443
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّادس

بِالقُرونِ ، ويُحصَدُ القائِمُ ، ويُحطَمُ المَحصودُ ! ۱۲

۳ / ۱۰

سُلطَةُ الحَجّاجِ

۵۸۸۹.الإمام عليّ عليه السلام :أما وَاللّهِ ، لَيُسَلَّطَنَّ عَلَيكُم غُلامُ ثَقيفٍ ، الذَّيّالُ ۳ المَيّالُ ، يَأكُلُ خَضِرَتَكُم، ويُذيبُ شَحمَتَكُم ، إيهٍ أبا وذَحَةَ ! ۴

۵۸۹۰.دلائل النبوّة عن حبيب بن أبي ثابت :قالَ عَليٌِّ رضى الله عنهلِرَجُلٍ : لا مُتَّ حَتّى تُدرِكَ فَتى ثَقيفٍ .
قيلَ لَهُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، ما فتى ثَقيفٍ ؟
قالَ : ليُقالَنَّ لَهُ يَومَ القِيامَةِ : اِكفِنا زاوِيَةً مِن زَوايا جَهَنَّمَ ؛ رَجُلٌ يَملِكٌ عِشرينَ أو بِضعا وعِشرينَ سَنَةً ، لا يَدَعُ للّهِِ مَعصِيَةً إلّا ارتَكَبَها، حَتّى لَو لَم تَبقَ إلّا مَعصِيَةٌ واحِدة

1.قال ابن أبي الحديد : هذا كناية عن عبد الملك بن مروان ؛ لأنّ هذه الصفات والأمارات فيه أتمّ منها في غيره ، لأ نّه قام بالشام حين دعا إلى نفسه وهو معنى «نعيقه» ، وفحصت راياته بالكوفة ، تارةً حين شخص بنفسه إلى العراق وقتل مُصعبا ، و تارةً لمّا استخلف الاُمراء على الكوفة كبشر بن مروان أخيه وغيره ، حَتّى انتهى الأمر إلى الحجّاج وهو زمان اشتداد شكيمة عبد الملك وثِقَل وطأته ، وحينئذٍ صَعُب الأمر جدّا ، وتفاقمت الفتن مع الخوارج وعبد الرحمن بن الأشعث . فلمّا كمل أمر عبد الملك وهو معنى «أينع زرعه» هلك ، وعقدت رايات الفتن المعضلة من بعده ، كحروب أولاده مع بني المهلّب وكحروبهم مع زيد بن عليّ عليه السلام ، وكالفتن الكائنة بالكوفة أيّام يوسف بن عمر ، وخالد القسري ، وعمر بن هُبيرة وغيرهم ، وما جرى فيها من الظلم واستئصال الأموال وذهاب النفوس . وقد قيل : إنّه كنى عن معاوية وما حدث في أيّامه من الفتن ، وما حدث بعده من فتنة يزيد وعبيد اللّه بن زياد ، وواقعة الحسين عليه السلام . والأوّل أرجح ؛ لأنّ معاوية في أيّام أمير المؤمنين عليه السلام كان قد نعق بالشام ، ودعاهم إلى نفسه . والكلام يدلّ على إنسان ينعق فيما بعد ، ألا تراه يقول : لكأ نّي أنظر إلى ضِلّيل قد نَعَق بالشام ؟ ( شرح نهج البلاغة : ج۷ ص۹۹ ) .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۱۰۱ .

3.الذَّيّال : المُتَبَختِر في مَشيِهِ ، وتذَيَّلَ : تبَختَر (القاموس المحيط : ج۳ ص۳۸۰).

4.نهج البلاغة : الخطبة ۱۱۶ . قال الشريف الرضي قدس سره : الوذَحة : الخنفساء ، وهذا القول يومئ به إلى الحجّاج ، وله مع الوذَحة حديث ليس هذا موضع ذكره .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
442

طَواغيتُ يَملِكونَ هذِهِ الرَّعِيَّةَ ۱ .

۵۸۸۶.عنه عليه السلامـ في مَروانَ بنِ الحَكَمِ ـ: لَيَحمِلَنَّ رايَةَ ضَلالَةٍ بَعدَما يَشيبُ صُدغاهُ ، ولَهُ إمرَةٌ كَلَحسَةِ الكَلبِ أنفَهُ ۲ .

۵۸۸۷.تاريخ دمشق عن أبي سليمان :بَينا عَلِيٌّ واضِعٌ يَدَهُ عَلى بَعضٍ ۳ يَمشي في سِكَكِ المَدينَةِ ، إذ جاءَ مَروانُ بنُ الحَكَمِ في حُلَّةٍ ؛ فَتىً شابٌّ ناصِعُ اللَّونِ وقاذ ۴ ، فَقالَ لَهُ : ما ۵ كَذا وكَذا ، يا أبَا الحَسَنِ ؟ وجَعَلَ عَلِيٌّ يُخبِرُهُ . فَلَمّا فَرَغَ وَلّى مِن عِندِهِ ، فَنَظَرَ في قَفاهُ ، ثُمَّ قالَ : وَيلٌ لِاُمَّتِكَ مِنكَ ومِن بَنيكَ إذا شابَت ذِراعاكَ ۶ .

۵۸۸۸.الإمام عليّ عليه السلام :لَكَأَ نّي أنظُرُ إلى ضِلّيلٍ قَد نَعَقَ بِالشّامِ ، وفَحَصَ بِراياتِهِ في ضَواحي كوفانَ . فَإِذا فَغَرَت فاغِرَتُهُ ، وَاشتَدَّت شَكيَمُتُه ، وثَقُلَت فِي الأَرضِ وَطأَتُهُ ، عَضَّتِ الفِتنَةُ أبناءَها بِأَنيابِها ، وماجَتِ الحَربُ بِأَمواجِها ، وبَدا مِنَ الأَيّامِ كُلوحُها ۷ ، ومِنَ اللَّيالي كُدوحُها ۸ . فَإِذا أينَعَ زَرعُهُ ، وقامَ عَلى يَنعِهِ ، وهَدَرَت شَقاشِقُهُ ، وبَرَقَت بَوارِقُهُ ، عُقِدَت راياتُ الفِتَنِ المُعضِلَةِ ، وأَقبَلنَ كَاللَّيلِ المُظلِمِ ، وَالبَحرِ المُلتَطِمِ . هذا، وكَم يَخرِقُ الكوفَةَ مِن قاصِفٍ ، ويَمُرُّ عَلَيها مِن عاصِفٍ ! وعَن قَليلٍ تَلتَفُّ القُرون

1.إرشاد القلوب : ص۲۷۷ عن رباب بن رياح ، مشارق أنوار اليقين : ص۷۶ وراجع الخرائج والجرائح : ج۱ ص۱۹۷ ح۳۵ .

2.الطبقات الكبرى : ج۵ ص۴۳ ، تاريخ دمشق : ج۵۷ ص۲۶۳ .

3.كذا في المصدر،والظاهر أنّ الصواب: «واضعٌ يديه على بعض»، أو ما في كنز العمّال: «واضعٌ يده على كتفي».

4.هكذا في المصدر ، ولعلّ الصواب : «وَقّاد». قال ابن منظور : قلبٌ وَقّاد : ماضٍ سريع التوقّد في النشاط. وكوكبٌ وقّاد : مُضيء (لسان العرب : ج۳ ص۴۶۶).

5.في المصدر : «يا» بدل «ما» ، والصحيح ما أثبتناه كما في كنز العمّال.

6.تاريخ دمشق : ج۵۷ ص۲۶۵ ، كنز العمّال : ج۱۱ ص۳۶۱ ح۳۱۷۴۴ .

7.الكُلُوح : العُبُوس (النهاية : ج۴ ص۱۹۶) .

8.الكدوح : الخُدُوش (النهاية : ج۴ ص۱۵۵) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 24384
صفحه از 496
پرینت  ارسال به