الباب الرابع : خلق الانسان
۴ / ۱
آدَمُ أبُو البَشَرِ
۵۳۷۳.الإمام عليّ عليه السلامـ في صِفَةِ خَلقِ آدَمَ عليه السلام ـ: ثُمَّ جَمَعَ سُبحانَهُ مِن حَزنِ الأَرضِ وسَهلِها ، وعَذبِها وسَبَخِها ، تُربَةً سَنَّها بِالماءِ حَتّى خَلَصَت ، ولاطَها بِالبِلَّةِ حَتّى لَزبَت ۱ ، فَجَبَلَ مِنها صورَةً ذاتَ أحناءٍ ووُصولٍ وأعضاءٍ وفُصولٍ ، أجمَدَها حَتَّى استَمسَكَت ، وأصلَدَها حَتّى صَلصَلَت ، لِوَقتٍ مَعدودٍ وأمَدٍ مَعلومٍ ؛ ثُمَّ نَفَخَ فيها مِن روحِهِ فَمَثُلَت إنسانا ذا أذهانٍ يُجيلُها ، وفِكَرٍ يَتَصَرَّفُ بِها ، وجَوارِحَ يَختَدِمُها ، وأدَواتٍ يُقَلِّبُها ، ومَعرِفَةٍ يَفرُقُ بِها بَينَ الحَقِّ وَالباطِلِ وَالأَذواقِ وَالمَشامِّ وَالأَلوانِ وَالأَجناسِ ، مَعجوناً بِطينَةِ الأَلوانِ المُختَلِفَةِ ، وَالأَشباهِ المُؤتَلِفَةِ ، وَالأَضدادِ المُتَعادِيَةِ ، وَالأَخلاطِ المُتَبايِنَةِ مِنَ الحَرِّ وَالبَردِ وَالبَلَّةِ وَالجُمودِ .
وَاستَأدَى اللّهُ سُبحانَهُ المَلائِكَةَ وَديعَتَهُ لَدَيهِم ، وعَهدَ وَصِيَّتِهِ إلَيهِم فِي الإِذعانِ بِالسُّجودِ لَهُ وَالخُنوعِ لِتَكرِمَتِهِ ، فَقالَ سُبحانَهُ : «اسْجُدُواْ لِأَدَمَ فَسَجَدُواْ إِلَا إِبْلِيسَ» ۲