409
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّادس

د : الحافظ السيوطي : وقد روى الحديث في عدد من كتبه المختلفة ، ثمّ بادر إلى تصحيحه ۱ . كما ذكره أيضاً في كتابه «الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة» الذي روى فيه الأحاديث المشهورة ، ثمّ انتهى للقول : «أخرجه ابن مندة وابن شاهين من حديث أسماء بنت عميس ، وابن مردويه من حديث أبي هريرة ، وإسنادهما حسن ، وممّن صحّحه الطحاوي والقاضي عيّاض . وقد ادّعى ابن الجوزي أنّه موضوع ، فأخطأ كما بيّنته في مختصر الموضوعات وفي التعقبات» ۲ .
لقد ذكرنا فيما سلف أنّ الجلال السيوطي صنّف رسالة مستقلّة في بيان طرق الحديث وتصحيحها والدفاع عنه ، بعنوان «كشف اللبس عن حديث ردّ الشمس» كتب في مقدّمة هذه الرسالة : «وبعد ؛ فإنّ حديث ردّ الشمس معجزة لنبيّنا صلى الله عليه و آله ، صحّحه الإمام أبو جعفر الطحاوي وغيره ، وأفرط الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي فأورده في كتاب «الموضوعات» . وهذا جزء في تتبّع طرقه وبيان حاله سميته : كشف اللبس عن حديث ردّ الشمس» ۳ .
ثمّ عاد ليقول آخر الرسالة : «وممّا يشهد لصحّة ذلك قول الإمام الشافعي وغيره : ما اُوتي نبيّ معجزة إلّا اُوتي نبيّنا صلى الله عليه و آله نظيرها أو أبلغ منها ، وقد صحّ أنّ الشمس حُبست على يوشع ليالي قاتل الجبّارين ، فلابدّ أن يكون لنبيّنا صلى الله عليه و آله نظير ذلك ، فكانت هذه القصّة نظير ذلك ، واللّه أعلم بالصواب» ۴ .
ه : الحافظ ابن حجر الهيثمي : كتب ابن حجر في كتاب «الصواعق المحرقة» ضمن تعداده لكرامات المولى أمير المؤمنين ، ما نصّه : «ومن كراماته الباهرة أن

1.راجع الغدير : ج۳ ص۱۳۳ ح۲۷ .

2.الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة : ص۲۶۶ ح۴۸۸ .

3.كشف اللبس عن حديث ردّ الشمس المطبوع في ضمن كشف الرمس عن حديث ردّ الشمس : ص۸۹ .

4.كشف اللبس عن حديث ردّ الشمس المطبوع في ضمن كشف الرمس عن حديث ردّ الشمس : ص۱۰۸ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
408

إلى نقل الواقعة ـ إلى تصحيح الحديث وتصويبه . وفي المقابل انتهى بعضهم إلى الطعن بها من خلال التشكيك بالحديث .
والآن نذكر آراء بعض المحدِّثين في تصحيح حديث «ردّ الشمس» :
أ : أبو جعفر أحمد بن صالح الطبري المصري ۱ : من محدّثي القرن الثالث الهجري ، ومن مشايخ البخاري . قال ـ بعد أن نقل حديث أسماء بطريقين صحيحين ـ ما نصّه : «لا ينبغي لمن كان سبيله العلم التخلّف عن حفظ حديث أسماء الذي روي لنا عنه صلى الله عليه و آله ؛ لأ نّه من أجلّ علامات النبوّة» ۲ .
ب : أبو جعفر أحمد بن محمّد الطحاوي : أخرج حديث أسماء بطريقين ، ثم راح يدافع عن الحديث ، حيث أورد شبهة تعارضه مع رواية : «لم تُحبس الشمس على أحد إلّا ليوشع» وأجاب عنها ، لينتهي في آخر المطاف إلى القول : «وكلّ هذه الأحاديث من علامات النبوّة» ۳ .
ج : الحافظ ابن حجر العسقلاني : كتب في مصنّفه المهمّ والمشهور «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» : «وروى الطحاوي والطبراني في «الكبير» ، والحاكم ، والبيهقي في «الدلائل» ، عن أسماء بنت عميس : أنّه صلى الله عليه و آله دعا لمّا نام على ركبة عليّ ففاتته صلاة العصر ، فرُدّت الشمس حتى صلّى عليّ ثمّ غربت . وهذا أبلغ في المعجزة ، وقد أخطأ ابن الجوزي بإيراده له في الموضوعات ، وهكذا ابن تيميّة في كتاب الردّ على الروافض ، في زعم وضعه» ۴ .

1.قال الذهبي في ميزان الاعتدال : «أحمد بن صالح ، أبو صالح المصري الحافظ الثبت ، أحد الأعلام . . . قال البخاري : أحمد بن صالح ثقة ، ما رأيت أحداً يتلكّم فيه بحجّة» (ميزان الاعتدال : ج۱ ص۱۰۳ الرقم ۴۰۶ ، وراجع التاريخ الكبير : ج۲ ص۶ الرقم ۱۵۱۰ و الوافي بالوفيات : ج ۶ ص۴۲۴ الرقم ۲۹۴۲) .

2.مشكل الآثار : ج۲ ص۱۱ .

3.فتح الباري : ج۶ ص۲۲۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 24447
صفحه از 496
پرینت  ارسال به