الحَوبَةِ ۱ قَبلَ الضَّنكِ وَالمَضيقِ ، وَالرَّوعِ وَالزُّهوقِ ، وقَبلَ قُدومِ الغائِبِ المُنتَظَرِ ، وإخذَةِ العَزيزِ المُقتَدِرِ ۲ .
۴ / ۵
التَّحذيرُ مِنَ الغَفلَةِ
۵۶۲۱.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن خُطبَةٍ لَهُ في صِفَةِ الضّالِّ ـ: وهُوَ في مُهلَةٍ مِنَ اللّهِ يَهوي مَعَ الغافِلينَ ، ويَغدو مَعَ المُذنِبينَ ، بِلا سَبيلٍ قاصِدٍ ، ولا إمامٍ قائِدٍ .
... حَتّى إذا كَشَفَ لَهُم عَن جَزاءِ مَعصِيَتِهِم ، وَاستَخرَجَهُم مِن جَلابيبِ غَفلَتِهِمُ ، استَقبَلوا مُدبِرا ، وَاستَدبَروا مُقبِلاً ؛ فَلَم يَنتَفِعوا بِما أدرَكوا مِن طَلِبَتِهِم ، ولا بِما قَضَوا مِن وَطَرِهِم ۳ .
إنّي اُحَذِّرُكُم ونَفسي هذِهِ المَنزِلَةَ ؛ فَليَنتَفِعِ امرُؤٌ بِنَفسِهِ ؛ فَإِنَّمَا البَصيرُ مَن سَمِعَ فَتَفَكَّرَ ، ونَظَرَ فَأَبصَرَ ، وَانتَفَعَ بِالعِبَرِ ثُمَّ سَلَكَ جَدَدا ۴ واضِحا يَتَجَنَّبُ فيهِ الصَّرعَةَ فِي المَهاوي ، وَالضَّلالَ فِي المَغاوي ، ولا يُعينُ عَلى نَفسِهِ الغُواةَ بِتَعَسُّفٍ في حَقٍّ ، أو تَحريفٍ في نُطقٍ ، أو تَخَوُّفٍ مِن صِدقٍ .
فَأَفِق أيُّهَا السّامِعُ مِن سَكرَتِكَ ، وَاستَيقِظ مِن غَفلَتِكَ ، وَاختَصِر مِن عَجَلَتِكَ . وأنعِمِ الفِكرَ فيما جاءَكَ عَلى لِسانِ النَّبِيِّ الاُمِّيِّ صلى الله عليه و آله مِمّا لا بُدَّ مِنهُ ، ولا مَحيصَ عَنهُ . وخالِف مَن خالَفَ ذلِكَ إلى غَيرِهِ ، ودَعهُ وما رَضِيَ لِنَفسِهِ . وضَع فَخرَكَ وَاحطُط
1.الحَوْبة : الحاجَة (النهاية : ج۱ ص۴۵۵) .
2.نهج البلاغة : الخطبة ۸۳ . وقال الشريف الرضي رحمه الله في ذيل الخطبة : وفي الخبر : أ نّه عليه السلام لمّا خطب بهذه الخطبة اقشعرّت لها الجلود ، وبكت العيون ، ورجفت القلوب . ومن الناس من يُسمّي هذه الخطبة : «الغَرّاء» .
3.الوَطَرُ : كلُّ حاجة كان لصاحبها فيها همّة (لسان العرب : ج۵ ص۲۸۵) .
4.الجَدَد : المستوي من الأرض (النهاية : ج۱ ص۲۴۵) .