المَلَأَ ! أ فَلا تابَ في بَيتِهِ ؟ !فَوَاللّهِ لَتَوبَتُهُ فيما بَينَهُ وبَينَ اللّهِ أفضَلُ مِن إقامَتي عَلَيهِ الحَدَّ .
ثُمَّ أخرَجَهُ ونادى فِي النّاس : يا مَعشَرَ المُسلِمينَ ! اُخرُجوا لِيُقامَ عَلى هذَا الرَّجُلِ الحَدُّ ، ولا يَعرِفَنَّ أحَدُكُم صاحِبَهُ . فَأَخرَجَهُ إلَى الجَبّانِ ۱ ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أنظِرني اُصَلّي رَكعَتَينِ .
ثُمَّ وَضَعَهُ في حُفرَتِهِ وَاستَقبَلَ النّاسَ بِوَجهِهِ فَقالَ :
يا مَعاشِرَ المُسلِمينَ ! إنَّ هذا حَقٌّ مِن حُقوقِ اللّهِ عَزَّوجَلَّ ؛ فَمَن كانَ للّهِِ في عُنُقِهِ حَقٌّ فَليَنصَرِف ولا يُقيمُ حُدودَ اللّهِ مَن في عُنُقِهِ للّهِِ حَدٌّ .
فَانصَرَفَ النّاسُ وَبقِيَ هُوَ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهماالسلام ، فَأَخَذَ حَجَرا ، فَكَبَّرَ ثَلاثَ تَكبيراتٍ ، ثُمَّ رَماهُ بِثَلاثَةِ أحجارٍ ؛ في كُلِّ حَجَرٍ ثَلاثَ تَكبيراتٍ . ثُمَّ رَماهُ الحَسَنُ عليه السلام مِثلَ ما رَماهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام . ثُمَّ رَماهُ الحُسَينُ عليه السلام ، فَماتَ الرَّجُلُ .
فَأَخرَجَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام فَأَمَرَ فَحُفِرَ لَهُ وصَلّى عَلَيهِ ودَفَنَهُ ، فَقيلَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، ألا تُغَسِّلُهُ ؟ فَقالَ : قَدِ اغتَسَلَ بِما هُوَ طاهِرٌ إلى يَومِ القِيامَة ؛ لَقَد صَبَرَ عَلى أمرٍ عَظيمٍ ۲ .
۵۷۸۰.الكافي عن ميثم :أتَتِ امرَأَةٌ مُجِحٌّ ۳ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام فَقالَت : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنّي زَنَيتُ فَطَهِّرني طَهَّرَكَ اللّهُ ؛ فَإِنَّ عَذابَ الدُّنيا أيسَرُ مِن عَذابِ الآخِرَةِ الَّذي لا يَنقَطِعُ . فَقالَ لَها : مِمّا اُطَهِّرُكِ ؟ فَقالَت : إنّي زَنَيتُ . فَقالَ لَها : أ وَذاتُ بَعلٍ أنتِ أم غَيرُ ذلِكَ ؟ فَقالَت :
1.الجَبّان والجبّانة : الصحراء، وتسمّى بهما المقابر؛ تسمية للشيء بموضعه (لسان العرب : ج۱۳ ص۸۵) .
2.الكافي : ج۷ ص۱۸۸ ح۳ ، تفسير القمّي : ج۲ ص۹۶ عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام نحوه ، بحار الأنوار : ج۴۰ ص۲۹۲ ح۶۶ وراجع كتاب من لا يحضره الفقيه : ج۴ ص۳۱ ح۵۰۱۷ .
3.المُجِحُّ : الحامِلُ المُقْرِب الَّتي دنا وِلادُها (النهاية : ج۱ ص۲۴۰) .