قالَ : هُوَ أوَّلُ مَن فَتَحَ بابَ الظُّلمِ ، وأرتَجَ ۱ أبوابَ الحَقِّ .
قالَ : قَتَلتَ نفَسَكَ .
قالَ : بَل إيّاكَ قَتَلتُ ولا رَبيعَةَ بِالوادي ـ يَقولُ حينَ كَلَّمَ شِمرَ الخَثعَمِيَّ في كَريمِ بنِ عَفيفٍ الخَثعَمِيِّ ، ولَم يَكُن لَهُ أحَدٌ مِن قَومِهِ يُكَلِّمُهُ فيهِ ـ فَبَعَثَ بِهِ مُعاوِيَةُ إلى زِيادٍ ، وكَتَبَ إلَيهِ : أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ هذا العَنزيَّ شَرُّ مَن بَعَثتَ ، فَعاقِبهُ عُقوبَتَهُ الَّتي هُوَ أهلُها ، وَاقتُلهُ شَرَّ قَتلَةٍ .
فَلَمّا قُدِمَ بِهِ عَلى زِيادٌ بَعَثَ بِهِ زِيادٌ إلى قُسِّ النّاطِفِ ۲ ، فَدُفِنَ بِهِ حَيّا ۳ .
۶۲
عَبدُ الرَّحمنِ بنُ كَلَدَةَ
۶۵۹۱.وقعة صفّين عن عبد الرحمن بن حاطب :خَرَجتُ ألتَمِسُ أخي فِي القَتلى بَصِفّينَ ؛ سُوَيدا ، فَإِذا بِرَجُلٍ قَد أخَذَ بِثَوبي ، صَريعٍ فِي القَتلى ، فَالتَفَتُّ فَإِذا بِعَبدِ الرَّحمنِ بنِ كَلَدَةَ ، فَقُلتُ : إنّا للّهِِ وإنّا إلَيهِ راجِعونَ ، هَل لَكَ فِي الماءِ ؟
قالَ : لا حاجَةَ لي فِي الماءِ قَد اُنفِذَ فيَّ السِّلاحُ وخَرَّقَني ، ولَستُ أقدِرُ عَلَى الشُّربِ ، هَل أنتَ مُبلِغٌ عَنّي أميرَ المُؤمِنينَ رِسالَةً فَاُرسِلُكَ بِها ؟
قُلتُ : نَعمَ .
قالَ : فَإِذا رَأَيتَهُ فَاقرَأ عَلَيهِ مِنّي السَّلامَ ، وقُل : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، اِحمِل جَرحاكَ
1.الإرتاج : الإغلاق (النهاية : ج۲ ص۱۹۷) .
2.قُسُّ النّاطِف : موضع قرب الكوفة ، على شاطئ الفرات، كانت عنده وقعة بين الفرس وبين المسلمين وذلك في خلافة عمر، قتل فيه أبو عبيد بن مسعود الثقفي (تاج العروس : ج۸ ص۴۱۵) .
3.تاريخ الطبري : ج۵ ص۲۷۶ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۹۸ ، تاريخ دمشق : ج۸ ص۲۶ ، الأغاني : ج۱۷ ص۱۵۶ .