الباب الرابع : علم الموعظة
۴ / ۱
كَلِمَةٌ جامِعَةٌ لِلعِظَةِ
۵۶۱۷.نهج البلاغة :مِن خُطبَةٍ لَهُ عليه السلام وهِيَ كَلِمَةٌ جامِعَةٌ لِلعِظَةِ وَالحِكمَةِ :
فَإِنَّ الغايَةَ أمامَكُم ، وإنَّ وَراءَكُمُ السَّاعَةَ تَحدوكُم . تَخَفَّفوا تَلحَقوا ۱ ؛ فَإِنَّما يُنتَظَرُ بِأَوَّلِكُم آخِرُكُم .
قالَ السيّد الشَّريف : أقول : إنَّ هذا الكلامَ لَو وُزِنَ بَعدَ كَلامِ اللّهِ سُبحانَهُ وبَعدَ كلامِ رسولِ اللّه صلى الله عليه و آله بكُلّ كلام لَمالَ به راجحا ، وبَرَزَ عَلَيهِ سابِقا . فَأمّا قَولُهُ عليه السلام : «تَخَفَّفوا تَلحقوا» فَما سُمِعَ كلامٌ أقَلُّ منه مَسموعا ولا أكثَرُ مَحصولاً ، وما أبعَدَ غَورَها مِن كَلِمةٍ ، وأنقَعَ نُطفتها ۲ من حِكمَةٍ ! وقَد نَبَّهَنا في كتاب الخَصائِصِ عَلى عِظَمِ قَدرِها ، وشَرَفِ جَوهرِها ۳ .
1.أي تخفَّفوا من الذنوب تَلحَقوا مَن سبَقكم في العمل الصالح (مجمع البحرين : ج۱ ص۵۳۰) .
2.ماءٌ ناقِع ونَقِيع : ناجع يَقطع العطَش ويُذهبه ويُسَكِّنه . والنُّطْفة : الماء الصافي (تاج العروس : ج۱۱ ص۴۸۸ و ج۱۲ ص۵۰۵) .
3.نهج البلاغة : الخطبة ۲۱ ، روضة الواعظين : ص۵۳۷ ، عيون الحكم والمواعظ : ص۲۰۳ ح۴۱۲۰ وفيه «تخفّفوا ؛ فإنّ الغاية أمامكم ، والساعة من ورائكم تحدوكم» ، بحار الأنوار : ج۶ ص۱۳۵ ح۳۶ .