مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وَاللّهِ ما هُم في هذِهِ بِأَزكى ولا أتقى ولا أبرَّ ، قوموا إلى عَدُوِّ اللّهِ وعَدُوِّكُم ^۱ .

راجع : ج۳ ص۴۴۴ (استشهاد عبداللّه بن بديل) .

۵۶

عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرِ بنِ أبي طالِب

عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب القرشي الهاشمي يُكنى أبا جعفر من صحابة النّبيّ صلى الله عليه و آله ^۲ . وعندما هاجرت أوّل مجموعة من المسلمين إلى الحبشة ، كان جعفر بن أبي طالب المشهور بذي الجناحين ^۳ ، وزوجته أسماء بنت عميس معهم ^۴ ، وولد عبد اللّه هناك ^۵ .
كان له من العمر سبع سنين عندما جاء إلى المدينة مع أبيه . ولمّا نظر إليه رسول اللّه صلى الله عليه و آله تبسّم وبسط يده ، فبايعه عبد اللّه ^۶ .
استشهد والده جعفر في مؤتة ، فتكفّل النّبيّ صلى الله عليه و آله تربيته ^۷ .

الخمسة ^۱ .
واستشهد أخوه عبد الرحمن في صفّين أيضا ^۲ . ودافع عبد اللّه عن إمامه حتى آخر لحظة من حياته بكلّ ما اُوتي من جُهد . وعندما طلب منه رفيق دربه وصاحبه الأسود بن طهمان الخزاعي أن يوصيه وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة ، قال :
« اُوصيك بتقوى اللّه ، وأن تناصح أمير المؤمنين ، وأن تقاتل معه المحلّين حتى يظهر الحقّ أو تلحق باللّه ، وأبلغه عنّي السلام . . . » .
وعندما بلغ الإمام صلوات اللّه عليه سلامه قال :
« رَحِمَهُ اللّهُ ! جاهَدَ مَعَنا عَدُوَّنا فِي الحَياةِ ، ونَصَحَ لَنا فِي الوَفاةِ » ^۳ .

۶۵۷۲.وقعة صفّين عن زيد بن وهب :إنَّ عَبدَ اللّهِ بنَ بُدَيلٍ قامَ في أصحابِهِ فَقالَ : إنَّ مُعاوِيَةَ ادَّعى ما لَيسَ لَهُ ، ونازَعَ الأَمرَ أهلَهُ ومَن لَيسَ مِثلَهُ ، وجادَلَ بِالباطِلِ لِيَدحَضَ بِهِ الحَقَّ ، وصالَ عَلَيكُم بِالأَعرابِ وَالأَحزابِ ، وزَيَّنَ لَهُمُ الضَّلالَةَ ، وزَرَعَ في قُلوبِهِم حُبَّ الفِتنَةِ ، ولَبَّسَ عَلَيهِمُ الأَمرَ ، وزادَهُم رِجسا إلى رِجسِهِم ، وأنتُم وَاللّهِ عَلى نورٍ مِن رَبِّكُم وبُرهانٍ مُبينٍ .
قاتِلوا الطَّغامَ الجُفاةَ ولا تَخشَوهُم ، وَكيفَ تَخشَونَهُم وفي أيديكُم كِتابٌ مِن رَبِّكُم ظاهِرٌ مَبروزٌ ؟ ! «أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * قَـتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ» ^۴ وقَد قاتَلتُهُم