى مُعاوِيَةَ عَدِيَّ بنَ حاتِمٍ ، وشَبَثَ بنَ ربِعِيٍّ ، ويَزيدَ بنَ قَيسٍ ، وزِيادَ بنَ خَصَفَةَ ، فَدَخَلوا عَلى مُعاوِيَةَ ، فَحَمِدَ اللّهَ عَدِيُّ بنُ حاتِمٍ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ :
أمّا بَعدُ ، فَإِنّا أتَيناكَ لِنَدعُوَكَ إلى أمرٍ يَجمَعُ اللّهُ بِهِ كَلِمَتَنا واُمَّتَنَا ، ويَحقِنَ اللّهُ بِهِ دِماءَ المُسلِمينَ ، ونَدعُوكَ إلى أفضَلِها سابِقَةً وأحسَنِها فِي الإِسلامِ آثارا ، وقَدِ اجتَمَعَ لَهُ النّاسُ ، وقَد أرشَدَهُمُ اللّهُ بِالَّذي رَأَوا فَأَتَوا ، فَلَم يَبقَ أحَدٌ غَيرُكَ وغَيرُ مَن مَعَكَ ، فَانتَهِ يا مُعاوِيَةُ مِن قَبلِ أن يُصيبَكَ اللّهُ وأصحابَكَ بِمِثلِ يَومِ الجَمَلِ .
فَقالَ لَهُ مُعاوِيَةُ : كَأَ نَّكَ إنَّما جِئتَ مُتَهَدِّدا ولَم تَأتِ مُصلِحا . هَيهاتَ يا عَدِيُّ ، كَلّا وَاللّهِ إنّي لَابنُ حَربٍ ، ما يُقَعقَعُ لِي بِالشِّنانِ ۲ . أمَا وَاللّهِ إنَّكَ لَمِنَ المُجلِبينَ عَلَى ابنِ عَفّانَ ، وأنتَ لَمِن قَتَلَتِهِ ، وإنّي لَأَرجُو أن تَكونَ مِمَّن يَقتُلُهُ اللّهُ . هَيهاتَ يا عَدِيُّ ، قَد حَلَبتَ بِالسّاعِدِ الأَشَدِّ ۳ .
۶۶۰۲.مروج الذهب :ذُكِرَ أنَّ عَدِيَّ بنَ حاتِمٍ الطّائيَّ دَخَلَ عَلى مُعاوِيَةَ ، فَقالَ لَهُ مُعاوِيَةُ : مافَعَلَتِ الطَّرَفاتِ ـ يَعني أولادَهُ ـ ؟
قالَ : قُتِلوا مَعَ عَلِيٍّ .
1.تاريخ الطبري : ج۵ ص۹ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۶۹ نحوه .
2.قال الميداني: القعقعة: تحريك الشيء اليابس الصلب مع صوت مثل السلاح وغيره. والشنان: جمع شَنّ؛ وهو القربة البالية، وهم يحرّكونها إذا أرادوا حثّ السير لتفزع فتسرع. يُضرب لمن لا يتّضع لما ينزل به من حوادث الدهر ولا يروعه ما لا حقيقة له (مجمع الأمثال: ج۳ ص۲۳۸ الرقم ۳۷۵۴) .
3.وقعة صفّين : ص۱۹۷ ؛ تاريخ الطبري : ج۵ ص۵ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۶۷ كلاهما نحوه .