489
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّابع

فَلَمّا تُوُفِّيَ عَلِيٌّ عليه السلام أخَذَهُ مُعاوِيَةُ وأرادَ قَتلَهُ ، فَحَبَسَهُ فِي السِّجنِ دَهرا ، ثُمَّ قالَ مُعاوِيَةُ ذاتَ يَومٍ : ألا نُرسِلُ إلى هذَا السَّفيهِ مُحَمَّدِ بنِ أبي حُذَيفَةَ فَنُبَكِّتُهُ ۱ ، ونُخبِرُهُ بِضَلالِهِ ، ونَأمُرُهُ أن يَقومَ فَيَسُبَّ عَلِيّا ؟ قالوا : نَعَم .
فَبَعَثَ إلَيهِ مُعاوِيَةُ فَأَخرَجَهُ مِنَ السِّجنِ ، فَقالَ لَهُ مُعاوِيَةُ : يا مُحَمَّدُ بنُ أبي حُذَيفَةَ أ لَم يَأنَ لَكَ أن تُبصِرَ ما كُنتَ عَلَيهِ مِنَ الضّلالَةِ بِنُصرَتِكَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ . . .
قالَ : وَاللّهِ إنّي لَأَشهَدُ إنَّكَ مُنذُ عَرَفتُكَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَالإِسلامِ لَعَلى خُلُق واحِدٍ ما زادَ الإِسلامُ فيكَ قَليلاً ولا كَثيرا ، وإنَّ علامَةَ ذلِكَ فيكَ لَبَيِّنَةٌ تَلومُني عَلى حُبّي عَلِيّا ، كَما خَرَجَ مَعَ عَلِيٍّ كُلُّ صَوّامٍ قَوّامٍ مُهاجِرِيِّ وأنصارِيٍّ ، وخَرَجَ مَعَكَ أبناءُ المُنافِقينَ وَالطُّلَقاءِ وَالعُتَقاءِ ، خَدَعتَهُم عَن دينِهِم ، وخَدَعوكَ عَن دُنياكَ ، وَاللّهِ يا مُعاوِيَةُ ما خَفِيَ عَلَيكَ ما صَنَعتَ ، وما خَفِيَ عَلَيهِم ما صَنَعوا ، إذ أحَلّوا أنفُسَهُم بِسَخَطِ اللّهِ في طاعَتِكَ ، وَاللّهِ لا أزالُ اُحِبُّ عَلِيّاِللّهِ ، واُبغِضُك فِي اللّهِ وفي رَسولِهِ أبَدا ما بَقيتُ .
قالَ مُعاوِيَةُ : وإنّي أراكَ عَلى ضَلالِكَ بَعدُ ، رُدّوهُ ، فَرَدّوهُ وهُوَ يَقرَأُ فِي السِّجنِ : «رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَىَّ مِمَّا يَدْعُونَنِى إِلَيْهِ» ۲ ، فَماتَ فِي السِّجنِ ۳ .

۸۸

مِخنَفُ بنُ سُلَيمٍ

مخنف بن سليم بن الحارث الأزْدي الغامدي ، كان من صحابة النّبيّ صلى الله عليه و آله ۴ ،

1.التَّبْكيت : التَّقريع والتَّوبيخ (النهاية : ج۱ ص۱۴۸) .

2.يوسف : ۳۳ .

3.رجال الكشّي : ج۱ ص۲۸۶ الرقم ۱۲۶ .

4.التاريخ الكبير : ج۸ ص۵۲ الرقم ۲۱۲۲ ، الطبقات الكبرى : ج۶ ص۳۵ ، المعجم الكبير : ج۲۰ ص۳۱۰ ح۷۳۸ ، تاريخ أصبهان : ج۱ ص۱۰۰ الرقم ۱۶ ، اُسد الغابة : ج۵ ص۱۲۳ الرقم ۴۸۰۴ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّابع
488

نُقاتِلُ مَعَ رَجُلٍ لا يَنبَغي لَنا أن نُحَكِّمَهُ ؛ عَبدِ اللّهِ بنِ سَعدٍ، استَعمَلَهُ عُثمانُ ، وعُثمانُ فَعَلَ وفَعَلَ ، فَأَفسَدا أهلَ تِلكَ الغَزاةِ ، وعابا عُثمانَ أشَدَّ العَيبِ ۱ .

۶۷۰۵.الغارات عن عليّ بن محمّد بن أبي سيف :إنَّ مُحَمَّدَ بنَ أبي حُذَيفَةَ بنِ عُتبَةَ بنِ رَبيعَةَ بنِ عَبدِ شَمسٍ اُصيبَ لَمّا فَتَحَ عَمرُو بنُ العاصِ مِصرَ ، فَبَعَثَ بِهِ إلى مُعاوِيَةَ بنِ أبي سُفيانَ وهُوَ يَومَئِذٍ بِفِلَسطينَ ، فَحَبَسَهُ مُعاوِيَةُ في سِجنٍ لَهُ، فَمَكَثَ فيهِ غَيرَ كَثيرٍ ، ثُمَّ إنَّهُ هَرَبَ ـ وكانَ ابنَ خالِ مُعاوِيَةَ ـ فَأَرى مُعاوِيَةُ النّاسَ أنَّهُ كَرِهَ انفلاتَهُ مِنَ السِّجنِ ، فَقالَ لِأَهلِ الشّامِ : مَن يَطلُبُهُ ؟
وقَد كانَ مُعاوِيَةُ فيما يَرَونَ يُحِبُّ أن يَنجُوَ ، فَقالَ رَجُلٌ مِن خَثعَمٍ يُقالُ لَهُ : عُبَيدُ اللّهِ بنُ عَمرِو بنِ ظَلامٍ ، وكانَ شُجاعا وكانَ عُثمانِيّا : أنَا أطلُبُهُ ، فَخَرَجَ في خَيلِهِ فَلَحِقَهُ بِحُوّارينَ ۲ وقَد دَخَلَ في غارٍ هُناكَ ، فَجاءَت حُمُرٌ تَدخُلُهُ وقَد أصابَهَا المَطَرُ ، فَلَمّا رَأَتِ الرَّجُلَ فِي الغارِ فَزِعَت مِنهُ فَنَفَرَت .
فَقالَ حَمّارونَ ـ كانوا قَريبا مِنَ الغارِ ـ : وَاللّهِ إنَّ لِنَفرِ هذِهِ الحُمُرِ مِنَ الغارِ لَشَأنا ، ما نَفَّرَها مِن هذَا الغَارِ إلّا أمرٌ ، فَذَهَبوا يَنظُرونَ ، فَإِذا هُم بِهِ فَخَرَجوا ، فَوافاهُم عُبَيدُ اللّهِ بنُ عَمرِو بنِ ظَلامٍ فَسَأَلهُم عَنهُ ووَصَفَهُ لَهُم ، فَقالوا لَهُ : ها هُوَذا فِي الغارِ ، فَجاءَ حَتَّى استَخرَجَهُ ، وكَرِهَ أن يَحمِلَهُ إلى مُعاوِيَةَ فَيُخَلِّيَ سَبيلَهُ ، فَضَرَبَ عُنُقَهُ ، رَحِمَهُ اللّهُ تَعالى ۳ .

۶۷۰۶.رجال الكشّي :كانَ مُحَمَّدُ بنُ أبي حُذَيفَةَ بنِ عُتبَةَ بنِ رَبيعَةَ مَعَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام ومِن أنصارِهِ وأشياعِهِ ، وكانَ ابنَ خالِ مُعاوِيَةَ ، وكانَ رَجُلاً مِن خِيارِ المُسلِمينَ ،

1.تاريخ الطبري : ج۴ ص۲۹۲ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۲۵۴ نحوه .

2.حُوّاريْن : من قرى حلب ، معروفة . وحُوّارين : حصن من ناحية حمص (معجم البلدان : ج۲ ص۳۱۵) .

3.الغارات : ج۱ ص۳۲۷ ؛ تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۰۶ عن هشام بن محمّد الكلبي نحوه وراجع الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۵۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27922
صفحه از 532
پرینت  ارسال به