369
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّادس

الظَّهرِ بِالكوفَةِ ، فَأَمَرَ أن يُحفَرَ لَها حَفيرَةٌ ثُمَّ دَفَنَها فيها ، ثُمَّ رَكِبَ بَغلَتَهُ وأثبَتَ رِجلَيهِ في غَرزِ الرِّكابِ ، ثُمَّ وَضَعَ إصبَعَيهِ السَّبّابَتَينِ في اُذُنَيهِ ، ثُمَّ نادى بِأَعلى صَوتِهِ :
يا أيُّهَا النّاسُ ! إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى عَهِدَ إلى نَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله عَهدا عَهِدَهُ مَحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله إلَيَّ بِأَ نَّهُ لا يُقيمُ الحَدَّ مَن للّهِِ عَلَيهِ حَدٌّ ؛ فَمَن كانَ عَلَيهِ حَدٌّ مِثلُ ما عَلَيها فَلا يُقيمُ عَلَيهَا الحَدَّ .
فَانصَرَفَ النّاسُ يَومَئِذٍ كُلُّهُم ما خَلا أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام وَالحَسَنَ وَالحُسَينَ عليهماالسلام ، فَأَقامَ هؤُلاءِ الثَّلاثَةُ عَلَيهَا الحَدَّ يَومَئِذٍ وما مَعَهُم غَيرُهُم ۱ .

۴ / ۱۸

حامِلٌ فَزِعَت فَطَرَحَت ما في بَطنِها وماتَت

۵۷۸۱.الكافي عن الحسن :إنَّ عَلِيّا عليه السلام لَمّا هَزَمَ طَلحَةَ وَالزُّبَيرَ أقبَلَ النّاسُ مُنهَزِمينَ ، فَمَرّوا بِامرَأَةٍ حامِلٍ عَلَى الطَّريقِ ، فَفَزِعَت مِنهُم ، فَطَرَحَت ما في بَطنِها حَيّا ، فَاضطَرَبَ حَتّى ماتَ ، ثُمَّ ماتَت اُمُّهُ مِن بَعدِهِ ، فَمَرَّ بِها عَلِيٌّ عليه السلام وأصحابُهُ وهِيَ مَطروحَةٌ ووَلَدُها عَلَى الطَّريقِ ، فَسَأَلَهُم عَن أمرِها ، فَقالوا لَهُ : إنَّها كانَت حُبلى فَفَزِعَت حينَ رَأَتِ القِتالَ وَالهَزيمَةَ .
قالَ : فَسَأَلَهُم أيُّهُما ماتَ قَبلَ صاحِبِهِ ؟ فَقيلَ : إنَّ ابنَها ماتَ قَبلَها . قالَ : فَدَعا بِزَوجِها أبِي الغُلامِ المَيِّتِ ، فَوَرَّثَهُ مِنِ ابنِهِ ثُلُثَيِ الدِّيَةِ ، ووَرَّثَ اُمَّهُ ثُلُثَ الدِّيَةِ ، ثُمَّ وَرَّثَ الزَّوجَ مِنِ امرَأَتِهِ المَيِّتَةِ نِصفَ ثُلُثِ الدِّيَةِ الَّذي وَرِثَتهُ مِنِ ابنِها ، ووَرَّثَ قَرابَةَ المَرأَةِ المَيِّتَةِ الباقِيَ ، ثُمَّ وَرَّثَ الزَّوجَ أيضا مِن دِيَةِ امرَأَتِهِ المَيِّتَةِ نِصفَ الدِّيَةِ ؛ وهُوَ ألفان

1.الكافي : ج۷ ص۱۸۶ ح۱ ، تهذيب الأحكام : ج۱۰ ص۹ ح۲۳ ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج۴ ص۳۲ ح۵۰۱۸ ، المحاسن : ج ۲ ص۲۱ ح۱۰۹۴ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
368

مُتَجاهِلٌ عَلَيها : ولِمَ يَكفُلُ عَمرٌو وَلَدَكِ ؟ فَقالَت : يا أميرَ المُؤمِنينَ إنّي زَنَيتُ فَطَهِّرني . فَقالَ : وذاتُ بَعلٍ أنتِ إذ فَعلَتِ ما فَعَلتِ ؟ قالَت : نَعمَ . قالَ : أ فَغائِبا كانَ بَعلُكِ إذ فَعَلتِ ما فَعَلتِ أم حاضِرا ؟ فَقالَت : بَل حاضِرا . قالَ : فَرَفَعَ رَأسَهُ إلَى السَّماءِ وقالَ : اللّهُمَّ إنَّهُ قَد ثَبَتَ لَكَ عَلَيها أربَعُ شَهاداتٍ ، وإنَّكَ قَد قُلتَ لِنَبِيِّكَ صلى الله عليه و آله فيما أخبَرتَهُ بِهِ مِن دينِكَ : يا مُحَمَّدُ مَن عَطَّلَ حَدّا مِن حُدودي فَقَد عانَدَني وطَلَبَ بِذلِكَ مُضادَّتي ، اللّهُمَّ فَإِنّي غَيرُ مُعَطِّلٍ حُدودَكَ ، ولا طالِبٍ مُضادَّتَكَ ، ولا مُضَيِّعٍ لاِحكامِكَ ، بَل مُطيعٍ لَكَ ، ومُتَّبِعٍ سُنَّةَ نَبِيِّكَ صلى الله عليه و آله .
فَنَظَرَ إلَيهِ عَمرُو بنُ حُرَيثٍ وكَأَ نَّما الرُّمّانُ يُفقَأُ في وَجهِهِ ۱ ، فَلَمّا رَأى ذلِكَ عَمرٌو قالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنَّني إنَّما أرَدتُ أكفُلُهُ إذ ظَنَنتُ أ نَّكَ تُحِبُّ ذلِكَ ، فَأَمّا إذا كَرِهتَهُ فَإِنّي لَستُ أفعَلُ !
فَقالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : أ بَعدَ أربَعِ شَهاداتٍ بِاللّهِ ؟ ! لَتَكفُلَنَّهُ وأنتَ صاغِرٌ .
فَصَعِدَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام المِنبَرَ فَقالَ : يا قَنبَرُ ! نادِ فِي النّاسِ الصَّلاةَ جامِعَةً . فَنادى قَنبَرٌ فِي النّاسِ ، فَاجتَمَعوا حَتّى غَصَّ المَسجِدُ بِأهلِهِ ، وقامَ أميرُ المُؤمِنينَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ :
أيُّهَا النّاسُ ! إنَّ إمامَكُم خارِجٌ بِهذِهِ المَرأَةِ إلى هذَا الظَّهرِ لِيُقيمَ عَلَيهَا الحَدَّ إن شاءَ اللّهُ ، فَعَزَمَ عَلَيكُم أميرُ المُؤمِنينَ لَمّا خَرَجتُم وأنتمُ مُتَنَكِّرونَ ومَعَكُم أحجارُكُم، لا يَتَعَرَّفُ أحَدٌ مِنكُم إلى أحَدٍ حَتّى تَنصَرِفوا إلى مَنازِلِكُم إن شاءَ اللّهُ . ثُمَّ نَزَلَ .
فَلَمّا أصبَحَ النّاسُ بُكرَةً خَرَجَ بِالمَرأَةِ ، وخَرَجَ النّاسُ مُتَنَكِّرينَ مُتَلَثِّمينَ بِعَمائِمِهِم وبِأَردِيَتِهِم وَالحِجارَةُ في أردِيَتِهِم وفي أكمامِهِم ، حَتَّى انتَهى بِها وَالنّاسُ مَعَهُ إلَى

1.قال الطريحي: في الحديث: «كأنّما الرمّان يفقأ في وجهه»؛ يريد شدّة الحمرة (مجمع البحرين: ج۳ ص۱۴۰۶ «فقأ»).

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 24608
صفحه از 496
پرینت  ارسال به