يُقدِم إلّا بِما عُهِدَ إلَيهِ فيهِ ۱ .
۵۸۴۲.الطبقات الكبرى عن أبي عبيد الضبّي :دَخَلنا عَلى أبي هَرثَمٍ الضَّبِّيِّ حينَ أقبَلَ مِن صِفّينَ ـ وهُوَ مَعَ عَلِيٍّ ـ وهُوَ جالِسٌ عَلى دُكّانٍ ۲ ، ولَهُ امرَأَةٌ يُقالُ لَها : جَرداءُ ، هِيَ أشَدُّ حُبّا لِعَلِيٍّ وأشَدُّ لِقَولِهِ تَصديقا . فَجاءَت شاةٌ فَبَعَرَت ، فَقالَ : لَقَد ذَكَّرَني بَعرُ هذِهِ الشّاةِ حَديثا لِعَلِيٍّ .
قالوا : وما عِلمُ عَلِيٍّ بِهذا ؟
قالَ : أقبَلنا مَرجِعَنا مِن صِفّينَ فَنَزَلنا كَربَلاء ، فَصَلّى بِنا عَليٌّ صَلاةَ الفَجرِ بَينَ شَجَراتٍ ودَوحاتٍ حَرمَلٍ ، ثُمَّ أخَذَ كَفّا مِن بَعرِ الغِزلانِ فَشَمَّهُ ، ثُمَّ قالَ : أوهِ ، أوهِ ، يُقتَلُ بِهذَا الغائِطِ ۳ قَومٌ يَدخُلونَ الجَنَّةَ بِغَيرِ حِسابٍ .
قالَ : قالَت جَرداءُ : وما تُنكِرُ مِن هذا ؟ ! هُوَ أعلَمُ بِما قالَ مِنكَ ، نادَت بِذلِكَ وهِيَ في جَوفِ البَيتِ ۴ .
۵۸۴۳.تاريخ دمشق عن هرثمة بن سلمى :خَرَجنا مَعَ عَلِيٍّ في بَعضِ غَزوِهِ ، فَسارَ حَتَّى انتَهى إلى كَربَلاءَ ، فَنَزَلَ إلى شَجَرَةٍ فَصَلّى إلَيها ، فَأَخَذَ تُربَةً مِنَ الأَرضِ فَشَمَّها ، ثُمَّ قالَ : واها لَكِ [ مِن ] ۵ تُربَةٍ ! لَيُقتَلَنَّ بِكِ قَومٌ يَدخُلونَ الجَنَّةَ بِغَيرِ حِسابٍ .
قالَ : فَقَفَلنا مِن غَزَواتِنا ۶ ، وقُتِلَ عَلِيٌّ ، ونَسيتُ الحَديثَ .
1.اُسد الغابة : ج۴ ص۳۲۲ الرقم ۴۱۷۳ وراجع تاريخ دمشق : ج۱۴ ص۱۹۸ .
2.الدُّكّان : الدكّة المبنيّة للجلوس عليها (لسان العرب : ج۱۳ ص۱۵۷) .
3.الغائط : المتّسع من الأرض مع طمأنينة (لسان العرب : ج۷ ص۳۶۴) .
4.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج۱ ص۴۳۲ الرقم ۴۲۰ ، تاريخ دمشق : ج۱۴ ص۱۹۸ عن أبي عبد اللّه الضبّي ؛ شرح الأخبار : ج۳ ص۱۳۶ ح۱۰۷۷ ، المناقب للكوفي : ج۲ ص۲۶ ح۵۱۴ كلاهما نحوه وراجع تهذيب التهذيب : ج۱ ص۵۹۰ الرقم ۱۵۷۷ ومقتل الحسين للخوارزمي : ج۱ ص۱۶۵ .
5.الزيادة من الترجمة المطبوعة بتحقيق الشيخ المحموديّ .
6.في هامش المصدر هنا: كذا، وفي المطبوعة: «غَزوَتِنا»، وبهامشها عن نسخةٍ: «غَزاتِنا» .