۳ / ۱۳
فِتنَةُ المَغولِ
۵۸۹۹.الإمام عليّ عليه السلامـ في وَصفِ الأَتراكِ ـ: كَأَ نّي أراهُم قَوما كَأَنَّ وُجوهَهُمُ المَجانُّ المُطَرَّقُة ، يَلبَسون السَّرَقَ ۱ وَالدّيباجَ ، ويَعتَقِبونَ الخَيلَ العِتاقَ ، ويَكونُ هُناكَ استِحرارُ قَتلٍ حَتّى يَمشِيَ المَجروحُ عَلَى المَقتولِ ، ويَكونَ المُفلِتُ أقلَّ مِنَ المَأسورِ ! ۲
۵۹۰۰.كشف اليقين : قالَ الحِلِّيُّـ في بَيانِ إخبارِ عَلِيٍّ عليه السلام بِالمُغَيَّباتِ ـ: ومِن ذلِكَ : إخبارُهُ بِعِمارَةِ بَغداد ، ومُلكِ بَنِي العَبّاسِ ، وذِكرِ أحوالِهِم ، وأَخذِ المَغولِ المُلكَ مِنهُم .
رَواهُ والِدي رحمه الله وكانَ ذلِكَ سَبَبُ سَلامَةِ أهلِ الحِلَّةِ وَالكوفَةِ وَالمَشهَدَينِ الشَّريفَينِ مِنَ القَتلِ ؛ لأَ نَّهُ لَمّا وَصَلَ السُّلطانُ هولاكو إلى بَغدادَ قَبلَ أن يَفتَحَها هَرَبَ أكثَرُ أهلِ الحِلَّةِ إلَى البَطائِحِ ۳ إلّا القَليلَ ، وكانَ مِن جُملَةِ القَليلِ والِدي رحمه اللهوَالسَيّدُ مَجدُالدّينِ ابنُ طاووسَ وَالفَقيهُ ابنُ أبِي العِزِّ ، فَأَجمَعَ رَأيُهُم عَلى مُكاتَبَةِ السُّلطانِ بِأَ نَّهُم مُطيعونَ داخِلونَ تَحتَ الإيليَةِ ۴ ، وأَنفَذوا بِهِ شَخصا أعجَمِيّا .
فَأَنفَذَ السُّلطانُ إلَيهِم فَرمانا مَعَ شَخصَينِ؛ أحَدُهُما يُقالُ لَهُ : تُكلَم ، والآخَرُ يُقالُ لَهُ : عَلاءُ الدّينِ ، وقالَ لَهُما : إن كانَت قُلوبُهُم كَما وَرَدَتِ بِهِ كُتُبُهُم فَيَحضُرونَ إلَينا ، فَجاءَ الأَميرانِ ، فَخافوا لِعَدَمِ مَعرِفَتِهِم بِما يَنتَهِي الحالُ إلَيهِ ، فَقالَ والِدي رحمه الله : إن جِئتُ وَحدي كَفى ، فَقالا : نَعَم ، فَأَصعَدَ مَعَهُما .
فَلَمّا حَضَرَ بَينَ يَدَيهِ ـ وكانَ ذلِكَ قَبلَ فَتحِ بَغدادَ وقَبلَ قَتلِ الخَليفَةِ ـ قالَ لَهُ :
1.سَرَقَة : قِطعة من جَيّد الحرير ، وجمعها سَرَق (النهاية : ج۲ ص۳۶۲) .
2.نهج البلاغة : الخطبة ۱۲۸ .
3.البَطَائح : جمع بطيحة ؛ وهي أرض واسعة في جنوب العراق بين واسط والبصرة ، كانت قديما قرى متّصلة (راجع معجم البلدان : ج۱ ص۴۵۰) .
4.الإيالة : السياسة ، يقال : فلان حَسن الإيَالة وسَيّئ الإيالة (النهاية : ج۱ ص۸۵) .