المؤرّخون من عظماء أصحاب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وأعيانهم ^۱ .
اشترك عبد اللّه في الثورة على عثمان ^۲ . ثمّ كان إلى جانب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام عضدا صلبا وصاحبا مُضحّيا . وشهد معه الجمل ، وصفّين . وكان في صفّين قائد الرجّالة ^۳ أو قائد الميمنة ، وتولّى رئاسة قُرّاء الكوفة أيضا ^۴ .
تدلّ خُطبه وأقواله على أ نّه كان يتمتّع بوعيٍ عظيم في معرفة أوضاع عصره ، واُناس زمانه ، ودوافع أعداء الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ^۵ . وقف عند قيام الحرب بكلّ ثبات ، وقال : « إنّ معاوية ادّعى ما ليس له ، ونازع الأمر أهله ومن ليس مثله ، وجادل بالباطل ليدحض به الحقّ ، وصال عليكم بالأعراب والأحزاب ، وزيّن لهم الضلالة . . . وأنتم واللّه على نورٍ من ربّكم ، وبرهانٍ مبين» ^۶ .
دنا من معاوية بشجاعة محمودة وصولة لا هوادة فيها . فلمّا رأى معاوية أنّ الأرض قد ضاقت عليه بما رحُبت ، أمر أن يرضخ بالصخر والحجارة ويُقضى عليه . فاستشهد عبد اللّه ^۷ ، وسمّاه معاوية «كبش القوم» ، وذكر شجاعته واستبساله متعجّبا ، وذهب إلى أ نّه فذّ لا نظير له في القتال ^۸ . وعُدّ عبد اللّه أحد دُهاة العرب

قالَ : لِأَ نَّهُ كانَ يُفرِطُ فِي التَّشَيُّعِ ^۱ .

۵۴

عَبدُ اللّهِ بنُ الأَهتَمِّ

من بين المصادر التاريخيّة انفرد البلاذُري في أنساب الأشراف في عدّة من ولاة عليّ عليه السلام ، فقد قال : وولي عبد اللّه بن الأهتمّ كرمان ^۲ .
وكان عبد اللّه بالبصرة حين دخلها زياد بن أبيه ، وأيّد خطبته الاُولى ومدحه ^۳ . وتعاون مع الحجّاج بن يوسف أيضا ^۴ . عاقبته مدعاة إلى العظة والاعتبار والتذكير ^۵ .

۵۵

عَبدُ اللّهِ بنُ بُدَيل

عبد اللّه بن بديل بن ورقاء الخزاعي ، أسلم قبل فتح مكّة ^۶ ، وشهد حنينا ، والطائف ، وتبوك ^۷ ، أشخصه النّبيّ صلى الله عليه و آله إلى اليمن مع أخيه عبد الرحمن ^۸ . عدّه