ضامِنٌ لِما ذَهَبَ لَهُ .
إيّايَ ودَلَجُ اللَّيلِ ، فَإِنّي لا اُوتى بِمُدلِجٍ إلّا سَفَكتُ دَمَهُ ، وقَد أجّلَتُكُم في ذلِكَ بِقَدرِ ما يَأتِي الخَبَرُ الكوفَةَ وَيرجِعُ إلَيَّ . وإيّايَ ودَعوَى الجاهِلِيَّةِ ، فَإِنّي لا أجِدُ أحَدا دَعا بِها إلّا قَطَعتُ لِسانَهُ ، وقَد أحدَثتُم أحداثا لم تَكُن ، وقَد أحدَثنا لِكُلٍّ ذَنبٍ عُقوبَةً ، فَمَن غَرَّقَ قَوما غَرَّقتُهُ ، ومَن حَرَّقَ عَلى قَومٍ حَرَّقناهُ ، ومَن نَقَبَ بَيتا نَقَبتُ عَن قَلبِهِ ، ومَن نَبَشَ قَبرا دَفَنتُهُ فيهِ حَيّا ، فَكُفّوا عَنّي أيدِيَكُم وألسِنَتَكُم أكفُف يَدي وأذايَ ، لا يَظهَرُ مِن أحَدٍ مَنكُم خِلافَ ما عَلَيهِ عامَّتُكُم إلّا ضَرَبتُ عُنُقَهُ ۱ .
۶۵۱۵.تاريخ الطبري عن مسلمة :اِستَعمَلَ زِيادٌ عَلى شَرَطَتِهِ عَبدَ اللّهِ بنَ حِصنٍ ، فَأَمهَلَ النّاسَ حَتّى بَلَغَ الخَبرُ الكوفَةَ ، وعادَ إلَيهِ وُصولُ الخَبَرِ إلَى الكوفَةِ ، وكانَ يُؤَخِّرُ العِشاءَ حَتّى يَكونَ آخِرَ مَن يُصَلّي ثُمَّ يُصَلّي ، يَأمُرُ رَجُلاً فَيَقرَأ سورَةَ البَقَرَةِ ومِثلَها ، يُرَتِّلُ القُرآنَ ، فَإذا فَرَغَ أمهَلَ بِقَدرِ ما يَرى أنَّ إنسانا يَبلُغُ الخُرَيبَةَ ، ثُمَّ يَأمُرُ صاحِبَ شَرَطَتِهِ بِالخُروجِ ، فَيَخرُجُ ولا يَرى إنسانا إلّا قَتَلَهُ .
قالَ : فَأَخَذَ لَيلَةً أعرابِيّا ، فَأَتى بِهِ زيادا ، فَقالَ : هل سَمِعتَ النِّداءَ ؟ قالَ : لا وَاللّهِ ، قَدِمتُ بِحَلوبَةٍ ۲ لي ، وغَشِيَنِي اللَّيلُ ، فَاضطَرَرتُها إلى مَوضِعٍ ، فَأَقَمتُ لِأُصبِحَ ، ولا عِلمَ لي بِما كانَ مِنَ الأَميرِ .
قالَ : أظُنُّكَ وَاللّهِ صادِقا ، ولكن في قَتلِكَ صَلاحُ هذِهِ الاُمَّةِ ، ثُمَّ أمَرَ بِهِ فَضُرِبَت عُنُقُهُ .