فَقالَ :
اللّهُمَّ إنَّ بُسرا باعَ دينَهُ بِدُنياهُ ، وَانتَهَكَ مَحارِمَكَ ، وكانَت طاعَةُ مَخلوقٍ فاجِرٍ آثَرَ عِندَهُ مِمّا عِندَكَ ، اللّهُمَّ فَلا تُمِتهُ حَتّى تَسلُبَهُ عَقلَهُ .
فَما لَبِثَ بَعدَ وَفاةِ عَلِيٍّ عليه السلام إلّا يَسيرا حَتّى وَسوَسَ وذَهَبَ عَقلُهُ ۱ .
۵۷۹۲.الإرشاد عن الوليد بن الحارث وغيره عن رجالهم :إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام لَمّا بَلَغَهُ ما صَنَعَهُ بُسرُ بنُ أرطاةَ بِاليَمَنِ قالَ :
اللّهُمَّ إنَّ بُسرا باعَ دينَهُ بِالدُّنيا ، فَاسلُبهُ عَقلَهُ ، ولا تُبقِ لَهُ مِن دينِهِ ما يَستَوجِبُ بِهِ عَلَيكَ رَحمَتَكَ .
فَبَقِيَ بُسرٌ حَتَّى اختَلَطَ ۲ ، فَكانَ يَدعو بِالسَّيفِ ، فَاتُّخِذَ لَهُ سَيفٌ مِن خَشَبٍ ، فَكان يَضرِبُ بِهِ حَتّى يُغشى عَلَيهِ ، فَإِذا أفاقَ قالَ : السّيفَ السَّيفَ ، فَيُدفَعُ إلَيهِ فَيَضرِبُ بِهِ ، فَلَم يَزَل ذلِكَ دَأبُهُ حَتّى ماتَ ۳ .
۵۷۹۳.مروج الذهب :كانَ عَلِيٌّ عليه السلام ـ حينَ أتاهُ خَبَرُ قَتلِ بُسرٍ لاِبنَي عُبيَدِ اللّهِ : قُثَمَ وعَبدِ الرَّحمنِ ـ دَعا عَلى بُسرٍ ، فَقالَ: اللّهُمَّ اسلُبهُ دينَهُ وعَقلَهُ .
فَخَرِفَ الشَّيخُ حَتّى ذَهِلَ عَقلُهُ ، وَاشتهرَ بِالسَّيفِ فَكانَ لا يُفارِقُهُ ، فَجُعِلَ لَهُ سَيفٌ مِن خَشَبٍ ، وجُعِلَ بَينَ يَدَيهِ زِقٌّ ۴ مَنفوخٌ يِضرِبُهُ ، وكُلَّما تَخَرَّقَ اُبدِلَ ، فَلَم يَزَل
1.الغارات : ج۲ ص۶۴۰ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۱۸ .
2.خُولِطَ فُلان في عَقله مخالَطة : إذا اختَلّ عَقله (النهاية : ج۲ ص۶۴) .
3.الإرشاد : ج۱ ص۳۲۱ وراجع الغارات : ج۲ ص۶۴۰ ـ ۶۴۲ والخرائج والجرائح : ج۱ ص۲۰۱ ح۴۲ وإرشاد القلوب : ص۲۲۸ وشرح نهج البلاغة : ج۲ ص۱۸ والكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۳۲ .
4.الزِّق : السِّقاء ينقل فيه الماء، أو جلد يُجَزّ شَعره ولا ينتف نتف الأديم (تاج العروس : ج۱۳ ص۱۹۶) .