411
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّابع

فَقالَ عَلِيٌّ ـ وضَجَّت بَنُو الحِزمِرِ ـ : إنّي أراهُ رَأسَكُم قَبلَ اليَومِ ، ولا أرى قَومَهُ كُلَّهُم إلّا مُسَلِّمينَ لَهُ غَيرَكُم ، فَأَتَّبِعُ في ذلِكَ الكَثرَةَ . فَأَخَذها عَدِيٌّ ۱
.

۶۶۰۱.وقعة صفّين عن المحلّ بن خليفة :لَمّا تَوادَعَ عَلِيٌّ عليه السلام ومُعاوِيَةُ بِصِفّينَ ، اختَلَفَتِ الرُّسُلُ فيما بَينَهُما رَجاءَ الصُّلحِ ، فَأَرسَلَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ إلى مُعاوِيَةَ عَدِيَّ بنَ حاتِمٍ ، وشَبَثَ بنَ ربِعِيٍّ ، ويَزيدَ بنَ قَيسٍ ، وزِيادَ بنَ خَصَفَةَ ، فَدَخَلوا عَلى مُعاوِيَةَ ، فَحَمِدَ اللّهَ عَدِيُّ بنُ حاتِمٍ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ :
أمّا بَعدُ ، فَإِنّا أتَيناكَ لِنَدعُوَكَ إلى أمرٍ يَجمَعُ اللّهُ بِهِ كَلِمَتَنا واُمَّتَنَا ، ويَحقِنَ اللّهُ بِهِ دِماءَ المُسلِمينَ ، ونَدعُوكَ إلى أفضَلِها سابِقَةً وأحسَنِها فِي الإِسلامِ آثارا ، وقَدِ اجتَمَعَ لَهُ النّاسُ ، وقَد أرشَدَهُمُ اللّهُ بِالَّذي رَأَوا فَأَتَوا ، فَلَم يَبقَ أحَدٌ غَيرُكَ وغَيرُ مَن مَعَكَ ، فَانتَهِ يا مُعاوِيَةُ مِن قَبلِ أن يُصيبَكَ اللّهُ وأصحابَكَ بِمِثلِ يَومِ الجَمَلِ .
فَقالَ لَهُ مُعاوِيَةُ : كَأَ نَّكَ إنَّما جِئتَ مُتَهَدِّدا ولَم تَأتِ مُصلِحا . هَيهاتَ يا عَدِيُّ ، كَلّا وَاللّهِ إنّي لَابنُ حَربٍ ، ما يُقَعقَعُ لِي بِالشِّنانِ ۲ . أمَا وَاللّهِ إنَّكَ لَمِنَ المُجلِبينَ عَلَى ابنِ عَفّانَ ، وأنتَ لَمِن قَتَلَتِهِ ، وإنّي لَأَرجُو أن تَكونَ مِمَّن يَقتُلُهُ اللّهُ . هَيهاتَ يا عَدِيُّ ، قَد حَلَبتَ بِالسّاعِدِ الأَشَدِّ ۳ .

۶۶۰۲.مروج الذهب :ذُكِرَ أنَّ عَدِيَّ بنَ حاتِمٍ الطّائيَّ دَخَلَ عَلى مُعاوِيَةَ ، فَقالَ لَهُ مُعاوِيَةُ : مافَعَلَتِ الطَّرَفاتِ ـ يَعني أولادَهُ ـ ؟
قالَ : قُتِلوا مَعَ عَلِيٍّ .

1.تاريخ الطبري : ج۵ ص۹ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۶۹ نحوه .

2.قال الميداني: القعقعة: تحريك الشيء اليابس الصلب مع صوت مثل السلاح وغيره. والشنان: جمع شَنّ؛ وهو القربة البالية، وهم يحرّكونها إذا أرادوا حثّ السير لتفزع فتسرع. يُضرب لمن لا يتّضع لما ينزل به من حوادث الدهر ولا يروعه ما لا حقيقة له (مجمع الأمثال: ج۳ ص۲۳۸ الرقم ۳۷۵۴) .

3.وقعة صفّين : ص۱۹۷ ؛ تاريخ الطبري : ج۵ ص۵ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۶۷ كلاهما نحوه .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّابع
410

فَقالَ عَدِيٌّ : شَهِدتُكَ أو غِبتُ عَنكَ فَأَنَا عِندَ ما أحبَبتَ ، هذِهِ خُيولُنا مُعَدَّةٌ ، ورِماحُنا مُحَدَّدَةٌ ، وسُيوفُنا مُجَرَّدَةٌ ، فَإِن رَأَيتَ أن نَتَقَدَّمَ تَقَدَّمنا ، وإن رَأَيتَ أن نُحجِمَ أحجَمنا ، نَحنُ طَوعٌ لِأَمرِكَ ، فَأْمُر بِما شِئتَ ، نُسارِع إلَى امتِثالِ أمرِكَ ۱ .

۶۶۰۰.تاريخ الطبري عن جعفر بن حُذيفة :إنَّ عائِذَ بنَ قَيسٍ الحِزمِرِيَّ واثَبَ عَدِيَّ بنَ حاتِمٍ فِي الرّايَةِ بِصِفّينَ ـ وكانَت حِزمِرٌ أكَثَرَ مِن بَني عَدِيٍّ رَهطِ حاتِمٍ ـ فَوَثَبَ عَلَيهِم عَبدُ اللّهِ بنُ خَليفَةَ الطائِيُّ البَولانِيُّ عِندَ عَلِيٍّ ، فَقالَ :
يا بَني حِزمِرٍ ، عَلى عَدِيٍّ تَتَوَثَّبونَ ! وهَل فيكُم مِثلُ عَدِيٍّ أو في آبائِكُم مِثلُ أبي عَدِيٍّ ؟ ! أ لَيسَ بِحامِي القِربَةِ ومانِعِ الماءِ يَومَ رَوَيَّةَ ؟ أ لَيسَ بِابنِ ذِي المِرباعِ وَابنِ جَوادِ العَرَبِ ؟ ! أ لَيسَ بِابنِ المُنهِبِ مالِهِ ومانِعِ جارِهِ ؟ !أ لَيسَ مَن لَم يَغدُر ولَم يَفجُر ، ولَم يَجهَل ولَم يَبخَل ، ولَم يَمنُن ولَم يَجبنُ ؟ ! هاتوا في آبائِكُم مِثلَ أبيهِ ، أو هاتوا فيكُم مِثلَهُ .
أ وَلَيسَ أفضَلَكم فِي الإِسلامِ ؟ ! أ وَلَيسَ وافِدَكُم إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؟ ! أ لَيسَ بِرَأسِكُم يومَ النُّخَيلَةِ ويومَ القادِسِيَّةِ ويومَ المَدائِنِ ويومَ جَلَولاءَ الوَقيعةِ ويَومَ نَهاوَندَ ويَومَ تُستَرَ ؟ ! فَما لَكُم ولَهُ ؟ ! وَاللّهِ ما مِن قَومِكُم أحَدٌ يَطلُبُ مِثلَ الَّذي تَطلُبونَ .
فَقالَ لَهُ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ : حَسبُكَ يَابنَ خَليفَةَ ، هَلُمَّ أيُّهَا القَومُ إلَيَّ ، وعَلَيَّ بِجَماعَةِ طَيِّئً ، فَأَتَوهُ جَميعا ، فَقالَ عَلِيٌّ : مَن كانَ رَأسَكُم في هذِهِ المَواطِنِ ؟
قالَت لَهُ طَيِّئٌ : عَدِيٌّ .
فَقالَ لَهُ ابنُ خَليفَةَ : فَسَلَهُم يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أ لَيسوا راضينَ مُسَلِّمينَ لِعَدِيٍّ الرِّياسَةَ ؟ فَفَعَلَ ، فَقالوا : نَعمَ . فَقالَ لَهُم : عَدِيٌّ أحَقُّكُم بِالرّايَةِ ، فَسَلِّموها لَهُ .

1.الجمل : ص۲۷۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27727
صفحه از 532
پرینت  ارسال به