359
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّابع

۶۵۵۲.الأمالي للطوسي عن صعصعة بن صوحان :دَخَلتُ عَلى عُثمانَ بنِ عَفّانَ في نَفَرٍ مِنَ المَصرِيّينَ ، فَقالَ عُثمانُ : قَدِّموا رَجُلاً مِنكُم يُكَلِّمُني ، فَقَدَّموني ، فَقالَ عُثمانُ : هذا ! وكَأَ نَّهُ استَحدَثَني .
فَقُلتُ لَهُ : إنَّ العِلمَ لَو كانَ بِالسِّنِّ لَم يَكُن لي ولا لَكَ فيهِ سَهمٌ ، ولكِنَّهُ بِالتَّعَلُّمِ .
فَقالَ عُثمانُ : هاتِ .
فَقُلتُ : بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ «الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّـهُمْ فِى الْأَرْضِ أَقَامُواْ الصَّلَوةَ وَ ءَاتَوُاْ الزَّكَوةَ وَ أَمَرُواْ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْاْ عَنِ الْمُنكَرِ وَ لِلَّهِ عَـقِبَةُ الْأُمُورِ» ۱ .
فَقالَ عُثمانُ : فينا نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ .
فَقُلتُ لَهُ : فَمُر بِالمَعروفِ وَانهَ عَنِ المُنكَرِ .
فَقالَ عُثمانُ : دَع هذا وهاتِ ما مَعَكَ .
فَقُلتُ لَهُ : بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ «الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَـرِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَا أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا اللَّهُ» ۲ إلى آخِرِ الآيَةِ .
فَقالَ عُثمانُ : وهذِهِ أيضا نَزَلَت فينا ، فَقُلتُ لَهُ : فَأَعطِنا بِما أخَذتَ مِنَ اللّهِ .
فَقالَ عُثمانُ : يا أيُّهَا النّاسُ ، عَلَيكُم بِالسَّمعِ وَالطّاعَةِ ، فَإِنَّ يَدَ اللّهِ عَلَى الجَماعَةِ وإنَّ الشَّيطانَ مَعَ الفَذِّ ۳ ، فَلا تَستَمِعوا إلى قَولِ هذا ، وإنَّ هذا لا يَدري مَنِ اللّهُ ولا أينَ اللّهُ .
فَقُلتُ لَهُ : أمّا قَولُكَ : « عَلَيكُم بِالسَّمعِ وَالطّاعَةِ » فَإِنَّكَ تُريدُ مِنّا أن نَقولَ غَدا : «رَبَّنَآ إِنَّـآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَ كُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا» ۴ ، وأمّا قَولُكَ : « أنَا لا أدري مَنِ

1.الحجّ : ۴۱ .

2.الحجّ : ۴۰ .

3.الفذّ : الواحد . وقد فَذَّ الرجلُ عن أصحابه : إذا شَذَّ عنهم وبَقي فَرْداً (النهاية : ج۳ ص۴۲۲) .

4.الأحزاب : ۶۷ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّابع
358

معاوية ومثالبه بلا وجل ۱ .
وكم أراد منه معاوية أن يطعن في عليّ عليه السلام ، لكنّه لم يلقَ إلّا الخزي والفضيحة ، إذ جوبه بخطبه البليغة الأخّاذة ۲ .
آمنه معاوية مكرها بعد استشهاد أمير المؤمنين عليه السلام وصلح الإمام الحسن عليه السلام ۳ ، فاستثمر صعصعة هذه الفرصة ضدّ معاوية . وكان معاوية دائم الامتعاض من بيان صعصعة الفصيح المعبّر وتعابيره الجميلة في وصف فضائل الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، ولم يخفِ هذا الامتعاض ۴ .
إنّ ما ذكرناه بحقّ هذا الرجل غيض من فيض . وستلاحظون عظمة هذه الشخصيّة المتألّقة في النّصوص الَّتي سننقلها لاحقا . وكفى في عظمته قول الإمام الصادق عليه السلام : ما كان مع أمير المؤمنين عليه السلام من يعرف حقّه إلّا صعصعة وأصحابه ۵ .
توفّي صعصعة أيّام حكومة معاوية ۶ .

۶۵۵۱.الطبقات الكبرىـ في ذِكرِ صَعصَعَةَ بنِ صوحانَ ـ: كانَ مِن أصحابِ عَلِيٍّ بنِ أبي طالِبٍ وشَهِدَ مَعَهُ الجَمَلَ هُوَ وأخَواهُ زَيدٌ وسَيحانُ ابنا صوحانَ . وكانَ سَيحانُ الخَطيبَ قَبلَ صَعصَعَةَ ، وكانَتِ الرّايَةُ يَومَ الجَمَلِ في يَدِهِ فَقُتِلَ ، فَأَخَذَها زَيدٌ فَقُتِلَ ، فَأَخَذها صَعصَعَةُ ۷ .

1.مروج الذهب : ج۳ ص۵۰ ، ديوان المعاني : ج۲ ص۴۱ .

2.رجال الكشّي : ج۱ ص۲۸۵ الرقم ۱۲۳ .

3.رجال الكشّي : ج۱ ص۲۸۵ الرقم ۱۲۳ ؛ مروج الذهب : ج۳ ص۴۹ و ص۵۱ .

4.رجال الكشّي : ج۱ ص۲۸۵ الرقم ۱۲۲ عن داوود بن أبي يزيد .

5.الطبقات الكبرى : ج۶ ص۲۲۱ ، تاريخ دمشق : ج۲۴ ص۸۵ ، اُسد الغابة : ج۳ ص۲۱ الرقم ۲۵۰۵ .

6.الطبقات الكبرى : ج۶ ص۲۲۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 28118
صفحه از 532
پرینت  ارسال به