نُقاتِلُ مَعَ رَجُلٍ لا يَنبَغي لَنا أن نُحَكِّمَهُ ؛ عَبدِ اللّهِ بنِ سَعدٍ، استَعمَلَهُ عُثمانُ ، وعُثمانُ فَعَلَ وفَعَلَ ، فَأَفسَدا أهلَ تِلكَ الغَزاةِ ، وعابا عُثمانَ أشَدَّ العَيبِ ۱ .
۶۷۰۵.الغارات عن عليّ بن محمّد بن أبي سيف :إنَّ مُحَمَّدَ بنَ أبي حُذَيفَةَ بنِ عُتبَةَ بنِ رَبيعَةَ بنِ عَبدِ شَمسٍ اُصيبَ لَمّا فَتَحَ عَمرُو بنُ العاصِ مِصرَ ، فَبَعَثَ بِهِ إلى مُعاوِيَةَ بنِ أبي سُفيانَ وهُوَ يَومَئِذٍ بِفِلَسطينَ ، فَحَبَسَهُ مُعاوِيَةُ في سِجنٍ لَهُ، فَمَكَثَ فيهِ غَيرَ كَثيرٍ ، ثُمَّ إنَّهُ هَرَبَ ـ وكانَ ابنَ خالِ مُعاوِيَةَ ـ فَأَرى مُعاوِيَةُ النّاسَ أنَّهُ كَرِهَ انفلاتَهُ مِنَ السِّجنِ ، فَقالَ لِأَهلِ الشّامِ : مَن يَطلُبُهُ ؟
وقَد كانَ مُعاوِيَةُ فيما يَرَونَ يُحِبُّ أن يَنجُوَ ، فَقالَ رَجُلٌ مِن خَثعَمٍ يُقالُ لَهُ : عُبَيدُ اللّهِ بنُ عَمرِو بنِ ظَلامٍ ، وكانَ شُجاعا وكانَ عُثمانِيّا : أنَا أطلُبُهُ ، فَخَرَجَ في خَيلِهِ فَلَحِقَهُ بِحُوّارينَ ۲ وقَد دَخَلَ في غارٍ هُناكَ ، فَجاءَت حُمُرٌ تَدخُلُهُ وقَد أصابَهَا المَطَرُ ، فَلَمّا رَأَتِ الرَّجُلَ فِي الغارِ فَزِعَت مِنهُ فَنَفَرَت .
فَقالَ حَمّارونَ ـ كانوا قَريبا مِنَ الغارِ ـ : وَاللّهِ إنَّ لِنَفرِ هذِهِ الحُمُرِ مِنَ الغارِ لَشَأنا ، ما نَفَّرَها مِن هذَا الغَارِ إلّا أمرٌ ، فَذَهَبوا يَنظُرونَ ، فَإِذا هُم بِهِ فَخَرَجوا ، فَوافاهُم عُبَيدُ اللّهِ بنُ عَمرِو بنِ ظَلامٍ فَسَأَلهُم عَنهُ ووَصَفَهُ لَهُم ، فَقالوا لَهُ : ها هُوَذا فِي الغارِ ، فَجاءَ حَتَّى استَخرَجَهُ ، وكَرِهَ أن يَحمِلَهُ إلى مُعاوِيَةَ فَيُخَلِّيَ سَبيلَهُ ، فَضَرَبَ عُنُقَهُ ، رَحِمَهُ اللّهُ تَعالى ۳ .
۶۷۰۶.رجال الكشّي :كانَ مُحَمَّدُ بنُ أبي حُذَيفَةَ بنِ عُتبَةَ بنِ رَبيعَةَ مَعَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام ومِن أنصارِهِ وأشياعِهِ ، وكانَ ابنَ خالِ مُعاوِيَةَ ، وكانَ رَجُلاً مِن خِيارِ المُسلِمينَ ،
1.تاريخ الطبري : ج۴ ص۲۹۲ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۲۵۴ نحوه .
2.حُوّاريْن : من قرى حلب ، معروفة . وحُوّارين : حصن من ناحية حمص (معجم البلدان : ج۲ ص۳۱۵) .
3.الغارات : ج۱ ص۳۲۷ ؛ تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۰۶ عن هشام بن محمّد الكلبي نحوه وراجع الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۵۳ .