عَلى ما كانَ مِن طولِ ثَديَيها ونَتنِ رُفغِها ۱ ، فَأَتَيتُهُ بِها ، فَوَقَعَ عَلَيها ، ثُمَّ رَجَعَ إلَيَّ فَقالَ لي : يا أبا مَريَمَ ، لَاستَلَّت ماءَ ظَهرِي استِلالاً تثيبُ ابنَ الحَبلِ ۲ في عَينِها .
فَقالَ لَهُ زِيادٌ : إنَّما أتَينا بِكَ شاهِدا ، ولَم نَأتِ بِكَ شاتِما ! قالَ : أقولُ الحَقَّ عَلى ما كانَ .
فَأَنفَذَ مُعاوِيَةُ . . . ۳ قالَ : ما قَد بَلَغَكُم وشَهِدَ بِما سَمِعتُم ، فَإِن كانَ ما قالوا حَقّا ، فَالحَمدُ للّهِِ الَّذي حَفِظَ مِنّي ما ضَيَّعَ النّاسُ ، ورَفَعَ مِنّي ما وَضَعوا ، وإن كانَ باطِلاً ، فَمُعاوِيَةُ وَالشُّهودُ أعلَمُ ، وما كانَ عُبيَدٌ إلّا والِدا مَبرورا مَشكورا ۴ .
۶۵۱۳.تاريخ دمشق عن هشام بن محمّد عن أبيه :كانَ سَعيدُ بنُ سَرحٍ مَولى حَبيبِ بنِ عَبدِ شَمسٍ شيعَةً لِعَلِيّ بنِ أبي طالِبٍ ، فَلَمّا قَدِمَ زِيادٌ الكوفَةَ والِيا عَلَيها أخافَهُ ، وطَلَبَهُ زِيادٌ ، فَأَتَى الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ ، فَوَثَبَ زِيادٌ عَلى أخيهِ ووَلَدِهِ وَامرَأَتِهِ فَحَبَسَهُم ، وأخَذَ مالَهُ ، وهَدَمَ دارَهُ .
فَكَتَبَ الحَسَنُ إلى زِيادٍ : مِنَ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ إلى زِيادٍ ، أمّا بَعدُ ، فَإنَّكَ عَمَدتَ إلى رَجُلٍ مِنَ المُسلِمينَ لَهُ ما لَهُم وعَلَيهِ ما عَلَيهِم ، فَهَدَّمتَ دارَهُ ، وأخَذتَ مالَهُ وعِيالَهُ فَحَبَستَهُم ، فَإِذا أتاكَ كِتابي هذا فَابنِ لَهُ دارَهُ ، وَاردُد عَلَيهِ عِيالَهُ ومالَهُ ، فَإِنّي قَد أجرَتُهُ ، فَشَفِّعني فيهِ .
فَكَتَبَ إلَيهِ زِيادٌ : مِن زِيادِ بنِ أبي سُفيانَ إلَى الحَسَنِ بنِ فاطِمَةَ ، أمّا بَعدُ ، فَقدَ أتاني كِتابُكَ تَبدَأ فيهِ بِنَفسِكَ قَبلي ، وأنتَ طالِبُ حاجَةٍ ، وأنَا سُلطانٌ وأنتَ سوقَةٌ ،
1.الرُّفْغ بالضم والفتح : واحدُ الأرفاغ ، وهي اُصولُ المَغابن كالآباط والحَوالب ، وغيرها من مَطاوي الأعضاء ، وما يَجتمع فيه من الوَسَخ والعَرَق (النهاية : ج۲ ص۲۴۴) .
2.قوله : « تثيب ابن الحبل » هكذا في الأصل ( هامش المصدر ) .
3.بياض في المصدر .
4.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۲۱۸ وراجع الفخري : ص۱۰۹ وأنساب الأشراف : ج۵ ص۱۹۹ ـ ۲۰۳ .