بِواحِدٍ مِنهُما ، وقَد مَنَّ اللّهُ عَلَيهِ بِأَن جَعَلَهُ جَبانا ، ولَو كانَ شُجاعا لَقَتَلَهُ الحَقُّ ۱ .
۶۴۲۸.الإمام الصادق عليه السلام :حَدَّثَتنِي امرَأَةٌ مِنّا ، قالَت : رَأَيتُ الأشعَثَ بنَ قَيسٍ دَخَلَ عَلى عَلِيٍّ عليه السلام فَأَغلَظَ لَهُ عَلِيٌّ ، فَعَرَضَ لَهُ الأَشعَثُ بِأَن يَفتِكَ بِهِ .
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه السلام : أبِالمَوتِ تُهَدِّدُني ؟ ! فَوَاللّهِ ما اُبالي وَقَعتُ عَلَى المَوتِ ، أو وَقَعَ المَوتُ عَلَيَّ ۲ .
۶۴۲۹.تاريخ دمشق عن قيس بن أبي حازم :دَخَلَ الأَشعَثُ بنُ قَيسٍ عَلى عَلِيٍّ في شَيءٍ ، فَتَهَدَّدَهُ بِالمَوتِ ، فَقالَ عَلِيٌّ : بِالمَوتِ فَتُهَدِّدُني ! ما اُبالي سَقَطَ عَلَيَّ أو سَقَطتُ عَلَيهِ . هاتوا لَهُ جامِعَةً وقَيدا ، ثُمَّ أومَأَ إلى أصحابِهِ فَطَلَبوا إلَيهِ فيهِ ، قالَ : فَتَرَكَهُ ۳ .
۶۴۳۰.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كَلامٍ قالَهُ لِلأَشعَثِ بنِ قَيسٍ وهُوَ عَلى مِنبَرِ الكوفَةِ يَخطُبُ ، فَمَضى في بَعضِ كَلامِه شَيءٌ اعتَرَضَهُ الأَشعثُ فيهِ ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، هذِهِ عَلَيكَ لا لَكَ ، فَخَفَضَ عليه السلام إلَيهِ بَصَرَهُ ثُمَّ قالَ ـ: ما يُدريكَ ما عَلَيَّ مِمّا لي ؟ عَلَيكَ لَعنَةُ اللّهِ ولَعنَةُ اللاعِنينَ ! حائِكٌ ابنُ حائِكٍ ! مُنافِقٌ ابنُ كافِرٍ ! وَاللّهِ لَقَد أسَرَكَ الكُفرُ مَرَّةً وَالإِسلامُ اُخرى ! فَما فَداكَ مِن واحِدَةٍ مِنهُما مالُكَ ولا حَسَبُكَ ! وإنَّ امرَأً دَلَّ عَلى قَومِهِ السَّيفَ ، وساقَ إلَيهِمُ الحَتفَ ، لَحَرِيٌّ أن يَمقُتَهُ الأَقرَبُ ، ولا يَأمَنَهُ الأَبعَدُ ! ۴
1.شرح نهج البلاغة : ج۲۰ ص۲۸۶ ح۲۷۷ ؛ نثر الدرّ : ج۱ ص۳۲۵ نحوه .
2.مقاتل الطالبيّين : ص۴۷ عن سفيان بن عيينة .
3.تاريخ دمشق : ج۹ ص۱۳۹ ، سير أعلام النّبلاء : ج۲ ص۴۰ الرقم ۸ وليس فيه «ما اُبالي سقط عليَّ أو سقطتُ عليه» .
4.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹ ؛ الأغاني : ج۲۱ ص۲۰ نحوه .
قال الشريف الرضي رحمه الله : يريد عليه السلام أنّه اُسر في الكفر مرّة وفي الإسلام مرّة .
وأمّا قوله : «دلّ على قومه السيف» فأراد به حديثا كان للأشعث مع خالد بن الوليد باليمامة ، غرّ فيه قومه ومكر بهم حتّى أوقع بهم خالد ، وكان قومه بعد ذلك يسمّونه «عُرْفَ النّار» وهو اسم للغادر عندهم . وقيل : إنّ الأشعث وجماعة من قبيلته ومن قبائل حضرموت الاُخرى ، كانوا قد ارتدّوا في خلافة أبي بكر ، وامتنعوا من أداء الزكاة . فحاصرهم حينئذٍ جيش المسلمين بقيادة زياد بن لبيد ، فطلب منهم الأشعث أن يُعطى الأمان لأهله وعائلته في مقابل أن يفتح لهم بوّابة القلعة ! وكانت نتيجة ذلك هو قتل جميع أفراد قبيلته . يقول الطبري: «فكان معهم يلعنه المسلمون ويلعنه سبايا قومه ، وسمّاه نساء قومه : «عُرْف النّار» كلام يمانٍ يسمّون به الغادر (تاريخ الطبري : ج۳ ص۳۳۸) .