وأمّا الخصوصيّات في الوجه الثاني ، فلا تنافي بينها أيضاً ؛ لصحّة حمل نوم النبيّ صلى الله عليه و آله على غشية الوحي ، والاستيقاظ على تسرّيه ، ولذا عبّر بعض الأخبار بالاستيقاظ بعد ذكر نزول جبرئيل وتغشّي الوحي للنبيّ صلى الله عليه و آله .
وأمّا الخصوصيّات في الوجه الثالث فهي أظهر بعدم التنافي بينها ؛ إذ لا يبعد أنّ قسم الغنائم هو الحاجة الَّتي وقعت قبل شغل عليّ عليه السلام بالنبيّ صلى الله عليه و آله لا في عرضه . وعلى هذا القياس في سائر الخصوصيّات الَّتي يتوهّم تنافيها» ۱ .
۷ ـ طبيعة النقل وقلّته
ممّا ذكروه في عداد الإشكالات أنّه لو كان لواقعة «ردّ الشمس» أصلٌ ؛ لكان من الطبيعي أن يراها عدد كبير من النّاس ، كما كان حريّاً أن تُسجَّل بوصفها واقعة تاريخيّة من أعظم عجائب العالم الَّتي تتوفّر الدواعي إلى نقلها ، ومن ثَمّ لَتناقلها مختلف الأقوام والملل ، ولم يُقصر نقلها على عدّة قليلة .
ربما ظنّ بعضهم أنّ هذا الإشكال هو أهمّ ما يواجه الواقعة من إشكالات . بيدَ أنّه بدوره يحظى بجوابين : نقضيّ وحلّيّ معاً :
أمّا نقضاً : فقد شهد التاريخ الإسلامي على عهد رسول اللّه صلى الله عليه و آله حدوث واقعة عظيمة حقّاً هي «شقّ القمر» الَّتي تُعدّ أدعى للعجب وإثارة الدهشة من مسألة «ردّ الشمس» ؛ فقد انشقّ القمر وصار شطرين بإشارة إعجازيّة من النبيّ صلى الله عليه و آله ، بعد أن طلب المشركون ذلك ، بحيث صار كلّ شقّ على جانب .
وقد رأى المسافرون الذين كانوا يتّجهون تلقاء مكّة هذه الظاهرة الإعجازيّة ، وأخبروا قريشاً برؤيتهم . ثمّ إنّ جميع المفسِّرين بلا استثناء أذعنوا للواقعة ، وقد