219
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّابع

۱

أبو الأَسوَدِ الدُّؤَلِيُّ

هو ظالم بن عمرو ۱ ، المعروف بأبي الأسود الدُّؤلي ۲ . أحد الوجوه البارزة والصحابة المشهورين للإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ۳ . أسلم على عهد رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، لكنّه لم يَحْظَ برؤيته ۴ . وهو من المتحقّقين بمحبّة عليّ ومحبّة ولده ۵ . ويمكن أن نستشفّ هذا الحبّ من أشعاره الحِسان ۶ .
الذين ترجموا له ذكروه بعناوين متنوّعة منها : «علويّ» ۷ ، «شاعر متشيِّع» ۸ ، «من وجوه الشيعة» ۹ .
شَهِد أبو الأسود حروب الإمام عليه السلام ضدّ مساعير الفتنة في الجمل ۱۰ ، و صفّين ۱۱ .

1.قد اختُلف في اسمه كما اختُلف في اسم أبيه وجدّه ، والمشهور ما ورد في المتن ، والَّذي يسهّل الأمر أنّه مشهور بكنيته ولقبه ، ولم يختلف في كنيته أحد .

2.الطبقات الكبرى : ج۷ ص۹۹ ، المعارف لابن قتيبة : ص۴۳۴ ، تاريخ دمشق : ج۲۵ ص۱۷۶ وفيه «ديلي» بدل «دؤلي» .

3.تاريخ دمشق : ج۲۵ ص۱۹۵ ، اُسد الغابة : ج۳ ص۱۰۲ الرقم ۲۶۵۲ .

4.تاريخ دمشق : ج۲۵ ص۱۸۴ ، سير أعلام النّبلاء : ج۴ ص۸۲ الرقم ۲۸ ، البداية والنهاية : ج۸ ص۳۱۲ .

5.تاريخ دمشق : ج۲۵ ص۱۸۸ .

6.تاريخ دمشق : ج۲۵ ص۱۸۸ و ص۲۰۰ ، الأغاني : ج۱۲ ص۳۷۲ ، الكامل للمبرّد : ج۳ ص۱۱۲۵ .

7.تاريخ دمشق : ج۲۵ ص۱۸۴ .

8.الطبقات الكبرى : ج۷ ص۹۹ .

9.سير أعلام النّبلاء : ج۴ ص۸۲ الرقم ۲۸ ، الأغاني : ج۱۲ ص۳۴۶ .

10.سير أعلام النّبلاء : ج۴ ص۸۲ الرقم ۲۸ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۵ ص۲۷۸ الرقم ۱۲۴ ، تاريخ دمشق : ج۲۵ ص۱۸۴ .

11.المعارف لابن قتيبة : ص۴۳۴ ، وفيات الأعيان : ج۲ ص۵۳۵ الرقم ۳۱۳ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّابع
218

من جانب آخر ، كانت هناك قبائل ما زالت العصبيّات القبليّة متأصّلة في نفوسها ، فلم تسمع إلّا كلام رُؤسائها . من هنا ، ظلّ رجال مثل عديّ بن حاتم إلى جانب الإمام عليه السلام لتبقى قبائلهم معه أيضا .
۳ ـ إنّ وجود أشخاصٍ مثل زياد بن أبيه بين عمّال الإمام عليه السلام مثير للسؤال . فقد أنفذ الإمامُ الشخصَ المذكور ـ باقتراح عبد اللّه بن عبّاس وتأييد جارية بن قُدامة ـ على رأس قوّة عسكريّة كبيرة لإخماد تمرّد أهل فارس الذين امتنعوا عن دفع الضرائب ، فاستطاع زياد بتدبيره وحنكته السياسيّة الخاصّة أن يسيطر على الوضع .
كان زياد مطعونا في نسبه ، وكان يتّصف بدهاء عجيب . ويمكن أن نعدّه نموذجا للإنسان المتخصّص غير الملتزم الَّذي جمع بين خبث السريرة وظلمة الروح وبين التدبير والدهاء . وإنّ ملازمته لمعاوية مع تحذيرات الإمام المتكرّرة له ، وعمله في «العراقَين» مَعْلَمان على خبث طينته ودَنَسه الَّذي لم يظهره في عصر الإمام عليه السلام .
وينبغي الالتفات إلى أنّ الإمام عليه السلام كان يواجه حقائق لا تُنكَر كغيره من الحكّام . وبالنظر إلى ضرورة إدارة المجتمع واستثمار مختلف الطاقات ، وبالنظر أيضا إلى معاناة الإمام عليه السلام من قلّة الأنصار المخلصين فلابدّ له من تولية زياد وأضرابه ، بَيْدَ أنّه عليه السلام كان يقرِن ذلك بالإشراف والتحذير ، ويراقب الأوضاع بدقّة .
۴ ـ كان بعض الأشخاص يعملون مع الإمام عليه السلام ، لكنّهم كانوا لا يوافقونه في بعض مواقفه ! ! فزياد لم يشترك في حروبه جميعها . وأبو مسعود الأنصاري لم يرغب في الاشتراك في الحروب ، وحين نشبت حرب صفّين ، وَليَ الكوفة وظلّ فيها . ويزيد بن قيس الَّذي عُيّن واليا على إصفهان كان يميل إلى الخوارج ، ففرّق الإمام عليه السلام بينه وبينهم بتعيينه .
هذا كلّه آية على سماحة الإمام عليه السلام من جهة ، ومن جهة اُخرى مَعْلَم على ما ذكرناه آنفا من أنّه كان يواجه حقائق في المجتمع لا محيص له منها .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27798
صفحه از 532
پرینت  ارسال به