إنَّ العِلمَ مِفتاحُ كُلِّ بابٍ ، وكُلُّ بابٍ يَفتَحُ ألفَ بابٍ ۱ .
۴۹۴۳.الإمام الصادق عليه السلام :قَدِمَ وَفدٌ مِن أهلِ فِلَسطينَ عَلَى الباقِرِ عليه السلام ، فَسَأَلوهُ عَن مَسائِلَ ، فَأَجابَهُم : . . . لَم يَجِد جَدّي أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام حَمَلَةً لِعِلمِهِ حَتّى كانَ يَتَنَفَّسُ الصُّعَداءَ ، ويَقولُ عَلَى المِنبَرِ : سَلوني قَبلَ أن تَفقِدوني ، فَإِنَّ بَينَ الجَوانِحِ ۲ مِنّي عِلما جَمّا ، ها هاه ألا لا أجِدُ مَن يَحمِلُهُ ! ۳
۴۹۴۴.المزار الكبير عن مَيثَم :أصحَرَ ۴ بي مَولايَ أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام لَيلَةً مِنَ اللَّيالي ، حَتّى خَرَجَ مِنَ الكوفَةِ وَانتَهى إلى مَسجِدِ جُعفِيٍّ ، تَوَجَّهَ إلَى القِبلَةِ وصَلّى أربَعَ رَكَعاتٍ ، فَلَمّا سَلَّمَ وسَبَّحَ بَسَطَ كَفَّيهِ وقالَ : «إلهي كَيفَ أدعوكَ وقَد عَصَيتُكَ ، وكَيفَ لا أدعوكَ وقَد عَرَفتُكَ . . .» وأخفَتَ دُعاءَهُ ، وسَجَدَ وعَفَّرَ وقالَ : العَفوَ العَفوَ ، مِئَةَ مَرَّةٍ ، وقامَ وخَرَجَ وَاتَّبَعتُهُ حَتّى خَرَجَ إلَى الصَّحراءِ ، وخَطَّ لي خَطَّةً وقالَ : إيّاكَ أن تُجاوِزَ هذِهِ الخَطَّةَ ، ومَضى عَنّي .
وكانَت لَيلَةٌ دَلهَمَةٌ ۵ ، فَقُلتُ : يا نَفسي أسلَمتِ مَولاكِ ولَهُ أعداءٌ كَثيرَةٌ ، أيُّ عُذرٍ يَكونُ لَكَ عِندَ اللّهِ وعِندَ رَسولِهِ ؟ ! وَاللّهَ لَأَقفنَّ [ لَأَقفُوَنَّ ] أثَرَهُ ، ولَأَعلَمَنَّ خَبَرَهُ ، وإن كُنتُ قَد خالَفتُ أمرَهُ ، وجَعَلتُ أتَّبِعُ أثَرَهُ ، فَوَجَدتُهُ عليه السلام مُطَّلِعا فِي البِئرِ إلى نِصفِهِ يُخاطِبُ البِئرَ وَالبِئرُ تُخاطِبُهُ ، فَحَسَّ بي ، وَالتَفَتَ عليه السلام وقالَ : مَن ؟ قُلتُ : مَيثَمٌ .
1.الخصال : ص۶۴۵ ح۲۹ ، الاختصاص : ص۲۸۳ ، بصائر الدرجات : ص۳۰۵ ح۱۲ كلّها عن أبي إسحاق السبيعي عن بعض أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ممّن يثق به .
2.الجوانح : أوائل الضلوع تحت الترائب ممّا يلي الصدر ، كالضلوع ممّا يلي الظهر ، سُمّيت بذلك لجنوحها على القلب (لسان العرب : ج۲ ص۴۲۹) .
3.التوحيد : ص۹۲ ح۶ عن وهب بن وهب القرشي وراجع المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۳۸ .
4.أصحَر الرجلُ : إذا خَرج إلى الصحراء (النهاية : ج۳ ص۱۲) .
5.في المصدر : «دلهة» ، وما أثبتناه من المزار للشهيد الأوّل . ولَيلٌ دَلْهَم : مظلم (المحيط في اللغة : ج۴ ص۱۳۶) .