لَيسَ فِي الجَنَّةِ قَصرٌ ولا بَيتٌ إلّا وفيهِ غُصنٌ مِن أغصانِها . ومَثَلُها فِي الدُّنيَا الشَّمسُ أصلُها واحِدٌ وضَوؤُها في كُلِّ مَكانٍ .
وأمَّا الشَّجَرَةُ الَّتي نَبَتَت مِن غَيرِ ماءٍ : فَشَجَرَةُ يونُسُ ، وكانَ ذلِكَ مُعجِزَةً لَهُ ؛ لِقَولِهِ تَعالى : «وَ أَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ» ۱ .
وأمَّا غِذاءُ أهلِ الجَنَّةِ : فَمَثَلُهُم فِي الدُّنيا الجَنينُ في بَطنِ اُمِّهِ ؛ فَإِنَّهُ يَغتَذي مِن سُرَّتِها ولا يَبولُ ولا يَتَغَوَّطُ .
وأمَّا الأَلوانُ فِي القَصعَةِ الواحِدَةِ : فَمَثَلُهُ فِي الدُّنيا البيضَةُ فيها لَونانِ أبيَضُ وأصفَرُ ولا يَختَلِطانِ .
وأمَّا الجارِيَةُ الَّتي تَخرُجُ مِنَ التُّفّاحَةِ : فَمَثَلُها فِي الدُّنيا الدّودَةُ تَخرُجُ مِنَ التُّفّاحَةِ ولا تَتَغَيَّرُ .
وأمَّا الجارِيَةُ الَّتي تَكونُ بَينَ اثنَينِ : فَالنَّخلَةُ الَّتي تَكونُ فِي الدُّنيا لِمُؤمِنٍ مِثلي ولِكافِرٍ مِثلِكَ ، وهِيَ لي فِي الآخِرَةِ دونَكَ ؛ لِأَ نَّها فِي الجَنَّةِ وأنتَ لا تَدخُلُها !
وأمّا مَفاتيحُ الجَنَّةِ : فَلا إلهَ إلَا اللّهُ ، مُحَمَّدٌ رسولُ اللّهِ .
قالَ ابنُ المُسَيِّبِ : فَلَمّا قَرَأَ قَيصَرُ الكِتابَ قالَ : ما خَرَجَ هذَا الكَلامُ إلّا مِن بَيتِ النُّبُوَّةِ ! ۲
۵۷۰۴.بحار الأنوار :قَضى [عَلِيٌّ عليه السلام ] بِالبَصرَةِ لِقَومٍ حَدّادينَ اشتَرَوا بابَ حَديدٍ مِن قَومٍ ، فَقالَ أصحابُ البابِ : كَذا وكَذا مَنّا ، فَصَدَّقوهُم وَابتاعوهُ ، فَلَمّا حَمَلُوا البابَ عَلى أعناقِهِم قالوا لِلمُشتَري : ما فيهِ ما ذَكَروهُ مِنَ الوَزنِ ، فَسَأَلوهُم الحَطيطَةَ فَأَبَوا ، فَارتَجَعوا عَلَيهِم ، فَصاروا إلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ، فَقالَ : أدُلُّكُمُ ؛ احمِلوهُ إلَى الماءِ . فَحُمِلَ فَطُرِح