لا تُحَيِّرُهُ الأَصواتُ ، ولا تَشغَلُهُ اللُّغاتُ ، سَميعٌ لِلأَصواتِ المُختَلِفَةِ ، بِلا جَوارِحَ لَهُ مُؤتَلِفَةٍ ، مُدَبِّرٌ بَصيرٌ ، عالِمٌ بِالاُمورِ ، حَيٌّ قَيّومٌ ، سُبحانَهُ .
كَلَّمَ موسى تَكليما بِلا جَوارِحَ ولا أدَواتٍ ولا شَفَةٍ ولا لَهَواتٍ ، سُبحانَهُ وتَعالى عَن تَكييفِ الصِّفاتِ .
مَن زَعَمَ أنَّ إلهَنا مَحدودٌ فَقَد جَهِلَ الخالِقَ المَعبودَ ، ومَن ذَكَرَ أنَّ الأَماكِنَ بِهِ تُحيطُ لَزِمَتهُ الحَيرَةُ وَالتَّخليطُ ، بَل هُوَ المُحيطُ بِكُلِّ مَكانٍ .
فَإِن كُنتَ صادِقا أيُّهَا المُتَكَلِّفُ لِوَصفِ الرَّحمنِ بِخِلافِ التَّنزيلِ وَالبُرهانِ فَصِف لي جِبريلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ ، هَيهاتَ ! أ تَعجِزُ عَن صِفَةِ مَخلوقٍ مِثلِكَ وتَصِفُ الخالِقَ المَعبودَ ؟ ! وأنتَ تُدرِكُ صِفَةَ رَبِّ الهَيئَةِ وَالأَدَواتِ ، فَكَيفَ مَن لَم تَأخُذهُ سِنَةٌ ولا نَومٌ ، لَهُ ما فِي الأَرَضينَ وَالسَّماواتِ ، وما بَينَهُما وهُوَ رَبُّ العَرشِ العَظيمِ ! ۱