مَعَ الحَسَنِ عليه السلام ، ولا دارَ لَهُ بِها ولا أرضَ ، فَقَسَمَ لَهُ الحَسَنُ عليه السلام دارَ عَلِيٍّ عليه السلام بِنِصفَينِ ، وأعطاهُ سُنُحَ ^۱ ؛ أرضٌ أقطَعَهُ إيّاها ، فَباعَها عُبَيدُ اللّهِ بنُ أبي رافِعٍ مِن مُعاوِيَةَ بِمِئَةِ ألفٍ وسَبعينَ ألفا ^۲ .

راجع : ج۲ ص۴۶۶ (عدم استئثار الأولاد والأقرباء) .

۶

أبو سَعيدٍ الخُدرِيُّ

هو سعد بن مالك بن شيبان ، أبو سعيد الأنصاري الخدري ، وهو مشهور بكنيته ، أحد الصحابة ^۳ والوجوه البارزة المشهورة من الأنصار ^۴ . وهو من المحدّثين الكبار ^۵ ، وفي عداد رواة حديث الغدير ^۶ ، وحديث المنزلة ^۷ .
كان مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله في كثير من غزواته ^۸ ، وبعده كان أحد الثابتين فكريّاً على معرفة الحقّ ^۹ ، وأحد الراسخين في دعم الحقيقة ^۱۰ . ذكره الإمام الصادق عليه السلام بتبجيل وتكريم ، ونصّ على استقامته في طريق الحقّ ^۱۱ .

الزَّكَوةَ وَهُمْ رَ كِعُونَ» ^۱ .
ثُمَّ قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أكمَلَ لِعَلِيٍّ عليه السلام مُنيَتَهُ ، وَهنيئا لِعَلِيٍّ عليه السلام بِتَفضيلِ اللّهِ إيّاهُ ، ثُمَّ التَفَتَ ، فَرَآني إلى جانِبِهِ ، فَقالَ : ما أضجُعَكَ هاهُنا يا أبا رافِعٍ ؟ فَأَخبَرتُهُ خَبَرَ الحَيَّةِ ، فَقالَ : قُم إلَيها فَاقتُلها ، فَقَتَلتُها .
ثُمَّ أخَذَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِيَدي فَقالَ : يا أبا رافِعٍ كَيفَ أنتَ وقَومٌ يُقاتِلونَ عَلِيّا عليه السلام ؛ هُوَ عَلَى الحَقِّ وهُم عَلَى الباطِلِ ! يَكونُ في حَقِّ اللّهِ جِهادُهُم ، فَمَن لَم يَستَطِع جِهادَهُم فَبِقَلِبهِ ، فَمَن لَم يَستَطِع فَلَيس وَراءَ ذلِكَ شَيءٌ . فَقُلتُ : ادعُ لي إن أدرَكتُهُم أن يُعينَنِي اللّهُ ويُقَوِّيَني عَلى قِتالِهِم ، فَقالَ : اللّهُمَّ إن أدرَكَهُمُ فَقَوِّهِ وأعِنهُ . ثُمَّ خَرَجَ إلَى النّاسِ ، فَقالَ : يا أيُّهَا النّاسُ ! مَن أحَبَّ أن يَنظُرَ إلى أميني عَلى نَفسي وأهلي ، فَهذا أبو رافِعٍ أميني عَلى نَفسي ^۲ .

۶۴۰۱.رجال النّجاشي عن عون بن عبيد اللّه بن أبي رافع :لَمّا بويعَ عَلِيٌّ عليه السلام وخالَفَهُ مُعاوِيَةُ بِالشّامِ ، وسارَ طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ إلَى البَصرَةِ ، قالَ أبو رافعٍ : هذا قَولُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، سَيُقاتِلُ عَلِيّا عليه السلام قَومٌ يَكونُ حَقّا فِي اللّهِ جِهادُهُم .
فَباعَ أرضَهُ بِخَيَبَر ودارَهُ ، ثُمَّ خَرَجَ مَعَ عَلِيٍّ عليه السلام وهُوَ شَيخٌ كَبيرٌ لَهُ خَمسٌ وثَمانونَ سَنةً ، وقالَ : الحَمدُ للّهِِ ، لَقَد أصبَحتُ لا أحَدَ بِمَنزِلَتي ، لَقَد بايَعتُ البَيعَتَينِ ؛ بَيعَةَ العَقَبَةِ ، وبَيَعَةَ الرِّضوانِ ، وصَلَّيتُ القِبلَتَيِن ، وهاجَرتُ الهِجَرَ الثَّلاثَ ، قُلتُ : ومَا الهِجَرُ الثَّلاثُ ، قالَ : هاجَرتُ مَعَ جَعَفَر بنِ أبي طالِبٍ إلى أرضِ الحَبَشَةِ ، وهاجَرتُ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله إلَى المَدينَةِ ، وهذِهِ الهِجرَةُ مَعَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام إلَى الكوفَةِ ، فَلَم يَزَل مَعَ عَلِيٍّ عليه السلام حَتَّى استُشهِدَ عَلِيٌّ عليه السلام ، فَرَجَعَ أبو رافِعٍ إلَى المَدينَةِ