الرُّحَبةِ ، ذاكَ رَأسُ المُتَّقينَ يَومَ القِيامَةِ ، سَمِعتُهُ وَاللّهِ مِن نَبِيِّكُم ۱ . . . .
ب : الأَشعَثُ بنُ قَيسٍ وجَريرُ بنُ عَبدِ اللّهِ
قالوا : وكانَ الأَشعَثُ بنُ قَيسٍ الكِندِيُّ وجَريرُ بنُ عَبدِ اللّهِ البَجَلِيُّ يُبغضانِهِ ، وهَدَمَ عَلِيٌّ عليه السلام دارَ جَريرِ بنِ عَبدِ اللّهِ .
قالَ إسماعيلُ بنُ جَريرٍ : هَدَمَ عَلِيٌّ دارَنا مَرَّتَينِ . ورَوىَ الحارِثُ بنُ حُصَين : أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله دَفَعَ إلى جَريرِ بنِ عَبدِ اللّهِ نَعلَينِ مِن نِعالِهِ ، وقالَ : اِحتَفِظ بِهِما ؛ فَإِنَّ ذهابَهُما ذَهابُ دينِكَ . فَلَمّا كانَ يَومُ الجَمَلِ ذَهَبَت إحداهُما ، فَلَمّا أرسَلَهُ عَلِيٌّ عليه السلام إلى مُعاوِيَةَ ذَهَبَتِ الاُخرى ، ثُمَّ فارَقَ عَلِيّا وَاعتَزَلَ الحَربَ . . . .
ج : أبو مَسعودٍ الأَنصارِيُّ
وكانَ أبو مَسعودٍ الأَنصارِيُّ مُنحَرِفا عَنهُ عليه السلام . رَوى شَريكٌ عَن عُثمانَ بنِ أبي زُرعَةَ عَن زَيدِ بنِ وَهَبٍ ، قالَ : تَذاكَرنَا القِيامَ إذا مَرَّتِ الجَنازَةُ عِندَ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَقالَ أبو مَسعودٍ الأَنصاريُّ : قَد كُنّا نَقومُ . فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : ذاكَ وأنتمُ يَومَئذٍ يَهودٌ . . . .
ورَوَى المِنهالُ عَن نَعيمِ بنِ دَجاجَةَ قالَ : كُنتُ جالِسا عِندَ عَلِيٍّ عليه السلام إذ جاءَ أبو مَسعودٍ ، فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : جاءَكُم فَرّوجٌ . فَجاءَ فَجَلَسَ ، فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه السلام : بَلَغَني أنَّكَ تُفتِي النّاسَ ؟ قالَ : نَعَم ، واُخبِرُهم أنَّ الآخِرَ شَرٌّ . قالَ : فَهَل سَمِعتَ مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله شَيئا ؟ قالَ : نَعَم سَمِعتُهُ يَقولُ : لا يَأتي عَلَى النّاسِ سَنَةُ مِئَةٍ وعَلَى الأَرضِ عَينٌ تَطرِفُ . قالَ : أخطَأَتِ اِستُكَ الحُفرَةَ ۲ ، وغَلِطتَ في أوَّلِ ظَنِّكَ . إنَّما عَنى مَن حَضَرَهُ يَومَئِذٍ ، وهَلِ الرَّخاءُ إلّا بَعدَ المِئَةِ !