اللَّهُ» ۱ وكَثَرَتِ الجَلَبَةُ ۲ وَاللَّغطُ ، فَاتَّصَلَ ذلِكَ بِمُعاوِيَةَ فَوَجَّهَ مَن يَكشِفُ النّاسَ عَنهُ ، فَكَشَفوا ، ثُمَّ أذِنَ لَهُم فَدَخَلوا ، فَقالَ لَهُم : مَن هذَا الرَّجُلُ ؟
فَقالوا : رَجُلٌ مِنَ العَرَبِ يُقالُ لَهُ : صَعصَعَةُ بنُ صوحانَ ، مَعَهُ كِتابٌ مِن عَلِيٍّ .
فَقالَ : وَاللّهِ لَقَد بَلَغَني أمرُه ، هذا أحَدُ سِهامِ عَلِيٍّ وخُطباءِ العَرَبِ ، ولَقَد كُنتُ إلى لِقائِهِ شَيِّقا ، ايذَن لَهُ يا غُلامُ ، فَدَخَلَ عَلَيهِ .
فَقالَ : السَّلامُ عَلَيكَ يَا بنَ أبي سُفيانَ ، هذا كِتابُ أميرِ المُؤمِنينَ .
فَقالَ مُعاوِيَةُ : أما إنَّهُ لَو كانَتِ الرُّسُلُ تُقتَلُ في جاهِلِيَّةٍ أو إسلامٍ لَقَتَلتُكَ ، ثُمَّ اعتَرَضَهُ مُعاويَةُ فِي الكَلامِ ، وأرادَ أن يَستَخرِجَهُ لِيَعرِفَ قَريحَتَهُ أطَبعا أم تَكَلُّفا ، فَقالَ : مِمَّنِ الرَّجُلُ ؟
قالَ : مِن نَزارٍ .
قالَ : وما كانَ نَزارٌ ؟
قالَ : كانَ إذا غَزا نَكَسَ ، وإذا لَقِيَ افتَرسَ ، وإذَا انصَرَفَ احتَرَسَ .
قالَ : فَمِن أيِّ أولادِهِ أنتَ ؟
قالَ : مِن رَبيعَةَ .
قالَ : وما كانَ رَبيعَةُ ؟
قالَ : كانَ يُطيلُ النِّجادَ ، ويَعولُ العِبادَ ، ويَضرِبُ بِبِقاعِ الأَرضِ العِمادَ .
قالَ : فَمِن أيِّ أولادِهِ أنتَ ؟
قالَ : مِن جَديلَةَ .