وكانَ زِيادٌ أوَّلَ مَن شَدَّ أمرَ السُّلطانِ ، وأكَّدَ المُلكَ لِمُعاوِيَةَ ، وألزَمَ النّاسَ الطّاعَةَ ، وتَقَدَّمَ فِي العُقوبَةِ ، وجَرَّدَ السَّيفَ ، وأخَذَ بِالظِّنَّةِ ، وعاقَبَ عَلَى الشُّبهَةِ ، وخافَهُ النّاسُ في سُلطانِهِ خَوفا شَديدا ، حَتّى أمِنَ النّاسُ بَعضُهم بعضا ، حَتّى كانَ الشَّيءُ يَسقُطُ مِنَ الرَّجُلِ أوِ المَرأَةِ فَلا يَعرُضُ لَهُ أحَدٌ حَتّى يَأتِيَهُ صاحِبُهُ فَيَأخُذَهُ ، وتَبيتُ المَرأَةُ فَلا تَغلُقُ عَلَيها بابَها ، وساسَ النّاسَ سِياسَةً لَم يُرَ مِثلُها ، وهابَهُ النّاسُ هَيبَةً لَم يَهابوها أحَدا قَبلَهُ ، وأدَرَّ العَطاءَ ، وبَنى مَدينَةَ الرِّزقِ ۱ .
۶۵۱۶.شرح نهج البلاغة عن الشعبيـ في ذِكرِ سُلطَةِ زِيادٍ عَلَى البَصرَةِ ـ: فَصَبَّحَ عَلى بابِ القَصرِ تِلكَ اللَّيلةَ سَبعُمِئَةِ رَأسٍ ، ثُمَّ خَرَجَ اللَّيلَةَ الثّانِيَةَ فَجاءَ بِخَمسينَ رَأسا ، ثُمَّ خَرَجَ اللَّيلَةَ الثّالِثَةَ فَجاءَ بِرَأسٍ واحِدٍ ، ثُمَّ لَم يَجِئ بَعدَها بِشَيءٍ ، وكانَ النّاسُ إذا صَلَّوُا العِشاءَ الآخِرَةَ اُحضِروا إلى مَنازِلِهِم شَدّا حَثيثا ، وقَد يَترُكُ بَعضُهُم نِعالَهُ ۲ .
۶۵۱۷.مروج الذهب :قَد كانَ زِيادٌ جَمَعَ النّاسَ بِالكوفَةِ بِبابِ قَصرِهِ يُحَرِّضُهُم عَلى لَعنِ عَلِيٍّ ، فَمَن أبى ذلِكَ عَرَضَهُ عَلَى السَّيفِ ۳ .
۶۵۱۸.المعجم الكبير عن الحسن :كانَ زِيادٌ يَتَتَبَّعُ شيعَةَ عَلِيٍّ عليه السلام فَيَقُتلُهُم ، فَبَلَغَ ذلِكَ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام فَقالَ : اللّهُمَّ تَفَرَّد بِمَوتِهِ ، فَإنَّ القَتلَ كَفّارَةٌ ۴ .
۶۵۱۹.سير أعلام النّبلاء عن الحسن البصري :بَلَغَ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ أنَّ زِيادا يَتَتَبَّعُ شيعَةَ عَلِيٍّ بِالبَصرَةِ فَيَقتُلُهُم ، فَدَعا عَلَيهِ .
وقيلَ : إنَّهُ جَمَعَ أهلَ الكوفَةِ لِيَعرِضَهُم عَلَى البَراءَةِ مِن أبِي الحَسَنِ ، فَأَصابَهُ حينَئِذٍ
1.تاريخ الطبري : ج۵ ص۲۲۱ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۷۴ نحوه ، أنساب الأشراف : ج۵ ص۲۱۹ وفيه من «كان يؤخّر العشاء» إلى «إلّا قتله» وراجع ص۲۰۶ و ص۲۲۵ .
2.شرح نهج البلاغة : ج۱۶ ص۲۰۴ وراجع أنساب الأشراف : ج۵ ص۲۰۶ .
3.مروج الذهب : ج۳ ص۳۵ ، تاريخ دمشق : ج۱۹ ص۲۰۳ عن عبد الرحمن بن السائب نحوه .
4.المعجم الكبير : ج۳ ص۷۰ ح۲۶۹۰ .