فَأَقبَلَ ، فَقالَ : وأنتَ ـ وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ـ لَتُعتَلَنَّ إلَى العُتُلِّ الزَّنيمِ ۱ ، ولَيَقطَعَنَّ يَدَكَ ورِجلَكَ ، ثُمَّ لَيَصلُبَنَّكَ تَحتَ جِذعٍ كافِرٍ .
فَمَضى عَلى ذلِكَ الدَّهرُ حَتّى وَلِيَ زيادٌ في أيّامِ مُعاوِيَةَ ، فَقَطَعَ يَدَهُ ورِجلَهُ ، ثُمَّ صَلَبَهُ إلى جِذعِ ابنِ مُكَعبَرٍ ، وكانَ جِذعا طَويلاً ، فَكانَ تَحتَهُ ۲ .
۶۴۵۴.شرح نهج البلاغة عن حبّة العرني :سِرنا مَعَ عَلِيٍّ عليه السلام يَوما ، فَالتَفَتَ فَإِذا جُوَيرِيَةُ خَلفَهُ بَعيدا ، فَناداهُ : يا جُوَيرِيَةُ ! اِلحق بي لا أبا لَكَ ! أ لا تَعلَمُ أنّي أهواكَ واُحِبُّكَ ؟ قالَ : فَرَكَضَ نَحوَهُ ، فَقالَ لَهُ : إنّي مُحَدِّثُكَ بِاُمورٍ فَاحفظَها ، ثُمَّ اشتَرَكا فِي الحَديثِ سِرّا ، فَقالَ لَهُ جُوَيرِيَةُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنّي رَجُلٌ نَسِيٌّ ، فَقالَ لَهُ : إنّي اُعيدُ عَلَيكَ الحَديثَ لِتَحفَظَهُ .
ثُمَّ قالَ لَهُ في آخِرِ ما حَدَّثَهُ إيّاهُ : يا جُوَيرِيَةُ ، أحبِب حَبيبَنا ما أحَبَّنا ، فَإِذا أبغَضَنا فَأبغِضهُ ، وأبغِض بَغيضَنا ما أبغَضَنا ، فَإِذا أحَبَّنا فَأَحِبَّهُ ۳ .
۲۳
الحارِثُ بنُ الرَّبِيعِ
الحارث بن الربيع بن زياد العبسي ، يُكنّى أبا زياد .
استعمله الإمام عليه السلام على المدينة مدّةً . كان من قبيلة مازن بن النّجّار ۴ . وكانت له
1.عَتَلَهُ فانعتَلَ : جرّهُ جرّا عنيفا وجذبه فحمَلَهُ . والعُتُلّ : الشديد الجافي والفظّ الغليظ من النّاس . والزنِيمُ : الدَّعيّ المُلصق بالقوم وليس منهم . وقيل : الَّذي يُعرَف بالشرّ واللؤم (لسان العرب : ج۱۱ ص۴۲۳ و ج۱۲ ص۲۷۷) .
2.الإرشاد : ج۱ ص۳۲۲ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۲۹۱ نحوه وراجع إعلام الورى : ج۱ ص۳۴۱ والخرائج والجرائح : ج۱ ص۲۰۲ ح۴۴ .
3.شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۲۹۰ .
4.رجال الطوسي : ص۶۱ الرقم ۵۲۸ ، رجال ابن داوود : ص۶۸ الرقم ۳۶۰ .