أمكَنَنِي اللّهُ مِنكَ لَاُعذِرَنَّ إلَى اللّهِ فيكَ ، ولَأَضرِبَنَّكَ بِسَيفِي الَّذي ما ضَرَبتُ بِهِ أحَدا إلّا دَخَلَ النّارَ !
ووَاللّهِ ، لَو أنَّ الحَسَنَ وَالحُسَينَ فَعَلا مِثلَ الَّذي فَعَلتَ ، ما كانَت لَهُما عِندي هَوادَةٌ ، ولا ظَفِرا مِنّي بِإِرادَةٍ ، حَتّى آخُذَ الحَقَّ مِنهُما ، واُزيحَ الباطِلَ عَن مَظلَمَتِهِما ، واُقسِمُ بِاللّهِ رَبِّ العالَمينَ ما يَسُرُّني أنَّ ما أخَذتَهُ مِن أموالِهِم حَلالٌ لي ، أترُكُهُ ميراثا لِمَن بَعدي ، فَضَحِّ رُوَيدا ، فَكَأَ نَّكَ قَد بَلَغتَ المَدى ، ودُفِنتَ تَحتَ الثَّرى ، وعُرضَت عَلَيكَ أعمالُكُ بِالمَحَلِّ الَّذي يُنادِي الظّالِمُ فيهِ بِالحَسرَةِ ، ويَتَمَنَّى المُضَيِّعُ فيهِ الرَّجعَةَ ، ولاتَ حينَ مَناصٍ ! ۱
۶۵۸۵.عيون الأخبار :وَجَدتُ في كِتابٍ لِعَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ كَرَّمَ اللّهُ وَجهَهُ إلَى ابنِ عَبّاسٍ حينَ أخَذَ مِن مالِ البَصرَةِ ما أخَذَ :
إنّي أشرَكتُكَ في أمانَتي ولَم يَكُن رَجُلٌ مِن أهلي أوثَقَ مِنكَ في نَفسي ، فَلَمّا رَأَيتَ الزَّمانَ عَلَى ابنِ عَمِّكَ قَد كَلِبَ ، وَالعَدُوَّ قَد حَرِبَ ، قَلَبتَ لِابنِ عَمِّكَ ظَهرَ المِجَنِّ بِفِراقِهِ مَعَ المُفارِقينَ ، وخِذلانِهِ مَعَ الخاذِلينَ ، وَاختَطَفتَ ما قَدَرتَ عَلَيهِ مِن أموالِ الاُمَّةِ اختِطافَ الذِّئبِ الأَزَلِّ دامِيَةَ المِعزى .
وفِي الكِتابِ : ضَحِّ رُوَيدا فَكَأَن قَد بَلَغَتَ المَدى ، وعُرِضَت عَلَيكَ أعمالُكَ بِالمَحَلِّ الَّذي بِهِ يُنادِي المُغتَرُّ بِالحَسرَةِ ، ويَتَمَنَّى المُضَيِّعُ التَّوبَةَ ، وَالظّالِمُ الرَّجعَةَ ۲ .
۶۵۸۶.تاريخ الطبري :خَرَجَ عَبدُ اللّهِ بنُ العَبّاسِ مِنَ البَصرَةِ ولَحِقَ مَكَّةَ في قَولِ عامَّةِ أهلِ السِّيَرِ ، وقَد أنكَرَ ذلِكَ بَعضُهُم ، وزَعَمَ أ نَّهُ لَم يَزَلِ بِالبَصرَةِ عامِلاً عَلَيها مِن قِبَلِ أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيٍّ عليه السلام حَتّى قُتِلَ ، وبَعدَ مَقتَلِ عَلِيٍّ حَتّى صالَحَ الحَسَنُ مُعاوِيَةَ ، ثُمَّ