فَكَفّوا وتَرَكُوا القِتالَ ۱ .
۶۴۱۴.الجمل :لَمّا جاءَ رَسولُ الأَحنَفِ وقَد قَدِم عَلى عَلِيٍّ عليه السلام بِما بَذَلَ لَهُ مِن كَفِّ قَومِهِ عَنهُ ، قالَ رَجُلٌ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، مَن هذا ؟ قالَ : هذا أدهَى العَرَبِ وخَيرُهُم لِقَومِهِ .
فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : كَذلِكَ هُوَ ، وإنّي لَأَمثَلُ بَينَهُ وبَينَ المُغيرَةِ بنِ شُعبَةَ ؛ لَزِمَ الطّائِفَ ، فَأَقامَ بِها يَنتَظِرُ عَلى مَن تَستَقيمُ الاُمَّةُ ! فَقالَ الرَّجُلُ : إنّي لَأَحسَبُ أنَّ الأَحنَفَ لَأَسرَعُ إلى ما تُحِبُّ مِنَ المُغيرَةِ ۲ .
۶۴۱۵.وقعه صفّينـ في ذِكرِ قَضِيَّةِ إرسالِ الحَكَمَينِ في آخِرِ حَربِ صِفّينَ ـ: قامَ الأَحنَفُ بنُ قَيسٍ إلى عَلِيٍّ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنّي خَيَّرتُكَ يَومَ الجَمَلِ أن آتيكَ فيمَن أطاعَني وأكُفَّ عَنكَ بَني سَعدٍ ، فَقُلتَ : كُفَّ قَومَكَ فَكَفى بِكَفِّكَ نَصيرا ، فَأَقَمتُ بِأَمرِكَ . وإنَّ عَبدَ اللّهِ بنَ قَيسٍ رَجُلٌ قَد حَلَبتُ أشطُرَهُ فَوَجَدتهُ قَريبَ القَعرِ كَليلَ المُديَةِ ، وهُوَ رَجُلٌ يَمانٍ ، وقَومُهُ مَعَ مُعاوِيَةَ . وقَد رُمِيتَ بِحَجَرِ الأَرضِ وبِمنَ حارَبَ اللّهَ ورَسولَهُ ، وإنَّ صاحِبَ القَومِ مَن يَنأى حَتّى يَكونَ مَعَ النَّجمِ ، ويَدنو حَتّى يَكونَ في أكُفِّهِم . فَابعَثني ووَاللّهِ لا يَحِلُّ عُقدَةً إلّا عَقَدتُ لَكَ أشَدَّ مِنها . فَإِن قُلتَ : إنّي لَستُ مِن أصحابِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؛ فَابعَث رَجُلاً مِن أصحابِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، غَيرَ عَبدِ اللّه بنِ قَيسٍ ، وَابعَثني مَعَهُ . فَقالَ عَلِيٌّ : إنَّ القَومَ أتَوني بِعَبدِ اللّهِ بنِ قَيسٍ مُبَرنَسا ، فَقالُوا : اِبعَث هذا ؛ فَقَد رَضينا بِهِ . وَاللّهُ بالِغُ أمرِهِ ۳ .
۶۴۱۶.وقعة صفّينـ بَعدَ ذِكرِ دَعوَةِ الإِمامِ عليه السلام أهلَ البَصرَةِ لِقِتالِ مُعاوِيَةَ ، وقِراءَةِ ابنِ عَبّاسٍ