اُمَيَّةَ فَقالَ : هكَذا فَلتَكُنِ الرِّجالُ ۱ .
۶۵۵۸.مروج الذهب عن الحارث بن مسمار البهراني :حَبَسَ مُعاوِيَةُ صَعصَعَةَ بنُ صوحانَ العَبدِيَّ وعَبدَ اللّهِ بنَ الكَوّاءِ اليَشكُرِيَّ ورِجالاً مِن أصحابِ عَلِيٍّ مَعَ رِجالٍ مِن قُرَيشٍ ، فَدَخَلَ عَلَيهِم مُعاوِيَةُ يوما فَقالَ : نَشَدتُكُم بِاللّهِ إلّا ما قُلتُم حَقّا وصِدقا ، أيُّ الخُلفَاءِ رَأَيتُموني ؟
فَقالَ ابنُ الكَوّاءِ : لَولا أ نَّكَ عَزَمتَ عَلَينا ما قُلنا لِأَ نَّك جَبّارٌ عَنيدٌ ، لا تُراقِبُ اللّهَ في قَتلِ الأَخيارِ ، ولكِنّا نَقولُ : إنَّكَ ما عَلِمنا واسِعُ الدُّنيا ، ضَيِّقُ الآخِرَةِ ، قَريبُ الثَّرى ، بَعيدُ المَرعى ، تَجعَلُ الظُّلماتِ نورا ، وَالنّورَ ظُلُماتٍ .
فَقالَ مُعاوِيَةُ : إنَّ اللّهَ أكرَمَ هذَا الأَمرَ بِأَهلِ الشّامِ الذّابّينَ عَن بَيضَتِهِ ، التّارِكينَ لِمَحارِمِهِ ، ولَم يَكونوا كَأَمثالِ أهلِ العِراقِ المُنتَهِكينَ لِمَحارِمِ اللّهِ ، وَالمُحِلّين ما حَرَّمَ اللّهُ ، وَالمُحَرِّمينَ ما أحَلَّ اللّهُ .
فَقالَ عَبدُ اللّهِ بنُ الكَوّاءِ : يَا بنَ أبي سُفيانَ ، إنَّ لِكُلِّ كَلامٍ جَوابا ، ونَحنُ نَخافُ جَبَروتَكَ ، فَإِن كُنتَ تُطلِقُ ألسِنَةً ذَبَبنا عَن أهلِ العِراقِ بِأَلسِنَةٍ حِدادٍ لا تَأخُذُها فِي اللّهِ لَومَةُ لائِمٍ ، وإلّا فَإِنّا صابِرونَ حَتّى يَحكُمَ اللّهُ ويَضَعَنا عَلى فَرجَةٍ ۲ .
قالَ : وَاللّهِ لا يُطلَقُ لَكَ لِسانٌ .
ثُمَّ تَكَلَّمَ صَعصَعَةُ فَقالَ : تَكَلَّمتَ يَا بنَ أبي سُفيانَ فَأَبلَغتَ ، ولَم تُقصِر عَمّا أرَدتَ ، ولَيسَ الأَمرُ عَلى ما ذَكَرتَ ، أ نّى يَكونُ الخَليفَةُ مَن مَلَكَ النّاسَ قَهرا ، ودانَهُم كِبرا ، وَاستَولى بِأَسبابِ الباطِلِ كَذِبا ومَكرا ؟ ! أما وَاللّهِ ، ما لَكَ في يَومِ بَدرٍ مَضرَبٌ ولا مَرمى ، وما كُنتَ فيهِ إلّا كَما قالَ القائِلُ : « لا حُلِّي ولا سيري » ۳ ولَقَد كُنتَ أنتَ