وأبوكَ فِي العيرِ وَالنَّفيرِ مِمَّن أجلَبَ عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وإنَّما أنتَ طَليقٌ ابنُ طَليقٍ ، أطلَقَكُما رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَأَنّى تَصلُحُ الخلافَةُ لِطَليقٍ ؟ !
فَقالَ مُعاوِيَةُ : لَولا أ نّي أرجِعُ إلى قَولِ أبي طالِبٍ حَيثُ يَقولُ :
قابَلتُ جَهلَهُم حِلما ومَغفِرَةً
وَالعَفوُ عَن قُدرَةٍ ضَربٌ مِنَ الكَرَمِ
لَقَتَلتُكُم ۱ .
۶۵۵۹.ديوان المعاني عن محمّد بن عبّاد :تَكَلَّمَ صَعصَعَةُ عِندَ مُعاوِيَةَ بِكَلامٍ أحسَنَ فيهِ ، فَحَسَدَهُ عَمرُو بنِ العاصِ ، فَقالَ : هذا بِالتَّمرِ أبصَرُ مِنهُ بِالكَلامِ !
قالَ صَعصَعَةُ : أجَل ! أجوَدُهُ ما دَقَّ نَواهُ ورَقَّ سِحاؤُهُ ۲ وعَظُمَ لِحاؤُهُ ۳ ، وَالرّيحُ تَنفجُهُ ۴ ، وَالشَّمسُ تُنضِجُهُ ، وَالبَردُ يُدمِجُهُ ، ولكِنَّكَ يَابنَ العاصِ لا تَمرا تَصِفُ ولا الخَيرَ تَعرِفُ ، بَل تَحسُدُ فَتُقرِفُ .
فَقالَ مُعاوِيَةُ [ لِعَمرٍو ] : رَغما !
فَقالَ عَمرٌو : أضعافُ الرَّغمِ لَكَ ! وما بي إلّا بَعضُ ما بِكَ ۵ .
۶۵۶۰.تاريخ الطبري عن الشعبيـ في ذِكرِ قِيامِ الكوفِيّينَ عَلى سَعيدِ بنِ العاصِ ـ: فَكَتَبَ سَعيدٌ إلى عُثمانَ يُخبِرُهُ بِذلِكَ ويَقولُ : إنَّ رَهطا مِن أهلِ الكوفَةِ ـ سَمّاهُم لَهُ عَشرَةً ـ يُؤَلِّبونَ ويَجتَمِعونَ عَلى عَيبِكَ وعَيبي وَالطَّعنِ في دينِنا ، وقَد خَشيتُ إن ثَبَتَ أمرُهُم أن يَكثُروا ، فَكَتَبَ عُثمانُ إلى سَعيدٍ : أن سَيِّرهُم إلى مُعاوِيَةَ ـ ومُعاوِيَةُ يَومَئذٍ عَلَى الشّامِ ـ .
1.مروج الذهب : ج۳ ص ۵۰ .
2.أي : قِشرُه (لسان العرب : ج۱۴ ص۳۷۲) .
3.اللحاء : هو ما كسا النّواةَ (لسان العرب : ج۱۵ ص۲۴۲) .
4.نفجت الشيء : أي عظّمته (مجمع البحرين : ج۳ ص۱۸۰۸) .
5.ديوان المعاني : ج۲ ص ۴۱ ؛ قاموس الرجال : ج۵ ص۴۹۷ .