الأَمرُ كَذلِكَ ؟ ـ: تَعالَى المَلِكُ الجَبّارُ أن يوصَفَ بِمِقدارٍ ، أو تُدرِكَهُ الحَواسُّ أو يُقاسَ بِالنّاسِ ، وَالطَّريقُ إلى مَعرِفَتِهِ صَنائِعُهُ الباهِرَةُ لِلعُقولِ ، الدّالَّةُ ذَوِي الاِعتِبارِ بِما هُوَ عِندَهُ مَشهودٌ ومَعقولٌ ۱ .
۵۰۵۳.عنه عليه السلامـ لَمّا سُئِلَ عَن إثباتِ الصّانِعِ ـ: البَعرَةُ تَدُلُّ عَلَى البَعيرِ ، وَالرَّوثَةُ تَدُلُّ عَلَى الحَميرِ ، وآثارُ القَدَمِ تَدُلُّ عَلَى المَسيرِ ، فَهَيكَلٌ عِلوِيٌّ بِهذِهِ اللَّطافَةِ ، ومَركَزٌ سِفلِيٌّ بِهذِهِ الكَثافَةِ ، كَيفَ لا يَدُلّانِ عَلَى اللَّطيفِ الخَبيرِ ؟ ! ۲
۵۰۵۴.عنه عليه السلام :عَجِبتُ لِمَن شَكَّ فِي اللّهِ وهُوَ يَرى خَلقَ اللّهِ ۳ .
۵۰۵۵.التوحيد عن سلمان الفارِسي :سَأَلَ الجاثَليقُ عَلِيّا عليه السلام : أخبِرني ! عَرَفتَ اللّهَ بِمُحَمَّدٍ ، أم عَرَفتَ مُحَمَّدا بِاللّهِ عَزَّوجَلَّ ؟
فَقالَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام : ما عَرَفتُ اللّهَ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، ولكِن عَرَفتُ مُحَمَّدا بِاللّهِ عَزَّ وجَلَّ حينَ خَلَقَهُ وأحدَثَ فيهِ الحُدودَ مِن طولٍ وعَرضٍ ، فَعَرَفتُ أنَّهُ مُدَبَّرٌ مَصنوعٌ بِاستِدلالٍ وإلهامٍ مِنهُ وإرادَةٍ ، كَما ألهَمَ المَلائِكَةَ طاعَتَهُ وعَرَّفَهُم نَفسَهُ بِلا شِبهٍ ولا كَيفٍ ۴ .
۵۰۵۶.الإمام عليّ عليه السلامـ وكانَ كَثيرا ما يَقولُ إذا فَرَغَ مِن صَلاةِ اللَّيلِ ـ: أشهَدُ أنَّ السَّماواتِ وَالأَرضَ وما بَينَهُما آياتٌ تَدُلُّ عَلَيكَ ، وشَواهِدُ تَشهَدُ بِما إلَيهِ دَعَوتَ . كُلُّ ما يُؤَدّي عَنكَ الحُجَّةَ ، ويَشهَدُ لَكَ بِالرُّبوبِيَّةِ ، مَوسومٌ بِآثارِ نِعمَتِكَ ومَعالِمِ تَدبيرِكَ . عَلَوتَ بِها عَن خَلقِكَ ، فَأَوصَلتَ إلَى القُلوبِ مِن مَعرِفَتِكَ ما آنَسَها مِن وَحشَةِ الفِكرِ ، وكَفاها
1.الأمالي للطوسي : ص۲۲۰ ح۳۸۲ ، الخرائج والجرائح : ج۲ ص۵۵۵ ح۱۴ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۲۵۸ كلّها عن سلمان الفارسي .
2.جامع الأخبار : ص۳۵ ح۱۳ ، بحار الأنوار : ج۳ ص۵۵ ح۲۷ .
3.نهج البلاغة : الحكمة ۱۲۶ ، خصائص الأئمّة عليهم السلام : ص۱۰۱ .
4.التوحيد : ص۲۸۶ ح۴ ، بحار الأنوار : ج۳ ص۲۷۲ ح۹ .