329
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّابع

ضامِنٌ لِما ذَهَبَ لَهُ .
إيّايَ ودَلَجُ اللَّيلِ ، فَإِنّي لا اُوتى بِمُدلِجٍ إلّا سَفَكتُ دَمَهُ ، وقَد أجّلَتُكُم في ذلِكَ بِقَدرِ ما يَأتِي الخَبَرُ الكوفَةَ وَيرجِعُ إلَيَّ . وإيّايَ ودَعوَى الجاهِلِيَّةِ ، فَإِنّي لا أجِدُ أحَدا دَعا بِها إلّا قَطَعتُ لِسانَهُ ، وقَد أحدَثتُم أحداثا لم تَكُن ، وقَد أحدَثنا لِكُلٍّ ذَنبٍ عُقوبَةً ، فَمَن غَرَّقَ قَوما غَرَّقتُهُ ، ومَن حَرَّقَ عَلى قَومٍ حَرَّقناهُ ، ومَن نَقَبَ بَيتا نَقَبتُ عَن قَلبِهِ ، ومَن نَبَشَ قَبرا دَفَنتُهُ فيهِ حَيّا ، فَكُفّوا عَنّي أيدِيَكُم وألسِنَتَكُم أكفُف يَدي وأذايَ ، لا يَظهَرُ مِن أحَدٍ مَنكُم خِلافَ ما عَلَيهِ عامَّتُكُم إلّا ضَرَبتُ عُنُقَهُ ۱ .

۶۵۱۵.تاريخ الطبري عن مسلمة :اِستَعمَلَ زِيادٌ عَلى شَرَطَتِهِ عَبدَ اللّهِ بنَ حِصنٍ ، فَأَمهَلَ النّاسَ حَتّى بَلَغَ الخَبرُ الكوفَةَ ، وعادَ إلَيهِ وُصولُ الخَبَرِ إلَى الكوفَةِ ، وكانَ يُؤَخِّرُ العِشاءَ حَتّى يَكونَ آخِرَ مَن يُصَلّي ثُمَّ يُصَلّي ، يَأمُرُ رَجُلاً فَيَقرَأ سورَةَ البَقَرَةِ ومِثلَها ، يُرَتِّلُ القُرآنَ ، فَإذا فَرَغَ أمهَلَ بِقَدرِ ما يَرى أنَّ إنسانا يَبلُغُ الخُرَيبَةَ ، ثُمَّ يَأمُرُ صاحِبَ شَرَطَتِهِ بِالخُروجِ ، فَيَخرُجُ ولا يَرى إنسانا إلّا قَتَلَهُ .
قالَ : فَأَخَذَ لَيلَةً أعرابِيّا ، فَأَتى بِهِ زيادا ، فَقالَ : هل سَمِعتَ النِّداءَ ؟ قالَ : لا وَاللّهِ ، قَدِمتُ بِحَلوبَةٍ ۲ لي ، وغَشِيَنِي اللَّيلُ ، فَاضطَرَرتُها إلى مَوضِعٍ ، فَأَقَمتُ لِأُصبِحَ ، ولا عِلمَ لي بِما كانَ مِنَ الأَميرِ .
قالَ : أظُنُّكَ وَاللّهِ صادِقا ، ولكن في قَتلِكَ صَلاحُ هذِهِ الاُمَّةِ ، ثُمَّ أمَرَ بِهِ فَضُرِبَت عُنُقُهُ .

1.تاريخ الطبري : ج۵ ص۲۱۷ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۷۲ ، العقد الفريد : ج۳ ص۱۵۳ ، شرح نهج البلاغة : ج۱۶ ص۲۰۱ ، أنساب الأشراف : ج۵ ص۲۱۵ و ۲۱۶ وفيه من «إنّي اُقسم باللّه . . . » وفيه «كتب زياد كتابا قُرئ على أهل المصر نسخته» وراجع تاريخ دمشق : ج۱۹ ص۱۷۹ .

2.حَلُوبة : أي شاة تُحْلَبُ (النهاية : ج۱ ص۴۲۲) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّابع
328

الحَسَنِ بِاسمِهِ ولا تَنسِبُهُ إلى أبيهِ فَإِنَّ الحَسَنِ ـ وَيلَكَ ـ مَن لا يُرمى بِهِ الرَّجَوانِ ۱ ! أ فَإِلى اُمِّهِ وكَلتَهُ ! لا اُمَّ لَكَ ؟ ! هي فاطِمَةُ بِنتُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ! وتِلكَ أفخَرُ لَهُ ، إن كُنتَ تَعقِلُ .
وكَتَبَ في أسفَلِ الكِتابِ :

تَدارَك ما ضَيَّعتَ مِن بَعدِ خُبرَةٍ
وأنتَ أريبٌ بِالاُمورِ خَبيرُ

أما حَسَنٌ بِابنِ الَّذي كانَ قَبلَهُ
إذا سارَ سارَ المَوتُ حَيثُ يَسيرُ

وهَل يَلِدُ الرِّئبالُ إلّا نَظيرَهُ
فَذا حَسَنٌ شِبهٌ لَهُ ونَظيرُ

ولكِنَّهُ لَو يَوزَنُ الحِل ۲ وَالحِجى
بِرَأيٍ لَقالوا فَاعلَمَنَّ ثَبيرُ ۳

۶۵۱۴.تاريخ الطبري عن مسلمة والهذلي وغيرهما :إنَّ مُعاوِيَةَ استَعمَلَ زِيادا عَلَى البَصرَةِ وخُراسانَ وسَجِستانَ ، ثُمَّ جَمَعَ لَهُ الهِندَ وَالبَحرَينِ وعُمانَ ، وقَدِمَ البَصرَةَ في آخِرِ شَهرِ رَبيعِ الآخرِ ـ أو غُرَّةِ جُمادَى الاُولى ـ سَنَةَ خَمسٍ ، وَالفِسقُ بِالبَصرَةِ ظاهِرٌ فاشٍ ، فَخَطَبَ خُطبَةً بَتراءَ ، لَم يَحمَدِ اللّهَ فيها :
إنّي رَأَيتُ آخِرَ هذَا الأَمرِ لا يَصلُحُ إلّا بِما صَلَحَ بِهِ أوَّلُهُ ، لينٌ في غَيرِ ضَعفٍ ، وشِدَّةٌ في غَيرِ جِبرِيَّةٍ وعُنفٍ ، وإنّي اُقسِمُ بِاللّهِ لَاخُذَنَ الوَلِيَّ بِالوَليِّ ، وَالمُقيمَ بِالظّاعِنِ ، وَالمُقبِلَ بِالمُدبِرِ ، وَالصَّحيحَ مِنكُم بِالسَّقيمِ ، حَتّى يَلقَى الرَّجلُ مِنكُم أخاهُ فَيقولُ : انجُ سَعدٌ فَقَد هَلَكَ سَعيدٌ ، أو تَستَقيمَ لي قَناتُكُم .
إنَّ كِذبَةَ المِنبَرِ تَبقى مَشهورَةً ، فَإِذا تَعَلَّقتُم عَلَيَّ بِكِذبَةٍ فَقَد حَلَّت لَكُم مَعصِيَتي ، وإذا سَمِعتُموها مِنّي فَاغتَمِزوها فِيَّ ، وَاعلَموا أنَّ عِندي أمثالَها ، مَن بُيِّتَ مِنكُم فَأَنَا

1.مثل يضرب لمن لا يُخدع فيُزال عن وجه إلى وجه ، وأصله الدلو يُرمى بها رَجَوا البئر (أساس البلاغة : ص۱۵۷) .

2.م تاريخ دمشق : ج۱۹ ص۱۹۸ .

3.تاريخ دمشق : ج۱۹ ص۱۹۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27898
صفحه از 532
پرینت  ارسال به