الظَّهرِ بِالكوفَةِ ، فَأَمَرَ أن يُحفَرَ لَها حَفيرَةٌ ثُمَّ دَفَنَها فيها ، ثُمَّ رَكِبَ بَغلَتَهُ وأثبَتَ رِجلَيهِ في غَرزِ الرِّكابِ ، ثُمَّ وَضَعَ إصبَعَيهِ السَّبّابَتَينِ في اُذُنَيهِ ، ثُمَّ نادى بِأَعلى صَوتِهِ :
يا أيُّهَا النّاسُ ! إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى عَهِدَ إلى نَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله عَهدا عَهِدَهُ مَحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله إلَيَّ بِأَ نَّهُ لا يُقيمُ الحَدَّ مَن للّهِِ عَلَيهِ حَدٌّ ؛ فَمَن كانَ عَلَيهِ حَدٌّ مِثلُ ما عَلَيها فَلا يُقيمُ عَلَيهَا الحَدَّ .
فَانصَرَفَ النّاسُ يَومَئِذٍ كُلُّهُم ما خَلا أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام وَالحَسَنَ وَالحُسَينَ عليهماالسلام ، فَأَقامَ هؤُلاءِ الثَّلاثَةُ عَلَيهَا الحَدَّ يَومَئِذٍ وما مَعَهُم غَيرُهُم ۱ .
۴ / ۱۸
حامِلٌ فَزِعَت فَطَرَحَت ما في بَطنِها وماتَت
۵۷۸۱.الكافي عن الحسن :إنَّ عَلِيّا عليه السلام لَمّا هَزَمَ طَلحَةَ وَالزُّبَيرَ أقبَلَ النّاسُ مُنهَزِمينَ ، فَمَرّوا بِامرَأَةٍ حامِلٍ عَلَى الطَّريقِ ، فَفَزِعَت مِنهُم ، فَطَرَحَت ما في بَطنِها حَيّا ، فَاضطَرَبَ حَتّى ماتَ ، ثُمَّ ماتَت اُمُّهُ مِن بَعدِهِ ، فَمَرَّ بِها عَلِيٌّ عليه السلام وأصحابُهُ وهِيَ مَطروحَةٌ ووَلَدُها عَلَى الطَّريقِ ، فَسَأَلَهُم عَن أمرِها ، فَقالوا لَهُ : إنَّها كانَت حُبلى فَفَزِعَت حينَ رَأَتِ القِتالَ وَالهَزيمَةَ .
قالَ : فَسَأَلَهُم أيُّهُما ماتَ قَبلَ صاحِبِهِ ؟ فَقيلَ : إنَّ ابنَها ماتَ قَبلَها . قالَ : فَدَعا بِزَوجِها أبِي الغُلامِ المَيِّتِ ، فَوَرَّثَهُ مِنِ ابنِهِ ثُلُثَيِ الدِّيَةِ ، ووَرَّثَ اُمَّهُ ثُلُثَ الدِّيَةِ ، ثُمَّ وَرَّثَ الزَّوجَ مِنِ امرَأَتِهِ المَيِّتَةِ نِصفَ ثُلُثِ الدِّيَةِ الَّذي وَرِثَتهُ مِنِ ابنِها ، ووَرَّثَ قَرابَةَ المَرأَةِ المَيِّتَةِ الباقِيَ ، ثُمَّ وَرَّثَ الزَّوجَ أيضا مِن دِيَةِ امرَأَتِهِ المَيِّتَةِ نِصفَ الدِّيَةِ ؛ وهُوَ ألفان