۴۷۸۰.عنه عليه السلام :وقَد كُنتُ أدخُلُ عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله كُلَّ يَومٍ دَخلَةً وكُلَّ لَيلَةٍ دَخلَةً ، فَيُخَلّيني فيها أدورُ مَعَهُ حَيثُ دارَ ، وقَد عَلِمَ أصحابُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله أنَّهُ لَم يَصنَع ذلِكَ بِأَحَدٍ مِنَ النّاسِ غَيري ، فَرُبَّما كانَ في بَيتي يَأتيني رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أكثَرُ ذلِكَ في بَيتي ، وكُنتُ إذا دَخَلتُ عَلَيهِ بَعضَ مَنازِلِهِ أخلاني ، وأقامَ عَنّي نِساءَهُ . فلا يَبقى عِندَهُ غَيري .
وإذا أتاني لِلخَلوَةِ مَعي في مَنزِلي لَم تَقُم عَنّي فاطِمَةُ ولا أحَدٌ من بَنِيَّ ، وكُنتُ إذا سَأَلتُهُ أجابَني ، وإذا سَكَتُّ عَنهُ وفَنِيَت مَسائِلِي ابتَدَأَني .
فَما نَزَلَت عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله آيَةٌ مِنَ القُرآنِ إلّا أقرَأَنيها ، وأملاها عَلَيَّ ، فَكَتَبتُها بِخَطّي وعَلَّمَني تَأويلَها وتَفسيرَها ، وناسِخَها ومَنسوخَها ، ومُحكَمَها ومُتشابِهَها ، وخاصَّها وعامَّها ، ودَعَا اللّهَ أن يُعطِيَني فَهمَها وحِفظَها ، فَما نَسيتُ آيَةً مِن كِتابِ اللّهِ ، ولا عِلما أملاهُ عَلَيَّ وكَتَبتُهُ ، مُنذُ دَعَا اللّهَ لي بِما دَعا .
وما تَرَكَ شَيئا عَلَّمَهُ اللّهُ مِن حَلالٍ ولا حَرامٍ ، ولا أمرٍ ولا نَهيٍ ، كانَ أو يَكونُ ، ولا كِتابٍ مُنزَلٍ عَلى أحَدٍ قَبلَهُ مِن طاعَةٍ أو مَعصِيَةٍ ، إلّا عَلَّمَنيهِ وحَفِظتُهُ ، فَلَم أنسَ حَرفا واحِدا .
ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلى صَدري ، ودَعَا اللّهَ لي أن يَملَأَ قَلبي عِلما وفَهما ، وحُكما ونورا ، فَقُلتُ : يا نَبِيَّ اللّهِ ! بِأَبي أنتَ واُمّي ، مُنذُ دَعَوتَ اللّهَ لي بِما دَعَوتَ لَم أنسَ شَيئا ، ولَم يَفُتني شَيءٌ لَم أكتُبهُ ، أفَتَتَخَوَّفُ عَلَيَّ النِّسيانَ فيما بَعدُ ؟
فَقالَ : لا ، لَستُ أتَخَوَّفُ عَلَيكَ النِّسيانَ وَالجَهلَ . ۱
راجع : ج ۸ ص ۴۸۲ (أبو سعيد الخدري ، وأنس بن مالك) .