135
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّابع

بِغضَتُهُ إلى أيّامِ أبي بَكرٍ وعُثمانَ وعُمَرَ ، وأشارَ عَلَيهِ يَومَ بويِعَ بِالخِلافَةِ أن يُقِرَّ مُعاوِيَةَ عَلَى الشّامِ مُدَّةً يَسيرَةً ، فَإِذا خُطِبَ لَهُ بِالشّامِ وتَوَطَّأَت دَعوَتُهُ دَعاهُ إلَيهِ ـ كَما كانَ عُمَرُ وعُثمانُ يَدعُوانِهِ إلَيهِما ـ وصَرَفَهُ ، فَلَم يَقبَل ، وكانَ ذلِكَ نَصيحَةً مِن عَدُوٍّ كاشِحٍ ۱ . ۲

۶۲۶۸.الغارات عن الكلبي :إنَّ المُغيرَةَ بنَ شُعبَةَ كَتَبَ إلى بُسرٍ ـ حينَ خَرَجَ مِن مَكَّةَ مُتَوَجِّها إلَى الطّائِفِ ۳ ـ :
أمّا بَعدُ ، فَقَد بَلَغَني مَسيرُكَ إلَى الحِجازِ ، ونُزولُكَ مَكَّةَ ، وشِدَّتُكَ عَلَى المُريبِ ، وعَفوُكَ عَنِ المُسيءِ ، وإكرامُكَ لِاُولي النُّهى ، فَحَمِدتُ رأَيَكَ في ذلِكَ ، فَدُم عَلى صالِحِ ما أنتَ عَلَيهِ ؛ فَإِنَّ اللّهَ لَن يَزيدَ بِالخَيرِ أهلَهُ إلّا خَيرا ، جَعَلَنا اللّهُ وإيّاكَ مِنَ الآمِرينَ بِالمَعروفِ ، وَالقاصِدينَ إلَى الحَقِّ ، وَالذّاكِرينَ اللّهَ كَثيرا ۴ .

۶۲۶۹.الكامل في التاريخـ في ذِكرِ البَيعَةِ لِيَزيدَ بِوِلايَةِ العَهدِ ـ: كانَ ابتِداءُ ذلِكَ وأوَّلُهُ مِنَ المُغيرَةِ بنِ شُعبَةَ ؛ فَإِنَّ مُعاوِيَةَ أرادَ أن يَعزِلَهُ عَنِ الكوفَةِ ويَستَعمِلَ عِوَضَهُ سَعيدَ بنَ العاصِ ، فَبَلَغَهُ ذلِكَ فَقالَ : الرَّأيُ أن أشخَصَ إلى مُعاوِيَةَ فَأَستَعفِيَهُ ؛ لِيَظهَرَ لِلنّاسِ كَراهَتي لِلوِلايَةِ . فَسارَ إلى مُعاويَةَ ، وقالَ لِأَصحابِهِ حينَ وَصَلَ إلَيهِ : إن لَم اُكسِبكُمُ الآنَ وِلايَةً وإمارَةً لا أفعَلُ ذلِكَ أبَدا !
ومَضى حَتّى دَخَلَ عَلى يَزيدَ ، وقالَ لَهُ : إنَّهُ قَد ذَهَبَ أعيانُ أصحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وآلِهِ وكُبراءُ قُرَيشٍ وذَوو أسنانِهِم ، وإنَّما بَقِيَ أبناؤُهُم ، وأنتَ مِن أفضَلِهِم وأحسَنِهِم رَأيا ، وأعلَمُهُم بِالسُّنَّةِ وَالسِّياسَةِ ، ولا أدري ما يَمَنعُ أميرَ المُؤمِنينَ أن يَعقِدَ

1.الكاشح : العدوّ الباطن العداوة (لسان العرب : ج۲ ص۵۷۲) .

2.شرح نهج البلاغة : ج۱۶ ص۱۰۱ .

3.الطّائِف : بليدة قرب مكّة على ظهر جبل غزوان ، وهو أبرد مكان بالحجاز (راجع تقويم البلدان : ص۹۴) .

4.الغارات : ج۲ ص۶۰۹ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۱۲ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّابع
134

وعَمرُو بنُ العاصِ ، وَالمُغيرَةُ بنُ شُعبَةَ ، ومِنَ التّابِعينَ : عُروَةُ بنُ الزُّبَيرِ ۱ .

۶۲۶۴.شرح نهج البلاغة عن أبي جعفر الإسكافي :كانَ المُغيرَةُ بنُ شُعبَةَ يَلعَنُ عَلِيّا عليه السلام لَعنا صَريحا عَلى مِنبَرِ الكوفَةِ ، وكان بَلَغَهُ عَن عَلِيٍّ عليه السلام في أيّامِ عُمَرَ أنّهُ قالَ : لَئِن رَأَيتُ المُغيرَةَ لَأَرجُمَنَّهُ بِأَحجارِهِ ـ يَعني واقِعَةَ الزِّنا بِالمَرأَةِ الَّتي شَهِدَ عَلَيهِ فيها أبو بَكرَةَ ، ونَكَلَ زِيادٌ عَنِ الشَّهادَةِ ـ ، فَكانَ يُبغِضُهُ لِذاكَ ولِغَيرِهِ مِن أحوالٍ اجتَمَعَت في نَفسِهِ . . . .
وكانَ المُغيرَةُ بنُ شُعبَةَ صاحِبَ دُنيا ؛ يَبيعُ دينَهُ بِالقَليلِ النَّزرِ مِنها ، ويُرضي مُعاوِيَةَ بِذِكرِ عَليِّ بن أبي طالِبٍ عليه السلام ؛ قالَ يَوما في مَجلِسِ مُعاوِيَةَ : إنَّ عَلِيّا لَم يُنكِحهُ رَسولُ اللّهِ ابنَتَهُ حُبّا ، ولكِنَّهُ أرادَ أن يُكافِئَ بِذلِكَ إحسانَ أبي طالِبٍ إلَيهِ . قالَ : وقَد صَحَّ عِندَنا أنَّ المُغيرَةَ لَعَنَهُ عَلى مِنبَرِ العِراقِ مَرّاتٍ لا تُحصى ۲ .

۶۲۶۵.شرح نهج البلاغة :إنّ المُغيرَةَ كانَ أزنَى النّاسِ فِي الجاهِلِيَّةِ ، فَلَمّا دَخَلَ فِي الإِسلامِ قَيَّدَهُ الإِسلامُ ، وبَقِيَت عِندَهُ مِنهُ بَقِيَّةٌ ظَهَرَت في أيّامِ وِلايَتِهِ البَصرَةَ ۳ .

۶۲۶۶.الإصابة عن المغيرة بن شعبة :أنَا أوَّلُ مَن رَشا فِي الإِسلامِ ، جِئتُ إلى يَرفَأَ ـ حاجِبِ عُمَرَ ـ وكُنتُ اُجالِسَهُ ، فَقُلتُ لَهُ : خُذ هذِهِ العِمامَةَ فَالبَسها ، فَإِنَّ عِندي اُختَها . فَكانَ يَأنَسُ بي ويَأذَنُ لي أن أجلِسَ مِن داخِلِ البابِ ، فَكُنتُ آتي فَأَجلِسَ فِي القائِلَةِ ۴ ، فَيَمرُُّ المارُّ فَيَقولُ : إنَّ لِلمُغيرَةِ عِندَ عُمَرَ مَنزِلَةً ؛ إنَّهُ لَيَدخُلُ عَلَيهِ في ساعَةٍ لا يَدخُلُ فيها أحَدٌ ۵ .

۶۲۶۷.شرح نهج البلاغة :كانَ المُغيرَةُ بنُ شُعبَةَ يُبغِضُ عَلِيّا عليه السلام مُنذُ أيّامِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وتَأَكَّدَت

1.شرح نهج البلاغة : ج۴ ص۶۳ .

2.شرح نهج البلاغة : ج۴ ص۶۹ و ۷۰ .

3.شرح نهج البلاغة : ج۱۲ ص۲۳۹ .

4.القائلة : الظهيرة (لسان العرب : ج۱۱ ص۵۷۷) .

5.الإصابة : ج۶ ص۱۵۷ الرقم ۸۱۹۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27906
صفحه از 532
پرینت  ارسال به