403
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّابع

عَلِيٍّ ، فَقالَ ابنُ عَبّاسٍ لِابنِ نِمرانَ : وَاللّهِ لَقَدِ اجتَمَعَ هؤُلاءِ وإنَّهُم لَنا لَمُقارِبونَ ، ولَئِن قاتَلناهُم لا نَعلَمُ عَلى مَن تَكونُ الدّائِرَةُ ، فَهَلُمَّ فَلنَكتُب إلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام بِخَبَرِهِم وعَدَدِهِم وبِمَنزِلِهِمُ الَّذي هُم بِهِ ، فَكَتَبا إلى عَلِيٍّ عليه السلام :
أمّا بَعدُ ، فَإنّا نُخبِر أميرَ المُؤمِنينَ أنَّ شيعَةَ عُثمانَ وَثَبوا بِنا وأظهَروا أنَّ مُعاوِيَةَ قَد شَيَّدَ أمرَهُ ، وَاتَّسَقَ لَهُ أكَثرُ النّاسِ ، وإنّا سِرنا إلَيهِم بِشيعَةِ أميرِ المُؤمِنينَ ومَن كانَ عَلى طاعَتِهِ ، وإنَّ ذلِكَ أحمَشَهُم وألَّبَهُم ، فَتَعَبَّوا لَنا وتَداعَوا عَلَينا مِن كُلِّ أوبٍ ، ونَصَرَهُم عَلَينا مَن لَم يَكُن لَهُ رَأيٌ فيهِم مِمَّن سَعى إلَينا إرادَةَ أن يَمنَعَ حَقَّ اللّهِ المَفروضَ عَلَيهِ ، وقَد كانوا لا يَمنَعونَ حَقّا عَلَيهِم ولا يُؤخَذُ مِنهُم إلّا الحَقُّ ، فَاستَحوَذَ عَلَيهِمُ الشَّيطانُ ، فَنَحنُ في خَيرٍ ، وهُم مِنكَ في قَفزَةٍ ، ولَيسَ يَمنَعُنا مِن مُناجَزَتِهِم إلّا انتِظارُ الأَمرِ مِن مَولانا أميرِ المُؤمِنينَ أدامَ اللّهُ عِزَّهُ وأيَّدَهُ وقَضى بِالأَقدارِ الصّالِحَةِ في جَميعِ اُمورِهِ ، وَالسَّلامُ .
فَلَمّا وَصَلَ كِتابُهُما ساءَ عَلِيّا عليه السلام وأغضَبَهُ ، فَكَتَبَ إلَيهِما :
مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيٍّ أميرِ المُؤمِنينَ إلى عُبَيدِ اللّهِ بنِ العبّاسِ وسَعيدِ بنِ نِمرانَ ، سَلامٌ عَلَيكُما ، فإِنّي أحمَدُ إلَيكُمَا اللّهَ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ ، أمّا بَعدُ ، فَإِنَّهُ أتاني كِتابُكُما تَذكُرانِ فيهِ خروجَ هذِهِ الخارِجَةِ وتُعَظِّمانِ مِن شَأنِها صَغيرا ، وتُكَثِّرانِ مِن عَدَدِها قَليلاً ، وقَد عَلِمتُ أنَّ نَخَبَ أفئِدَتِكُما وصِغَرَ أنفُسِكُما وشَتاتَ رَأيِكُما وسوءَ تَدبيرِكُما هُوَ الَّذي أفسَدَ عَلَيكُما مَن لَم يَكُن عَنكُما نائِما ، وجَرَّأَ عَلَيكُما مَن كانَ عَن لِقائِكُما جَبانا ، فَإِذا قَدِمَ رَسولي عَلَيكُما فَامضِيا إلَى القَومِ حَتّى تَقُرءا عَلَيهِم كِتابي إلَيهِم ، وتَدعُواهُم إلى حَظِّهِم وتَقوى رَبِّهِم ، فَإِن أجابوا حَمِدنَا اللّهَ وَقبِلنا مِنهُم ، وإن حارَبُوا استَعَنّا عَلَيهِم بِاللّهِ وَنَبذناهُم عَلى سَواءٍ : «إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَآئِنِينَ» ۱ ،

1.الأنفال : ۵۸ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّابع
402

طفلَيه الصغيرين فذبحهما ۱ . وعاد عبيد اللّه إليها بعد أن غادرها بُسر ۲ .
جعله الإمام الحسن عليه السلام على مقدّمة الجيش الَّذي أنفذه إلى معاوية ، ولكنّه خان ، وانخدع بمال معاوية ، ومن ثمّ التحق به ۳ . وتوفّي بالمدينة في أيام معاوية ويقال : إنّه كفّ بصره ۴ .

۶۵۹۲.الغارات عن أبي روق :كانَ الَّذي هاجَ مُعاوِيَةَ عَلى تَسريحِ بُسرِ بنِ أبي أرطاةَ إلَى الحِجازِ وَاليَمَنِ ، أنَّ قَوما بِصَنعاءَ كانوا مِن شيعَةِ عُثمانَ يُعَظِّمونَ قَتلَهُ لَم يَكُن لَهُم نِظامٌ ولا رَأسٌ ، فَبايَعوا لِعَلِيّ عليه السلام عَلى ما في أنفُسِهِم ، وعامِلُ عَلِيٍّ عليه السلام يَومَئِذٍ عَلى صَنعاءَ عُبيدُ اللّهِ بنُ العَبّاسِ ، وعامِلُهُ عَلَى الجَنَد ۵ سَعيدُ بنُ نِمرانَ ، فَلَمَّا اختَلَفَ النّاسُ عَلى عَلِيٍّ عليه السلام بِالعِراقِ ، وقُتِلَ مُحَمَّدُ بن أبي بَكرٍ بِمِصرَ ، وكَثُرَت غاراتُ أهلِ الشّامِ تَكَلَّموا ، ودَعَوا إلَى الطَّلَبِ بِدَمِ عُثمانَ ، ومَنعَوُا الصَّدَقاتِ وأظهَرُوا الخِلافَ ، فَبَلَغَ ذلِكَ عُبَيدَ اللّهِ بنَ العَبّاسِ فَأَرسَلَ إلى ناسٍ مِن وُجوهِهِم فَقالَ : ما هذَا الَّذي بَلَغَني عَنكُم ؟ قالوا : إنّا لَم نَزَل ننكِرُ قَتلَ عُثمانَ ونَرى مُجاهَدَةَ مَن سَعى عَلَيهِ ، فَحَبَسَهُم ، فَكَتَبوا إلى من بِالجَنَدِ مِن أصحابِهِم فَثاروا بِسَعيدِ بنِ نِمرانَ فَأَخرَجوهُ مِنَ الجَنَدِ وأظهروا أمرَهُم ، وخَرَجَ إلَيهِم مَن كانَ بِصَنعاءَ ، وَانضَمَّ إلَيهِم كُلُّ مَن كانَ عَلى رَأيِهِم ، ولَحِقَ بِهِم قَومٌ لَم يَكونوا عَلى رَأيِهِم إرادَةَ أن يَمنَعُوا الصَّدَقَةَ .
فَذُكِرَ مِن حَديثِ أبي رَوقٍ قالَ : وَالتَقى عُبَيدُ اللّهِ وسَعيدُ بنُ نِمرانَ ومَعَهُما شيعَةُ

1.الغارات : ج۲ ص۶۲۱ ؛ تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۴۰ ، سير أعلام النّبلاء : ج۳ ص۵۱۳ الرقم ۱۲۱ ، اُسد الغابة : ج۳ ص۵۲۰ الرقم ۳۴۷۰ .

2.اُسد الغابة : ج۳ ص۵۲۰ الرقم ۳۴۷۰ ، تاريخ خليفة بن خيّاط : ص۱۵۱ .

3.رجال الكشّي : ج۱ ص۳۳۰ الرقم ۱۷۹ ، مقاتل الطالبيّين : ص۷۳ .

4.أنساب الأشراف : ج۴ ص۷۹ ، سير أعلام النّبلاء : ج۳ ص۵۱۴ الرقم ۱۲۱ ، تاريخ خليفة بن خيّاط : ص۱۷۱ .

5.الجَنَد : مدينة شمالي تعز ، وهي عن صنعاء ثمانية وأربعون فرسخاً ، وهو بلد جليل ، به مسجد جامع لمعاذ بن جبل، وغالب أهلها شيعة (تقويم البلدان : ص۹۱).

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27647
صفحه از 532
پرینت  ارسال به