حَتّى تُسَلِّمَهُ إلَيَّ ، ولَعَلّي ألّا أكونَ شَرَّ وُلاتِكَ لَكَ ، وَالسَّلامُ ۱ .
۶۴۲۵.وقعة صفّين عن الأشعث بن قيسـ مِن خُطبَتِهِ في أذربيجانَ بَعدَ بَيعَةِ النّاسِ مَعَ عَلِيٍّ عليه السلام ـ: أيُّهَا النّاسُ ! إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عُثمانَ وَلّاني أذرَبيجانَ ، فَهَلَكَ وهِيَ في يَدي ، وقَد بايَعَ النّاسُ عَلِيّا ، وطاعَتُنا لَهُ كَطاعَةِ مَن كانَ قَبلَهُ ، وقَد كانَ مِن أمرِهِ وأمرِ طَلحَةَ وَالزُّبَيرِ ما قَد بَلَغَكُم ، وعَلِيٌّ المَأمونُ عَلى ما غابَ عَنّا وعَنكُم مِن ذلِكَ الأَمرِ .
فَلَمّا أتى مَنزِلَهُ دَعا أصحابَهُ فَقالَ : إنَّ كِتابَ عَلِيٍّ قَد أوحَشَني ، وهُوَ آخِذٌ بِمالِ أذرَبيجانَ ، وأنَا لاحِقٌ بِمُعاوِيَةَ .
فَقالَ القَومُ : المَوتُ خَيرٌ لَكَ مِن ذلِكَ ، أَ تَدَعُ مِصرَكَ وجَماعَةَ قَومِكَ وتَكونُ ذَنَبا لِأَهلِ الشّامِ ؟ !
فَاستَحيى فَسارَ حَتّى قَدِمَ عَلى عَلِيّ ۲ .
۶۴۲۶.تاريخ اليعقوبيـ في كِتابَةِ وَثيقَةِ التَّحكيمِ وَاختِلافِهِم في تَقديمِ الإِمامِ وتَسمِيَتِهِ بِإمرَةِ المُؤمِنينَ ـ: فَقالَ أبُو الأَعوَرِ السُّلَميُّ : لا نُقَدِّمُ عَلِيّا ، وقالَ أصحابُ عَلِيٍّ : ولا نُغيّرُ اسمَهُ ولا نَكتُبُ إلّا بِإِمرَةِ المُؤمِنينَ ، فَتَنازَعوا عَلى ذَلِكَ مُنازَعَةَ شَديدَةً حَتّى تَضارَبوا بِالأَيدي ، فَقالَ الأَشعَثُ : اُمحوا هذا الاِسمَ ، فَقالَ لَهُ الأَشتَرُ : وَاللّهِ ـ يا أعوَرُ ! ـ لَهَمَمتُ أن أملَأَ سَيفي مِنكَ ، فَلَقد قَتَلتُ قَوما ما هُم شَرٌّ مِنكَ ، وإنّي أعلَمُ أنَّكَ ما تُحاوِلُ إلّا الفِتنَةَ ، وما تَدورُ إلّا عَلَى الدُّنيا وإيثارِها عَلَى الآخِرَةِ ! ۳
۶۴۲۷.الإمام عليّ عليه السلام :أمّا هذَا الأَعوَرُ ـ يَعنِي الأَشعَثَ ـ فَإِنَّ اللّهَ لَم يَرفَع شَرَفا إلّا حَسَدَهُ ، ولا أظهَرَ فَضلاً إلّا عابَهُ ، وهُوَ يُمَنّي نَفسَهُ ويَخدَعُها ، يَخافُ ويَرجو ، فَهُوَ بَينَهُما لا يَثِقُ