263
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّابع

۶۴۳۱.شرح نهج البلاغة :كُلُّ فَسادٍ كانَ في خِلافَةِ عَلِيٍّ عليه السلام ، وكُلُّ اضطِرابٍ حَدَثَ فَأَصلُهُ الأَشعَثُ ، ولَولا مُحاقَّتُهُ ۱ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام في مَعنَى الحُكومَةِ في هذه المَرَّةِ لَم تَكُن حَربُ النَّهرَوانِ ، ولَكانَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام يَنهَضُ بِهِم إلى مُعاوِيَةَ ، ويَملِكُ الشّامَ ؛ فَإنَّهُ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ حاوَلَ أن يَسلُكَ مَعَهُم مَسلَكَ التَّعريضِ وَالموارَبَةِ ۲ .
وفِي المَثَلِ النَّبَوِيِّ صَلَواتُ اللّهِ عَلى قائِلِهِ : « الحَربُ خُدعَةٌ » ، وذاكَ أنَّهُم قالوا لَهُ : تُب إلَى اللّهِ مِمّا فَعَلتَ كَما تُبنا نَنهَض مَعَكَ إلى حَربِ أهلِ الشّامِ ، فَقالَ لَهُم كَلِمَةً مُجمَلَةً مُرسَلَةً يَقولُهَا الأَنبِياءُ وَالمَعصومونَ ، وهِيَ قَولُهُ : « أستَغفِرُ اللّهَ مِن كُلِّ ذَنبٍ » ، فَرَضوا بِها ، وعَدّوها إجابَةً لَهُم إلى سُؤلِهِم ، وصَفَت لَهُ عليه السلام نِيّاتُهُم ، وَاستَخلَصَ بِها ضَمائِرَهُم ، مِن غَيرِ أن تَتَضَمَّنَ تِلَكَ الكَلِمَةُ اعتِرافا بِكُفرٍ أو ذَنبٍ .
فَلَم يَترُكهُ الأَشعَثُ ، وجاءَ إلَيهِ مُستَفسِرا وكاشِفا عَنِ الحالِ ، وهاتِكا سِترَ التَّوِريَةِ وَالكِنايَةِ ، ومُخرِجا لَها مِن ظُلمَةِ الإِجمالِ وسِترِ الحيلَةِ إلى تَفسيرِها بِما يُفسِدُ التّدبيرَ ، ويُوغِرُ الصُّدورَ ، ويُعيدُ الفِتنَةَ ، ولَم يَستَفسِرهُ عليه السلام عَنها إلّا بِحُضورِ مَن لا يُمكِنُهُ أن يَجعَلَها مَعَهُ هُدنَةً عَلى دَخَن ۳ ، ولا تَرقيقا عَن صَبوحٍ ۴ ، وألجَأَهُ بِتَضييقِ

1.احتَقّ القوم : قال كلّ واحد منهم: الحقّ في يدي(لسان العرب: ج۱۰ ص۴۹). والمراد هنا: المحاجّة والمجادلة.

2.المواربة : المداهاة والمخاتَلة ، والتوريب : أن تُوَرِّي عن الشيء بالمُعارَضات والمباحات (لسان العرب : ج۱ ص۷۹۶) .

3.الهُدْنة : اللِّين والسُّكون ، ومنه قيل للمصالحة : المهادنة ؛ لأنّها ملاينة أحد الفريقين . والدَّخَن : تَغَيُّر الطعام من الدُّخان (مجمع الأمثال : ج۳ ص۴۶۰ الرقم ۴۴۶۴) .

4.أصل المثل : «عن صَبُوحٍ تُرَقَّق» . الصبوح : ما يُشرب صَباحا ، وترقيق الكلام : تزيينه وتحسينه . يُضرَب لمن كَنَى عن شيء وهو يريد غيره (مجمع الأمثال : ج۲ ص۳۴۸ الرقم ۲۴۵۱) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّابع
262

بِواحِدٍ مِنهُما ، وقَد مَنَّ اللّهُ عَلَيهِ بِأَن جَعَلَهُ جَبانا ، ولَو كانَ شُجاعا لَقَتَلَهُ الحَقُّ ۱ .

۶۴۲۸.الإمام الصادق عليه السلام :حَدَّثَتنِي امرَأَةٌ مِنّا ، قالَت : رَأَيتُ الأشعَثَ بنَ قَيسٍ دَخَلَ عَلى عَلِيٍّ عليه السلام فَأَغلَظَ لَهُ عَلِيٌّ ، فَعَرَضَ لَهُ الأَشعَثُ بِأَن يَفتِكَ بِهِ .
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه السلام : أبِالمَوتِ تُهَدِّدُني ؟ ! فَوَاللّهِ ما اُبالي وَقَعتُ عَلَى المَوتِ ، أو وَقَعَ المَوتُ عَلَيَّ ۲ .

۶۴۲۹.تاريخ دمشق عن قيس بن أبي حازم :دَخَلَ الأَشعَثُ بنُ قَيسٍ عَلى عَلِيٍّ في شَيءٍ ، فَتَهَدَّدَهُ بِالمَوتِ ، فَقالَ عَلِيٌّ : بِالمَوتِ فَتُهَدِّدُني ! ما اُبالي سَقَطَ عَلَيَّ أو سَقَطتُ عَلَيهِ . هاتوا لَهُ جامِعَةً وقَيدا ، ثُمَّ أومَأَ إلى أصحابِهِ فَطَلَبوا إلَيهِ فيهِ ، قالَ : فَتَرَكَهُ ۳ .

۶۴۳۰.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كَلامٍ قالَهُ لِلأَشعَثِ بنِ قَيسٍ وهُوَ عَلى مِنبَرِ الكوفَةِ يَخطُبُ ، فَمَضى في بَعضِ كَلامِه شَيءٌ اعتَرَضَهُ الأَشعثُ فيهِ ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، هذِهِ عَلَيكَ لا لَكَ ، فَخَفَضَ عليه السلام إلَيهِ بَصَرَهُ ثُمَّ قالَ ـ: ما يُدريكَ ما عَلَيَّ مِمّا لي ؟ عَلَيكَ لَعنَةُ اللّهِ ولَعنَةُ اللاعِنينَ ! حائِكٌ ابنُ حائِكٍ ! مُنافِقٌ ابنُ كافِرٍ ! وَاللّهِ لَقَد أسَرَكَ الكُفرُ مَرَّةً وَالإِسلامُ اُخرى ! فَما فَداكَ مِن واحِدَةٍ مِنهُما مالُكَ ولا حَسَبُكَ ! وإنَّ امرَأً دَلَّ عَلى قَومِهِ السَّيفَ ، وساقَ إلَيهِمُ الحَتفَ ، لَحَرِيٌّ أن يَمقُتَهُ الأَقرَبُ ، ولا يَأمَنَهُ الأَبعَدُ ! ۴

1.شرح نهج البلاغة : ج۲۰ ص۲۸۶ ح۲۷۷ ؛ نثر الدرّ : ج۱ ص۳۲۵ نحوه .

2.مقاتل الطالبيّين : ص۴۷ عن سفيان بن عيينة .

3.تاريخ دمشق : ج۹ ص۱۳۹ ، سير أعلام النّبلاء : ج۲ ص۴۰ الرقم ۸ وليس فيه «ما اُبالي سقط عليَّ أو سقطتُ عليه» .

4.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹ ؛ الأغاني : ج۲۱ ص۲۰ نحوه . قال الشريف الرضي رحمه الله : يريد عليه السلام أنّه اُسر في الكفر مرّة وفي الإسلام مرّة . وأمّا قوله : «دلّ على قومه السيف» فأراد به حديثا كان للأشعث مع خالد بن الوليد باليمامة ، غرّ فيه قومه ومكر بهم حتّى أوقع بهم خالد ، وكان قومه بعد ذلك يسمّونه «عُرْفَ النّار» وهو اسم للغادر عندهم . وقيل : إنّ الأشعث وجماعة من قبيلته ومن قبائل حضرموت الاُخرى ، كانوا قد ارتدّوا في خلافة أبي بكر ، وامتنعوا من أداء الزكاة . فحاصرهم حينئذٍ جيش المسلمين بقيادة زياد بن لبيد ، فطلب منهم الأشعث أن يُعطى الأمان لأهله وعائلته في مقابل أن يفتح لهم بوّابة القلعة ! وكانت نتيجة ذلك هو قتل جميع أفراد قبيلته . يقول الطبري: «فكان معهم يلعنه المسلمون ويلعنه سبايا قومه ، وسمّاه نساء قومه : «عُرْف النّار» كلام يمانٍ يسمّون به الغادر (تاريخ الطبري : ج۳ ص۳۳۸) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27815
صفحه از 532
پرینت  ارسال به