۱۴
اُمُّ الفَضَلِ بنتُ الحارِثِ
هي لبابة بنت الحارث بن حَزْن الهلاليّة ، أمّ الفضل ، وهي زوجة العبّاس بن عبد المطّلب ، واُمّ أكثر بنيه ، وهي اُخت ميمونة زوج النّبيّ صلى الله عليه و آله . يقال : إنّها أوّل امرأة أسلمت بعد خديجة ، روى ابن عبّاس عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال :
« الأَخَواتُ المُؤمِناتُ : مَيمونَةُ بِنتُ الحارِثِ وأُمُّ الفَضلِ [ و ]سَلمى وأسماءُ ۱ » .
۶۴۳۳.الفتوح :كَتَبَت أُمُّ الفَضلِ بِنتُ الحارِثِ إلى عَلِيٍّ رضى الله عنه : بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، لِعَبدِ اللّهِ عَلِيٍّ أميرِ المُؤمِنينَ مِن أُمِّ الفضلِ بِنتِ الحارِثِ ، أمّا بَعدُ ؛ فَإِنَّ طَلحَةَ وَالزُّبَيرَ وعائِشَةَ قَد خَرَجوا مِن مَكَّةَ يُريدونَ البَصرَةَ ، وقَدِ استَنفَرُوا النّاسَ إلى حَربِكَ ، ولَم يَخِفَّ مَعَهُم إلى ذلِكَ إلّا مَن كانَ في قَلبِهِ مَرَضٌ ، ويَدُ اللّهِ فَوقَ أيديهِم ، وَالسَّلامُ .
قالَ : ثُمَّ دَفَعَت أُمَّ الفَضلِ هذَا الكِتابَ إلى رَجُلٍ مِن جُهَينَةَ لَهُ عَقلٌ ولِسانٌ ، يُقالُ لَهُ : ظَفرٌ ، فَقالَت : خُذ هذَا الكِتابَ ، وَانظُر أن تَقتُلَ في كُلِّ مَرحَلَةٍ بَعيرا وعَلَيَّ ثَمَنُهُ ، وهذِهِ مِئَةُ دينارٍ قَد جَعَلتُها لَكَ ، فَجُدَّ السَّيرَ حَتّى تَلقى عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ رضى الله عنه ، فَتَدفَعَ إلَيهِ كِتابي هذا .
قالَ : فَسارَ الجُهَنِيُّ سَيراً عَنيفاً حَتّى لَحِقَ أصحابَ عَلِيٍّ رضى الله عنه وهُم عَلى ظَهرِ المَسيرِ ، فَلَمّا نَظَروا إلَيهِ نادَوهُ مِن كُلِّ جانِبٍ : أيُّهَا الرّاكِبُ ما عِندَكَ ؟ فَنادَى الجُهَنِيُّ بِأَعلى صَوتِهِ شِعراً يُخبِرُ فيهِ قُدومَ عائِشَةَ وطَلحَةَ وَالزُّبَيرِ ۲ .